لواء دكتور “سمير فرج ” ل الأهالى ” ..معركة رأس العش وحرب الاستنزاف رفعت الروح المعنوية للشعب

8

قال اللواء سمير فرج أحد أبطال حرب اكتوبر:عندما نحيى ذكرى هذا النصر العظيم يجب علينا أن نتذكر مرارة الهزيمة، في الخامس من يونيو 67، حين شن العدو الإسرائيلي هجومه في التاسعة صباحاً، وتمكن من النيل من قواتنا الجوية، وشل حركة المطارات العسكرية، فاستباح سمانا، موفراً الغطاء الجوي اللازم لقواتهم البرية لاختراق الحدود في سيناء ,وفي ستة أيام، كانت إسرائيل قد احتلت أرض سيناء، والجولان، والضفة الغربية، والقدس

وأعلن موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها أنه يجلس بجانب الهاتف، في انتظار مكالمة عبد الناصر، ليملي على مصر شروط الهزيمة, فتجلت عظمة الشعب المصري وقواته المسلحة في رفض الهزيمة، والإصرار على تحويلها إلى نصر، ورفض تنحي الرئيس عبد الناصر، وبدأنا، يومها، في إعادة بناء الجيش المصري، معنوياً ومادياً، وإعادة تسليحه، من جديد، بأحدث الأسلحة والمعدات.

وتابع :استبسل الجيش المصري للثأر، فكانت أولى المعارك التي رفعت الروح المعنوية، ليس للقوات المسلحة المصرية، فقط، بل للشعب المصري كله، هي معركة رأس العش، التي دارات يوم 1 يوليو 67، بعدها بأيام وصلت معلومات للقيادة العامة للقوات المسلحة، بقيام العدو الإسرائيلي بتشوين معدات للعبور، في منطقة القنطرة شرق، على المحور الأوسط، في منطقة الطاسة، فقامت قواتنا الجوية بالهجوم على هذه التشوينات، يومي 14 و15 يوليو 67، فكان ظهور الطائرات المصرية، وعبورها القناة، إلى سيناء، لتدمير هذه التجمعات، أثر كبير في رفع الروح المعنوية لقواتنا في منطقة القناة.

وأشار إلى أن بعد هذه الاحداث توالت الضربات منها إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات يوم 24 أكتوبر 67، بعد أشهر قليلة من الهزيمة..مشيرا أنالمعارك استمرت لمدة 6 سنوات، وهي عمر حرب الاستنزاف، على طول جبهة قناة السويس، تم تهجير سكان مدن القناة، إلى مدن في وسط الدلتا، فأقامت العائلات في المدارس، وأماكن المصايف في رأس البر، وتحملت الكثير من العناء، برضا، وإيمان، بضرورة المشاركة في بذل التضحيات، في سبيل تحقيق النصر، واستعادة الكرامة، والأرض، المصرية ورغم ذلك كان الكل راضٍ، مؤمن بالتضحية من أجل أن تستعيد مصر كرامتها وأرضها.

وأوضح أن جيش العدو قام ببناء أقوى، خط دفاع في العصر الحديث، وهو خط بارليف، لمنع هجوم القوات المصرية لاسترداد سيناء، وأثناء زيارته للجبهة، على قناة السويس، لمتابعة خطة المدفعية المصرية لتدمير ذلك الخط، استشهد الفريق عبد المنعم رياض، يوم 9 مارس 1969، في الموقع رقم 6، على الخط الأمامي، أثناء متابعته لاشتباكات المدفعية، إذ انفجرت إحدى الطلقات المدفعية، وتصيبه، ليستشهد، ويكون أول رئيس أركان، في تاريخ العسكرية، في العالم كله,..واستمر بعدها الجيش المصري في التدريب، على خطط العبور، وعندها لمعت أفكار شباب القوات المسلحة المصرية، للتغلب على مشاكل العبور، واقتحام خط بارليف، فكان منها فكرة المقدم باقي زكي يوسف، التي تم تنفيذها، بالفعل، في حرب أكتوبر 73، بالتغلب على الساتر الترابي، بإحداث ثغرات به، باستخدام مضخات، وخراطيم المياه، والتي لولاها لما استطعنا إنشاء الكباري، لعبور الدبابات، والمدفعيات، وباقي الأسلحة والمعدات.

وأوضح أن “التوجيه 41″، الذي أعده الفريق سعد الدين الشاذلي، ومجموعة من الضباط، كان هو الخطة الحقيقية لعبور 12 موجة بالقوارب، لمهاجمة خط بارليف، وتدميره، فكانت هذه الخطة مفتاح النصر لحرب السادس من أكتوبر. امتدت نجاحات المصريين، في التخطيط، وتنفيذ حائط الصواريخ، للتغلب على التفوق الجوي الإسرائيلي، وهو ما كان أحد الأسباب الرئيسية لنجاح عبور القوات المسلحة المصرية، ووصول 200 ألف مقاتل، إلى الضفة الشرقية للقناة، دون تدخل القوات الجوية الإسرائيلية.

وأشار إلى أن “لجنة أجرانات” كانت أكبر دليل على نجاح القوات المصرية، في خداع العدو الإسرائيلي، تلك اللجنة التي شكلتها إسرائيل، للوقوف على أسباب فشل مخابراتهم العسكرية، في الكشف عن نية مصر في شن هجومها يوم السادس من أكتوبر، وللبحث في القصور في عمليات حرب أكتوبر، التي أدت إلى هزيمة إسرائيل. وقد خلصت تلك اللجنة إلى تأكيد هزيمة الإسرائيليين، مما دفعها للتوصية بإقالة إيلي زعيرا، مدير المخابرات العسكرية، وإقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ديفيد إلعازر، وعدد من قيادات المخابرات العسكرية الإسرائيلية. وظلت تفاصيل تقرير تلك اللجنة، محاطة بأعلى درجات السرية، ولم يتم تداولها إعلامياً، لتأثيرها السلبي على معنويات الإسرائيليين ورغم مرور واحد وخمسون عام على الحرب لم يصدر للان نتيجة لجنة اجرانات.

وفى كتابه شاهد على حرب أكتوبر يروى اللواء سمير فرج في الكتاب تفاصيل الأهوال التي عايشها الجنود المصريون في الهجمة الغادرة من إسرائيل، ويوضح كيف أعاد الجيش المصري بناء نفسه مرة أخرى، وكيف تعلم من أخطائه في 67، ويكشف تفاصيل معارك حرب الاستنزاف المهمة مثل معركة رأس العش وبطولات القوات البحرية المصرية في إغراق المدمرة إيلات، وبطولات سلاح الدفاع الجوي المصري في إسقاط الطائرات الإسرائيلية عام 1970، في أسبوع تساقط الفانتوم…ثم يروى لنا عن التخطيط والاعداد لحرب أكتوبر المجيدة

التي شارك بها أثناء دراسته في كلية أركان حرب بصفته واحدا من طلبة الكلية الذين شارك معهم اللواء سعد الدين الشاذلي، التوجيه 41، الذي كان في حقيقة الأمر خطة إعداد حرب 1973.

التعليقات متوقفه