حتى لا ننسى 29 أكتوبر 1956.. العدوان الثلاثی على مصر

6

 

كتب :صلاح الدين سليمان

دخل الشرق الأوسط مرحلة جديدة في تاريخه منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 فى مصر، وهى ثورة سياسية واقتصادية واجتماعية، كان لها أثرها العميق في مصر والوطن العربي وكذلك تأثيرها الشديد على مصالح الدول الكبرى فى هذة المنطقة الاستراتيجية الهامة من العالم، والتى تتصارع فيها القوتان العظميان- الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حققت الثورة في سياستها الخارجية الاستقلال الوطنى بإنهاء الاستعمار البريطانى عام 1954 وكسر احتكار السلاح لأول مرة فى تاريخ مصر بعقد صفقة الأسلحة مع الاتحاد السوفيتى عام 1955، الأمر الذي أثار غضب الولايات المتحدة ودول غرب اوروبا وتأیید ثورة الجزائر سياسيًا وماديًا مما ألهب شعور فرنسا ضد العرب وتأميم قناة السويس عام 1956.

ووقفت مصر ضد الأطماع الصهيونية في المنطقة والسعى لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وهذا ما ادركه قادة الكيان الصهيونى بوضوح، ففى26 يوليو 1955 جرت الانتخابات العامة فی إسرائیل وكسبتها جماعات المتشددين برئاسة دیفید بن جوریون، وأصبح هاجسه بعد عودته الى رئاسة الوزارة، وبعد صفقة الاسلحة المصرية السوفيتية- هو أن التصدى لمصر أصبح الآن ضرورة حيوية بالنسبة لاسرائيل، ويذكر الجزال موشى ديان فى يوميات عن حرب السويس أنه التقى «بن جوريون» فى مكتبه صباح 22 أكتوبر 1955، وفوجئ ديان بـ«بن جوريون» يقول له إنه قرر القيام بالهجوم عسكرى على مصر وأن أهداف ذلك الهجوم هي: 1- تحرير مضايق إيلات. 2 – القضاء على قواعد الفدائيين فى سيناء 3- إسقاط جمال عبد الناصر وحسب قول بن جوريون إن ظهور نظام فتى متحمس طموح فى أكبر دولة عربية هو الخطر الذي يهدد وجود اسرائیل، ويمضى ديان فى يومياته ذاكرًا أن بن جوريون طلب منه خطة أخرى للطوارئ هدفها الاستيلاء على قطاع غزة وأخذه رهينة لكسر هيبة عبدالناصر فى المنطقة،  وكان طموح مصر وقتها ينصب على بناء السد العالى وعندما رفض الغرب بوقاحة تمويل بناء هذا المشروع الحيوي، وقف جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية فى الإسكندرية يعلن تأميم قناة السويس وكان إعلان تأميم شركة قناة السويس فرحة كبرى عمت مصر كلها وفاضت على العالم العربي وامتدت تأثيراتها إلى آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وتحالف الغرب ومعه الكيان الصهيونى- ضد مصر وفى 3 أكتوبر كما يذكر أ/ محمد حسنين هيكل في كتابه الوثائقى ملفات السويس: كانت هناك خطتان جاهزتان للغزو ضد مصر. خطة فرنسية- اسرائیلية وخطه بريطانية- فرنسية، أطلق عليها خطة الفرسان. وبعد محاولات كثيرة من المعتدين لوضع خطة نهائية اتفق على تحديد ساعة الصفر بغروب شمس يوم الإثنين 26 أكتوبر 1956، لبدء العدوان على مصر وشعبها وقيادتها. وصمد الشعب المصرى وجيشه وقيادته. وكان الانتصار وخروج المعتدين في ديسمبر 1956 ولحقتهم دولة الكيان الصهيونى فى مارس 1957.

التعليقات متوقفه