بعد ارتفاع الأسعار.. مواطنون: “ملابس العيد” أصبحت من الرفاهيات قبيل عيد الأضحى.. عزوف المستهلكين عن الشراء وركود في الأسواق
شهدت أسعار الملابس الجاهزة ارتفاعًا كبيرًا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك هذا العام مقارنة بالعام الماضى، وانخفض الطلب على الشراء نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين في ظل ارتفاع أسعار المعيشة إلى جانب عدم وجود فائض لشراء ملابس جديدة، ويصفها البعض بـ”الرفاهيات”.
جولة لـ”الأهالي” داخل الأسواق الشعبية
وفي جولة ميدانية لـ”جريدة الأهالي” داخل أحد أسواق الملابس الجاهزة في منطقتي “حلوان ودار السلام”، قالت المواطنة شيماء صالح، ربة منزل، لدي بنتان، وبسبب ارتفاع الأسعار بشكل عام، والملابس بشكل خاص، لم نقدر على شراء مستلزمات العيد هذا العام، ولكن اقتصرت على ملابس عيد الفطر الماضي واحتفظت بها حتى تكون بشكل لائق وجيد وتصلح أن ترتديها ابنتيّ في العيد مع أقاربهما، واصفة الوضع في الأسواق بـ”الأمر صعب”، مؤكدة أن زوجها لا يتعدى راتبه الـ5 آلاف جنيه، وهم يعيشون في شقة إيجار جديد، وتضطر لمساعدة زوجها في ظروف الحياة الصعبة، وتعمل في التسويق الإلكتروني عبر شبكات الإنترنت، وبيع بعض المنتجات.
في الوقت نفسه أشارت فاطمة إبراهيم ربه منزل، إن أسعار الملابس ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ما يجعلها تقوم بشراء قطعة واحدة فقط، “تيشيرت أو قميص” لكل طفل من أبنائها الثلاثة، حتى تقاوم ظروف الحياة الصعبة.
وأضافت خلال حديثها لـ”الأهالي” أن الرواتب لا تواكب الارتفاع المتزايد في الأسعار، لذلك نقوم بتدبير الأمر، حتى تسير الحياة، ولا نحتاج لأحد، وفي الوقت نفسه لا تحرم أبناءها فرحة العيد التي اعتادوا عليها سنويًا.
وفي السياق ذاته أكدت سميرة عادل موظفة في أحد المستشفيات، أنها منذ فترة طويلة بدأت تلجأ لملابس البالة التي توهم أبناءها الأربعة أنها ملابس جديدة، حيث تقوم بكويها وتكييسها لتأخذ الشكل الجديد حتى لا ينعكس ذلك على حالتهم النفسية، ويعود عليهم بالسلب، وأكدت أن هذا العام منذ بداية عيد الفطر الماضي ارتفعت أسعار البالة بشكل كبير حيث وصل الكيلو في إحدى المناطق الشعبية إلى 1200 جنيه، ما يجعلها عاجزة عن شرائها مرة أخرى، حيث توضح أنها كانت في متناول يديها خاصة أن زوجها يعمل موظفا في القطاع الخاص وراتبه أيضا لا يتعدى ال4 آلاف جنيه.
وأشارت لـ”الأهالي” إلى أنها تحاول أن تشتري قطعًا بأوزان خفيفة حتى تستطيع شراء جميع مستلزمات العيد، كونها عادة من الصعب الاستغناء عنها.
وعلى الجانب الآخر، قال أحد التجار في منطقة دار السلام، إن فرصة المواطنين الخاصة بشراء الملابس تراجعت بشكل تدريجي، فضلا عن عزوف البعض عن عملية الشراء من الأساس.
وأضاف يحاول بعض المواطنين أن يتخذوا عملية الفصال سبيلا للحصول على ملابس لأطفالهن، وفي الوقت نفسه من الصعب على التاجر أن يخسر بسبب ارتفاع أسعار الخامات والعمالة وغيرها.
وأضاف في حديثة لـ”الأهالي”، أن المواطن يعاني من أزمات عدّة، بسبب الارتفاعات المتزايدة للأسعار، والتاجر أيضًا، حيث يضطر أحيانًا لتخفيض الأسعار ويقلل من هامش ربحه لعودة حركة البيع وتحريك المياه الراكدة.
تراجع القوة الشرائية
ومن جانبه، أكد حسين رشدان عضو شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، أن القوة الشرائية للمواطنين تراجعت بنسبة كبيرة خلال هذا الموسم، خاصة مع زيادة الأعباء المادية المتعلقة بالسلع الأساسية وعلى رأسها رغيف الخبز المدعم الذي ارتفع بنسبة 300%، ما أثر على جيوب المواطنين وعدم مقدرتهم على الشراء بشكل عام.
وأضاف أن سوق الملابس يعاني حالة من الركود، بسبب هذه العوامل، متوقعاً حدوث بعض التخفيضات من قبل التجار، لتنشيط حركة البيع والشراء، كونهم أحد المتضررين من حالة الركود.
وقال: نأمل أن تستقر الأسعار حتى تعود حركة البيع والشراء للأسواق مرة أخرى.
وفقًا للبيانات الرسمية؛ فقد حققت صادرات مصر من الملابس زيادة بنسبة 25% مع بداية العام الجاري وتحديدًا في شهري يناير وفبراير الماضيين، بينما بلغت قيمة صادرات مصر من الملابس الجاهزة نحو 464 مليون دولار خلال شهري يناير وفبراير الماضيين وذلك مقارنة بـ 371 مليون دولار في نفس الفترة من العام السابق،
كما أن قطاع الملابس في مصر يستهدف كل عام زيادة صادراته من 20 إلى 30% عن العام السابق له، وفقا لشعبة الملابس بالغرف التجارية.
التعليقات متوقفه