المهرجان القومي للمسرح ..أبواب مفتوحة علي التجديد

123

تجيء الدورة التاسعة من المهرجان القومي للمسرح، دورة الراحل نور الشريف،والتي افتتحها حلمي نمنم –وزير الثقافة بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور المخرج ناصر عبد المنعم رئيس المهرجان ونخبة من المبدعين والمسرحيين والإعلاميين، وتستمر فعاليات المهرجان حتى الثامن من أغسطس القادم حافلة بالعروض والندوات.

ويشارك بالمهرجان 37 عرضا تتنافس علي جوائزه ، تمثل كل الأنماط الإنتاجية ، فضلا عن تعبيرها عن تيارات فكرية وفنية متعددة ، وتترأس النجمة الكبيرة سميحة أيوب لجنة تحكيم المهرجان، وعضوية كل من سناء شافع، كمال عيد، أشرف عبدالغفور، سامح صابر، أحمد الحجار، محمد سمير الخطيب، إبراهيم الحسيني.

 

الحركة المسرحية

تحل الدورة التاسعة للمهرجان القومي للمسرح المصري (دورة الفنان نور الشريف) لتؤكد دور المهرجان في تنشيط ودفع الحركة المسرحية في مصر، حيث تعود في هذه الدورة عروض جهات ومؤسسات غابت عن المشاركة في الدورات السابقة ومنها: مسرح الشركات ومسرح البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، لتكتمل مشاركة كل الجهات التي نصت لائحة المهرجان على أحقيتها في تقديم عروضها ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.

 

سماء المسرح

تأتي هذه الدورة لتشهد تكريما لنخبة متميزة من رواد المسرح في التخصصات المختلفة، تفديرا وعرفانا لدورهم البارز، وحتى تقف الأجيال الجديدة من مبدعي المسرح على شموس أضاءت سماء المسرح عبر تاريخه الممتد.

حيث كرم المهرجان في دورته التاسعة اسم الراحل الكبير نور الشريف الذي تحمل الدورة اسمه، والفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة، الذي تميز في كل ألوان الأداء التمثيلي، وكانت له بصمه شديدة التميز والخصوصية، فأعطى لفن التمثيل الكثير من العلامات سواء في السينما أو التلفزيون، وبالأكثر في مجال المسرح، الذي هو عشقه الأكبر وميدانه الأرحب.

والمخرج عبد الرحمن الشافعي ، صاحب المشروع الفني شديد الخصوصية والتميز الذي امتد لما يقارب الخمسين عامًا، وبنحو ثمانية وخمسين عرضا مسرحيا، كان له فيها أسلوبه الخاص المتفرد في اختيار عناصر تجربته الفنية وترجيحاته الإبداعية، وانحاز الشافعي إلى الجماعة الشعبية وثقافتها وفنونها، وحمل بجلد وإصرار لواء المسرح المنتمي إلى هذه الجماعة الثقافة، وتجلياتها الإبداعية.

والناقدة الكبيرة فريدة النقاش، لإسهاماتها ومسيرتها الحافلة، حيث مزجت في تجربتها بين عالم الكتابة النقدية في مجال المسرح وعالم النضال السياسي المنحاز للإنسان وحقوقه.

كما كرم المهرجان كلا من الأديب والمترجم والشاعر الدكتور محمد عناني، والناقدة فوزية مهران، الدكتور ناجي شاكر، والدكتور نبيل منيب.

المسرح والإرهاب

وتكتسب الندوة الفكرية الرئيسية لهذه الدورة أهمية خاصة بتصديها لقضية مركزية وهى «المسرح والإرهاب» لتطرح تجليات هذه القضية على المستويين؛ العالمي والمحلي، وتسلط الضوء على تجارب المسرحيين البارزة في هذا السياق.

شارك المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية ، في فعاليات المهرجان ببرنامج للندوات الفكرية،  يناقش فيهما نخبة من المسرحيين قضية هي الأهم في المشهدين الفكري والمجتمعي ..  بمشاركة عدد كبير من المسرحيين من عدة أجيال.

الندوة الأولي عن التجربة العالمية، وناقشت رصد مفاهيم وأشكال وخصائص مسرح المقاومة في العالم وتجربته في مقاومة أشكال متعددة من الإرهاب منذ نشأة المسرح إلى اليوم، شارك في المناقشات الدكتور حسن عطية، دكتور أسامة أبو طالب، دكتور حاتم حافظ، الناقد خالد رسلان، دكتورحازم عزمي، الناقد محمد مسعد، والشاعر يسري حسان.

 

أحوال المسرح

كما شهدت الدورة مشاركة متميزة لفرق مسرحية من أقاليم مصر المختلفة منها: شلاتين (للمرة الأولى) ومرسى مطروح وسوهاج والغربية والشرقية وبور سعيد وقنا وأسيوط، إضافة إلى عروض فرق القاهرة والإسكندرية والجيزة، في إشارة واضحة لنجاح المهرجان في توسيع رقعة المشاركة بصورة تليق بمهرجان قومي كبير تنظمه وزارة الثقافة.

كما يحفل المهرجان بكثير من الفعاليات المهمة منها معارض للمستنسخات المهمة، وللكتب المسرحية بتخفيضات كبيرة.

كما تعتبر عروض المهرجان مؤشرا مهما للحركة المسرحية صعودا وهبوطا خلال عام كامل، ودفترا لأحوال المسرح المصري يستحق التأمل والدراسة.

 

شارك فى المهرجان العديد من العروض المسرحية من الفرق من بينها:

“اخناتون” خارج المسابقة الرسمية، يرتكز العرض في مجمله على ثلاثة محاور تتفاعل فيما بينها لبناء النسيج العام للعرض. المحور الأول دعوة إخناتون للتوحيد ونبذ تعدد الآلهة. المحور الثاني كهنة آمون الذين يرفضون دعوة إخناتون. المحور الثالث قصة الحب بين إخناتون ونفرتيتي.

 

كوميدى ساخر

“قضية ظل الحمار “خارج المسابقة الرسمية، يدور حول فكرة خيالية عن بلد تدعى أباديرا بها معبدان معبد الضفادع ومعبد الديوك تحدث بها قصة هزلية ما بين حمار وطبيب يختلفان على ظل حمار أثناء سفرهم لتتحول القصة لقضية تنقسم حولها البلد وتحدث كارثة كبرى بحريق البلدة في النهاية نتيجة تلك الخلافات.. العرض يدور في شكل رمزى ساخر للأوضاع التي تحدث في كثير من الدول حاليًا نتيجة التقسيم والتفريق والتعصب للآراء.. هو نص كوميدى ساخر به رموز كثيرة نستطيع رؤيتها الآن في كثير من الدول لذلك هو بمثابة جرس إنذار لنا جميعا حتى لا يصل بنا التعصب لذلك الحال.

“ثورة الموتى” خارج المسابقة الرسمية، يتناول مجموعة من الموتى قٌتلوا أثناء الحرب العالمية الثانية ولكن عند دفنهم استيقظوا وصاحوا معلنين أنهم يرفضون الدفن ويرفضون استمرار الحرب، ويحاول جنرالات الحرب إقناعهم بقبول الدفن بكل الوسائل ولكنهم لم يفلحوا في ذلك.

“ورد وياسمين” خارج المسابقة الرسمية، يتناول العرض عددا من حكايات أصحاب القدرات الخاصة (الصم والبكم، المكفوفون، المعاقون ذهنا وحركيا، والأقزام) والمشكلات الحياتية التي يعانون منها.

“30 فبراير” يتناول قضية حرية الفرد في اختيار معتقداته وأفكاره السياسية مع أهمية انتماء الفرد لأفكاره وضرورة اتساق فكره مع معتقداته.

 

الحضارة المصرية

“باسم” عرض مسرحي راقص معاصر يتناول تحولات صورة المرأة في ثقافتنا منذ الحضارة المصرية القديمة وحتى الآن، يرصد وضع المرأة اجتماعيا وثقافيا ودينيا، وظواهر الاعتداءات البدنية واللفظية عليها.

“القاع” مأخوذة عن قصة الحضيض للأديب الروسى مكسيم جوركى، يسلط الضوء على مجموعة من الأشخاص يعيشون في غرفة كئيبة، يتناول العرض مشاعرهم وملامح معتقداتهم الشخصية وحالة اللامبالاة التي سيطرت على أفعالهم وتصرفاتهم وتبلد ردود أفعالهم.

“أنشودة غول لوزيتانيا” يتميز العرض بطابعه الأفريقي، متناولا معانة الغرب الأفريقي في مقاومة الاستعمار الأوروبي واستنفاد موارده الطبيعية والبشرية في تحقيق مصالحه الشخصية.

 

رؤية صوفية

“قواعد العشق الأربعون” عن العلاقة بين مولانا جلال الدين الرومي وشمس التبريزي وتأثير التبريزي علي حياة الرومي وفكره، معالجة مسرحية لرواية شهيرة ، هي محاولة لتقديم رؤية صوفية ذات طابع خاص.

“الحضيض” تدور الأحداث في مكان يقبع تحت الأرض يعيش فيه مجموعة من البشر البائسين المعدمين المطرودين من الحياة، ويعيشون في قاع المجتمع، ويفجر قدوم رجل عجوز يدعي لوكا عدة أحداث متلاحقة تمس واقعهم.

“العشيقة” تدور الأحداث حول قرية وصلها خطاب من شخص مجهول يذكر فيه انه كان علي علاقة بواحدة من نسائها منذ 15عاما وأنجب منها ولدا، وترك له وصية ارث بمبلغ كبير، ليبدأ شيخ البلد تحقيقا مع نساء القرية ليعرف صاحبة الواقعة.

التعليقات متوقفه