ماجدة موريس تكتب :شخلعة… وأشياء أخرى

12

أرجو إلا يغضب أحد القراء من هذا العنوان الذي كدت أن أغضب منه في البداية لكنني تذكرت أنه علي قناة فرنسا الإخبارية الشهيرة، والتي تقدم برامج عن مجتمعات العالم، وتهتم كثيرا بالمجتمعات الافريقية، والعربية، وأنشطة النساء بها.

ومن هنا فاجأتنا منذ أسبوع بتقديم حلقة من برنامج «ثقافة» مع رئيسة ومؤسسة جمعية «شخلعة» المصرية التي تحدثت عن المشروع وقالت أنه يكسر الأفكار النمطية عن الرقص البلدي «الرقص بشكل عام زيه زي أي فن، لحظة تصالح بين الانسان ونفسه، وأداة قوية تخرج مشاعرنا وتكشف لنا ان أجسامنا شايلة حركات لم نكن نتصور اننا نعرفها».
وقالت أيضا ان شخلعة اسم مصري خالص «نحن مجموعة نساء والاسم هنا يحمل دلالات تعني ان من تنضم الينا تريد ان تدلع نفسها، ولكن، لا توجد واحدة منا تريد الاحتراف»، والمفاجأة بالطبع أتت من كل هذه الاعترافات على قناة فرنسية عن جمعية ونشاط يخص عضواتها، في مصر، وهو ما نجهله نحن المصريين، وحتي لو لم نجهله، سوف يتجاهله إعلامنا.
وما أكثر ما قدمت هذه القناة وقنوات أخرى دولية مثل القناة الالمانية «دوتش فيلة» والإنجليزية «البي بي سي» وغيرها تحقيقات عنا، وعن مجتمعات عربية اخري من خلال فريق كبير من المراسلين بالإضافة للبرامج والضيوف، وهنا نجد اهتمامها الكبير بمصر ومجتمعها، او فلنقل بمجتمعاتنا في العاصمة والصعيد والسواحل، ومن الصعب ان تدخل هذه القنوات الدولية في منافسة مع قنواتنا، ولكن من السهل ان نكتشف انها تهتم بقضايا وظواهر لا تقدمها قنواتنا عنا، إلا برامج نادرة.
ولأسباب واضحة هي تقاعس قنواتنا في تقديم ما لدينا من موضوعات وظواهر تخص مجتمعاتنا، وما يستجد فيها من أنشطة او قضايا مهمة، ولعل آخر نموذج هنا هو ما حدث في محافظة أسوان منذ أيام قليلة من شكاوي تلوث المياه، والإصابات بفيروس انتشر بين مواطنيها، ولم تذهب قناة واحدة نافذة بفريق عمل لعمل تحقيق كبير وافٍ عن كل هذا، فقط عرفنا بعد أيام. من بعثة حكومية بقيادة الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة الحقيقة من خلال نشرة أخبار بإحدى القنوات، فكيف ولماذا؟.
كيف يصبح الإعلام عن الاحداث المهمة عندنا مرهونا بأمور مختلفة عن الضرورات، وعن أهمية إعلام المواطن المصري بما يحدث في بلده أولا بأول، يحدث هذا في المحليات، وحتي في الاخبار السياسية، وفي الرياضة بالطبع، وكيف تصبح أخبار العالم كله في متناول يد المواطن المصري من خلال قناة «القاهرة الإخبارية» بينما تتراجع أخبار بلده لأن قنواته المحلية لا تعطيه كل ما يحدث في كل مصر أولاً بأول، أننا اليوم في زمن الاعلام المرئي، والإلكتروني، وهو ما يضيف عبئا اكبر علي جهاز الدولة الاعلامي هو مواجهة كل ما ينشر علي كل الساحات الالكترونية والمرئية عن مصر، وتقديم الحقائق من خلال برامج جيدة الصنع، «وليست رد فعل»، وربطها بالمشاهد، وربط المشاهد بها حتي لا يطير بحثا عن الحقيقة بين كل قنوات العالم، نحتاج الي بناء ثقة جديدة بيننا وبين إعلامنا..

التعليقات متوقفه