3 أيام ويبدأ العام الدراسى: الـدروس الخصوصية.. الكثـافات الطـلابية.. تطويرالمناهج.. مشاكل تنتــــظر حلولاً

227

ايام قليلة وتبدأ المدارس فى فتح ابوابها لاستقبال الطلاب والتلاميذ وذلك يوم 23 سبتمبر القادم، ويستعد الطلاب واولياء الامور لاستقبال سنة دراسية جديدة وسط حالة من الغضب لعدم وضوح الرؤية تجاه العديد من القرارات التى اقرها المجلس الاعلي للتعليم قبل الجامعي ولم يتم تعميمها حتى الان بشكل رسمي على الادارات والمديريات التعليمية لتطبيقها، والتى من ابرزها الغاء مادتى الحاسب الالى والتربية الفنية من المجموع، وجعل الشهادة الابتدائية سنة نقل عادية، بالاضافة الى حذف حوالى 20% من المناهج فى معظم المواد الدراسية، الامر الذى ادى بذاته الى اضطراب وقلق لدي الطلاب واولياء الامور.
وعلى الجانب الاخر يسيطر الغلاء على اسعار المستلزمات المدرسية والتى وصلت لـ100%، بالاضافة الى ارتفاع المصروفات الدراسية لحوالى 30% خاصة بالمدارس الخاصة والدولية، فضلا عن ارتفاع اسعار الدروس الخصوصية تماشياً مع موجة الغلاء والتى بذاتها تستقطع جزءا كبيرا من ميزانية الاسر.
المناخ المدرسي
وفى ذات السياق قال د.صلاح عبد السميع « عضو لجنة التربية بالمجلس الاعلي للثقافة» ان تهيئه المناخ المدرسي لاستقبال التلاميذ يعد من الضروريات لجذب الطلاب ويتم ذلك من خلال تخصيص اول اسبوع من الدراسة لممارسة الانشطة بحيث يشعر التلميذ بمتعة التعلم، فضلا عن التأهيل النفسي لاولياء الامور وتوظيف البيئة بشكل جيد لاستقبال طلاب المراحل التعليمية المختلفة. واضاف ان تأهيل المعلمين جزء من الاستعداد للعام الدراسي، ويتم ذلك من خلال تعريف المعلم بالمنهج من حيث الاضافات او المحذوفات التى شملت مناهج هذا العام، فضلا عن توفير البيئه التدريبية الامنة بما يضمن لهم الكفاءة المهنية والاكاديمية لصالح العملية التعليمية.
لافتاً الى ان الدروس الخصوصية داء اصاب المجتمع وانعكاس لتدهور التعليم، موضحاً انها لم تتوقف بغلق المراكز او السناتر، وإنما من خلال تغيير المناهج والمقررات المليئة بالحشو والتكرار.. مشيراً الى ان تطبيق الكتاب الالكتروني بدلا من الكتاب الورقي ليس من الاولويات فى الوقت الحالي خاصة اننا نعاني من ازمة انقطاع للكهرباء، وبالتالي فمن الاولوية ان توفر الوزارة مقاعد للتلاميذ لحل مشكلة الكثافة، بالاضافة الى تخصيص الجزء الاكبر من ميزانية التعليم للإنفاق على العملية التعليمية.
المعلم
وقال ايمن لطفى « ناشط تعليمي بالبحيرة» ان وضع المعلم مازال متدنيا سواء من الناحيه المادية او المهنية، ومعظم المعلمين لديهم إحباط وغير راضين عن حالهم لعدم إهتمام الدولة، حيث يعد راتب المعلم اقل راتب فى الدولة بحسب بيان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
واضاف ان كثيرا من المعلمين يضطرون الى امتهان مهن اخري لتغطيه تكاليف المعيشة مثل سائق تاكسي او فى النقاشة او إعطاء دروس خصوصية، وبالتالي فالمعلم يعيش فى صراع من اجل توفير عيشة كريمة لاسرته.. لافتاً الى ان منظومة تدريب المعلمين نمطية وتقليدية وتحتاج لتغيير كلي، بحيث تشمل استراتيجيات التعلم وتنمية قدرات المعلم تجاه مادته التى يدرسها، وكيفية توصيل المعلومة ومشاركة الطلاب اثناء الشرح.. مؤكداً اهمية توفير اماكن جيدة للمعلمين لتحضير الدروس، والاهتمام بوضع المعلم والذين يصل عددهم لمليون و200 الف معلم.
المصروفات
بينما يري خالد صفوت « منسق رابطة ثورة امهات مصر على المناهج التعليمية « انه لايوجد استعداد بشكل كامل من قبل الوزارة للعام الدراسي الجديد، وهناك العديد من الامور غير الواضحة لاولياء الامور، من بينها عدم وجود بيان رسمي لتحديد المقررات التى تم حذفها بالمناهج، فى حين ان ما تم من محذوفات بالاطلاع على الكتب الخارجية يتعلق بحذف التدريبات بنهاية الكتاب المدرسي فقط.. واضاف ان تأخير فتح التقديم للمدارس اليابانية نظرا لتأخير تسليم المدارس والتى كان من المقرر تسليمها فى منتصف اغسطس الماضي، ادي الى ارباك شديد لدى اولياء الذين يرغبون فى تحويل ابنائهم لتلك المدارس مع اقتراب بدء الدراسة.. لافتاً الى انه لا يوجد اى بوادر مطمئنة لاولياء الامور فى ظل ارتفاع المصروفات بالمدارس والزى المدرسي ، وايضاً ارتفاع تكاليف الدروس الخصوصية، وغلاء اسعار الكتب الخارجية.. مشيراً الى ان قرارات الوزارة بإلغاء الشهادة الابتدائية ليس تطويراً للعملية التعلمية وإنما لتهدئة الرأي العام وتقليل العبء على الاسر وامتصاص غضب اولياء الامور.
صيانة المدارس
وقال محمد سعيد «رئيس اللجنة الاعلامية لاتحاد طلاب مدارس مصر « ان معظم الطلاب بالمدارس يشكون من طول اليوم الدراسي، وقد طالبنا من الوزاره إستبدال الحصص بنظام المحاضرات وتفعيل الانشطة، بالاضافة الى تكرار شكاوى الطلاب لإجبارهم على اخذ دروس خصوصية بما يمثل عبئا عليهم.. واضاف ان بعض المدارس فى المحافظات والمدن الجديده تعانى من عجز فى توصيل المرافق وعدم اكتمال اعمال الصيانة، كما ان بعض الفصول مغلقة لعجز المدرسين والتى يمكن فتحها لحل مشكلة الكثافة..  لافتاً الى ان الغاء مادة الحاسب الالي والتربية الفنية من المجموع يتعارض مع خطة الوزارة لإدخال بنك المعرفة والذي يقوم على التكنولوجيا، وبالتالى كان من الافضل تطوير المناهج مع إضافتها للمجموع كي يهتم الطالب بدراستها وتحسين مستواه.. مطالباً بتشديد الرقابة على المدارس والتى تطلب من التلميذ ان يدفع زيادة عن المصروفات تحت مسمي تبرعات للمدرسة.
سير العملية التعليمية
وقال د.مختار احمد « رئيس قسم علم النفس التربوي بجامعة عين شمس « ان اغلب الاسر تصارع من اجل توفير الحد الادنى لإعداد دخول المدارس نظراً لارتفاع تكاليف العملية التعليمية، ولابد ان توفر البنوك قروضا ميسرة للاسر بدون فوائد إنطلاقاً من دورها الاجتماعي.
واضاف ان تأخر تعميم القرارات الوزارية المتعلقة بالمنظومة التعليمية على الادارات التعليمية يؤثر سلباً على الطلاب ويؤدي الى حالة من التشتت وعدم انضباط لسير العملية التعليمية.. مشدداً على اهمية ان تقوم وزارة التعليم بوضع ضوابط لضبط عملية الحضور والانصراف بالنسبه للمعلمين، و ضبط عملية وصول الكتب المدرسية للطلاب وعدم تأخيرها، بالاضافة الى  ضبط عملية التقويم القائم على المشاركة والانشطة.

التعليقات متوقفه