ماجدة موريس تكتب :مجرمون وداعمون ومقاومون

18

مساء الأحد الماضي، عرف العالم أن الجزائر ستقدم طلبًا إلى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة ، وبعد دقائق جاء تصريح مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة بأن الطلب مرفوض! ولن تتم الموافقة عليه! هكذا بكل وقاحة وعلنية وغرور يأتي الرد الأمريكي على الهواء قبل تقديم الطلب نفسه للمنظمة الدولية، وبرغم كل صيحات شعوب العالم بوقف إطلاق النار على شعب غزة أو ما تبقى من شعبها الفلسطيني الذي هدمت بيوته ومستشفياته، ومخابزه، ومنعت إسرائيل عنه المساعدات القادمة في شاحنات من مصر ودول أخرى، فلا ماء ولا طعام ولا مأوي ولا كهرباء، برغم كل هذا فإن دول العالم (الحر) لا تزال تدعم دولة الاحتلال والقتل، وتتركها تقتل 29 ألفاً من البشر، وتُهجر الباقي من شعب غزة، لا غضب شعوب العالم يجدي، ولا نداءات المنظمات الدولية ولا نداءات الأطفال الجرحى، والسؤال الآن هو: إلى متى سيقف العالم متفرجًا أمام كل هذا القتل؟ وإلى متى يصبح الدعم الأمريكي سببا في هذا التوحش الإسرائيلي نحو الإبادة الجماعية لشعب غزة، وإطلاق قطعان المستوطنين ضد شعب الضفة الغربية الذي ما زال متمسكا بالبقاء في أرضه؟

ولن نسمح بالصلاة
مساء الإثنين الماضي، طور المحتلون موقفهم من الفلسطينيين في مدينة القدس وكل الضفة حين أعلن النتن ياهو (تقييد دخول فلسطينيي الداخل للمسجد القاصي) فعل هذا قبل شهر رمضان بأيام، وللدرجة التي دعت بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية أن يقول بغضب شديد (أن الضفة الغربية تغلي، وإذا لم يُسمح بالذهاب إلى المساجد سيصبح الوضع أكثر صعوبة وتوترا)، بما يعني أن منع الناس في مدن الضفة الغربية من الصلاة سيُفجر الأوضاع الصعبة التي يعيشها أهلها من الفلسطينيين فتعلو الاشتباكات والاعتقالات والقتل (وقد تكون خطة إسرائيلية. لأجل الخلاص منهم أيضًا)، وبذلك تستولي دولة الاحتلال على كل أرض فلسطين، وأمام العالم كله الذي بدأ الكثيرون من دوله الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة، وان حل الدولتين هو الحل الوحيد بعد ٧٥عاما من الاحتلال، ولكن هل يرضي هذا مجرمي الحرب؟ بالطبع لا ..لأنه حل سوف يقتطع منهم الضفة وغزة اللذين يسعيان لاحتلاهما بالكامل، ولأنه حل سيأتي. بسلطة أخرى من ذات الشعب المحتل، تتمتع بضمانات البقاء في حدودها المجاورة لدولة الاحتلال التي لن تجد ما تحتله، ومن تعتقله، ومن تسرقه وتسرق تراثه الحضاري وتسرق غازه وثرواته، ولهذا تقاتل وتعتقل وتمنع المساعدات لتجويع الناس في غزة، وترفض وقف إطلاق النار برغم العدد المهول للقتلي الشهداء، (والذي تجاوز ٢٩ألفا)، ولهذا أيضا فإن الحياة لا يمكن أن تستمر مع استمرار هذه الإبادة ولمجرد أن النتن ياهو رئيس وزراء الاحتلال يطيلها حتى لا يقف أمام المحاك متهمًا بقضايا سياسية وأخلاقية، وأن وزير دفاعه المتطرف يريد طرد كل أصحاب الأرض تمامًا من بلدهم، مأساة سياسية تحولت إلى أكبر القضايا التي شهدها وعاشها شعب في تاريخه منذ النكبة، وما زالت مستمرة بفضل نفس الداعمين لها في أمريكا وأوروبا، ومع ذلك فإن الأمل موجود في شعوب وبلاد أخرى في أفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وآسيا وآخرهم البرازيل التي قال رئيسها (لولا دي سيلڤا) منذ أيام أثناء زيارته لمصر، أن جرائم إسرائيل تفوق كل التصورات، فردت عليه دولة الاحتلال بأنه (غير مرغوب فيه) !!! برغم كل هذا، سيأتي يوم النصر لفلسطين مدعومًا بالدعم والدعوات من كل البشر في العالم.

التعليقات متوقفه