فى ختام فعاليات المهرجان القومي للمسرح..”ماكبث المصنع” أفضل عرض و”الطاحونة الحمراء” أفضل موسيقى و”مش روميو وجوليت” أفضل أشعار.

15

“حاجة تخوف” و”السمسمية “و”مرايا إلكترا” يفوزون بجائزة لجنة التحكيم الخاصة

عيد عبدالحليم

اختتمت فعاليات المهرجان القومي للمسرح، وفاز بجائزة أفضل عرض مسرحية “ماكبث المصنع” إخراج محمود الحسيني وهو عرض من مسرح جامعة القاهرة- فرقة طب أسنان، وبالمركز الثاني عرض “النقطة العميا” من إنتاج مسرح الغد. وحصل على جائزة أفضل أشعار الشاعر أمين حداد عن أغاني مسرحية “مش روميو وجوليت” إخراج عصام السيد، وفاز بجائزة أفضل تصميم إضاءة أبوبكر الشريف عن عرض “آخر ساعة قبل النوم”، وجائزة أفضل دور رجال مناصفة أمجد الحجار وكريم أدريانو، وجائزة أفضل دور نساء الفنانة نغم صالح عن عرض مع الشغل والجواز، والفنانة هايدي عبدالخالق عن عرض الأرتيست.

وفي آخر أيام المحور الفكري للمهرجان القومي للمسرح المصري بدورته السابعة عشرة، عقدت مائدة مستديرة بعنوان “المهرجان القومي للمسرح المصري الواقع والمأمول” وذلك بمقر المجلس الأعلى للثقافة، أدار  اللقاء د. أحمد مجاهد (رئيس لجنة الندوات والمحاور الفكرية) ، بمشاركة كل من: الفنان محمد رياض (رئيس المهرجان)، ود. سامح مهران، ود. عايدة علام، والمخرج حمدي حسين، والكاتبة صفاء البيلي، ود. جمال ياقوت، ود. محمد الشافعي، ود.محمد سمير الخطيب، والكاتب بكري عبد الحميد، والناقد أحمد خميس الحكيم، بحضور عدد من الكتاب والصحفيين.

في البداية استهل د. أحمد مجاهد كلمته بالترحيب بالحاضرين وبالمتخصصين من المسرحيين وبالضيوف والصحفيين وقال في كلمته: هذه المائدة المستديرة هي آخر ندوات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته السابعة عشرة، والتي حرص فيها الفنان محمد رياض على مقابلة المتخصصين في المسرح في جميع المجالات؛ لسماع آرائهم في هذه الدورة، فكل دورة لها تجربة، وهي محاولة أن تكون أنجح من سابقتها، ونأمل أن تكون الدورة القادمة إلى الأفضل.

فمن أهم مميزات المهرجان القومي للمسرح أنه يعلي من قيمة الفن، وليس من قيمة الانتاج، فنحن لدينا كم كبير من الإنتاج المسرحي الذي لا يعلم عنه أحد، وهو ما يجعلني أطالب بأن العروض الفائزة في هذه الدورة يجب أن يتم تصويرها ويتم عرضها مرة أخرى.

وعن قصور الثقافة علق د.مجاهد على مشكلة قصور الثقافة قائلا: مشكلتنا الحقيقية أن قصور الثقافة تحولت إلى التوسع الأفقي الوهمي في فترة من الفترات ولكن الحل هنا ( قصر الثقافة النموذجي أو المكان النموذجي) بحيث يكون في كل محافظة قصرا نموذجيا لعمل حراك ثقافي لكل محافظة.

وأضاف: المهرجان هو رصد  لحصاد عام كامل للمسرح في مصر، وسنستمع إلى اقتراحاتكم حتى نصل بالمسرح للأفضل.

وفي كلمته قال رئيس المهرجان الفنان محمد رياض: أشكر كل الحضور والأساتذة الكبار المتواجدين في هذه الجلسة، فهذه المائدة المستديرة مهمة للحديث عن المهرجان وما يمثله، وما التحديات التي كانت تواجهه؟، والسلبيات فيه، وما الذي نطمح إليه من إقامة هذا المهرجان؟، فمهرجان المسرح ليس نوعيا ولكنه يضم المسرح في جميع أنحاء مصر.

وكانت أحلامي أن يصل المهرجان إلى رجل الشارع، وبدأنا بالفعل تحقيق جزء من هذا الحلم.

وأضاف : أرى أن المهرجان يجب أن يصب لمصلحة الحركة المسرحية وأن يلتف حوله الجميع، وأن يتواجد في الشارع، وهو ما عملت عليه في الدورتين اللتين توليت فيهما رئاسة المهرجان.

وكنت أطمح أن نصل بالمهرجان إلى المحافظات، وأن نقوم بعمل فعاليات وورش وماستر كلاس وندوات في المحافظات أيضا، لذلك بدأنا في الورش مبكرا حتى يلتحق بها أكبر عدد من الموهوبين من المحافظات.

وتابع رياض: المهرجان ليس مقصورا على عروض مسرحية وحفل افتتاح وختام، ولكنه حركة مسرحية كبيرة، فنحن كمسرحيين نحتاج أن نهتم بها وأن نعمل على أن ننشر المسرح في كل مكان، ونحن بالفعل استطعنا أن ننشر المهرجان عند رجل الشارع، فكنت حريصا كل الحرص أن نتفق مع المتحدة وقناة الحياة مما ساعد على انتشار المهرجان بشكل كبير وأن يصل لرجل الشارع.

تسويق المهرجان

وتابع رياض: حاولت الاستعانة بالمخرجين الشباب الجدد وتقديم أفكار جديدة لحفل افتتاح وختام المهرجان لكن الأفكار التي قدمت لم تكن تصلح للمهرجان، وفي النهاية أوجه الشكر للسادة الحضور وأؤكد أن ندوات هذه الدورة ندوات جماهيرية، تحتوي على عنصر الجذب، كما أشكر الدكتور أحمد مجاهد وأشكر لجنة الندوات أحمد خميس والدكتور عبد الكريم الحجراوي والدكتورة داليا همام، على هذا المجهود وتقديم دورة مختلفة في الندوات ونحن هنا لسماع آرائكم ومقترحاتكم .

مسيرة  المسرح

وفي كلمته قال الأستاذ الدكتور سامح مهران- رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي: أشكر الدعوة الكريمة من القائمين على المهرجان وعلى رأسهم رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، والأستاذ الدكتور أحمد مجاهد رئيس المحاور الفكرية والندوات.

تابع مهران:  سأنطلق من مجموعة من النقاط فأنا أتصور أن أي مهرجان هو وسيلة لتبيان مدى الشوط الذي قطعناه في مسيرة تقدم المسرح وهل نتراجع أم نتقدم؟، وأهم هذه النقاط :

أولا: الأبنية والمعمار، هل أماكنها أصبحت مناسبة اليوم لحركة مسرحية ناضجة أم لا، فالمكان المسرحي هو جزء من عملية التسويق، فمثلا مسرح الطليعة والقومي ليسا أماكن للتسويق، لصعوبة الوصول إليهما.

وفي النقطة الثانية تساءل مهران: أين الفضاءات المؤقتة للأماكن التاريخية والأثرية التي نستطيع عمل عروض مسرحية مختلفة فيها، فنحن لا نستخدم لا الأماكن المؤقتة ولا الأماكن المفتوحة.

وتابع د. مهران: لا وجود لمسارح جديدة في المدن الجديدة (القاهرة الجديدة والشيخ زايد ….وما إلى ذلك)، وكأننا نتجاهل شرائح كبيرة من المجتمع المصري باستثناء العاصمة الإدارية. بالإضافة إلى تخلف خشبات المسارح تقنيا، موضحا: إذا أردنا أن نتبوأ مكانا في عالم عربي يتقدم بسرعة الصاروخ، فيجب أن يكون هناك صرف على الثقافة شأنها شأن الرياضة على الأقل.

ثانيا: الحيز الإداري، حيث نجد غيابا للسياسة المسرحية لكل مسرح (الهوية) فالطليعة من المفترض أن يقدم مسرحا  طليعيا والغد  يقدم مسرحا مستقبليا .. وهكذا، وكذلك هناك غياب لمفهوم الفرقة التي تضم كل الأعمار، بالإضافة إلى تدني لائحة الأجور التي من الاستحالة أن تستقدم المبدع الذي يريد أن يعمل وينمي ويطور في المسرح.

ثالثا:  الممثل .. فالممثل عندنا يقوم على الظاهرة الصوتية فقط، فالبعد البدني عند الممثل أصبح منعدما، موضحا ذلك بأن الإبهار يقوم على جسد الممثل بأدواته المختلفة.

رابعا: غياب دراسات المتفرج، فنحن نتعامل مع المتفرج على أنه كتلة، وليست لدينا استبيانات توضح المستهدف من المتفرجين، فقد كان آخر استبيان في عام 1990 التي قامت بها نسرين البغدادي، ومن بعده لاتوجد استبيانات مماثلة.

خامسا: المسرح والحرية، فكيف يكون المسرح مع انخفاض سقف الحريات، فلابد من التخفيف من قبضة الرقابة، وإلا سيتراجع المسرح ويستمر في تراجعه.

سادسا: النصوص والخطاب النصي وتساءل مهران: هل ينحاز الخطاب النصي للقديم أم ينحاز لمفاهيم تقدمية.

سابعا: المسرح هل ينحاز للتقاليد أم يسعى إلى تفكيك بعض التقاليد التي أصبحت غير مناسبة، وأوضح ذلك بأن المسرح يجب أن يعمل نوعا من الفرز،  ونتساءل من نحن في هذه اللحظة الزمنية؟

الخصوصية والجذور

وتحدث د. جمال ياقوت قائلا: ليس لدينا احصائيات واضحة عن عدد الجمهور المستفيد من المسرح، ففي كثير من دول العالم هناك إحصائيات واضحة ومعروفة في هذا المجال، ولكن هناك إحصائية سابقة منذ عدة سنوات تشير إلى أن من يتعاملون مع المسرح من الجمهور لا يتعدى 2% فقط، بل إن النسبة أقل من ذلك بكثير.

وأضاف د. ياقوت: هناك ضرورة للاهتمام بشباب الفنانين الذين يسعون لتغيير الذائقة الفنية من خلال التجريب المسرحي، وكذلك ضرورة الاهتمام بمسرح الأقاليم فهو الداعم الأساسي لحركة المسرح المصري، نظرا لأن تجربة هذا المسرح العريضة قدمت مواهب كثيرة جدا من كل محافظات مصر في التأليف والتمثيل والإخراج. وفي هذا الوضع، نحتاج إلي مسرح بسيط وغير مكلف، ويعتمد على الفضاءات الموجودة بالقرى، وعلى الطقس المعتدل معظم شهور السنة، وعلى الإمكانات الثقافية المحلية أولا.

 

 

التعليقات متوقفه