عاجل للأهمية: تيريزا ماي .. الصهيونية

93

أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية ” تيريزا ماي” أنها ستحتفل اليوم بمرور مائة سنة على صدور وعد بلفور وأنها وجهت الدعوة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو و150 شخصية أخرى لحضور الاحتفال ، كما أكدت ” اعتزاز” بلادها بأنها كانت سبباً في إقامة ” وطن قومي لليهود” بل ” تفخر بذلك ، وأن مطالبتها بالاعتذار عن هذا الوعد مطلب ” لامعقول”! .

وكان البرلمان البريطاني قد تسلم عريضة وقع عليها 13 ألف شخص تطالب بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور .

هكذا تحتفل تيريزا ماي . بجريمة العصر الكبرى وبسرقة وطن وتشريد شعب وتمزيق أمة وبمائة عام من عذابات الشعب الفلسطيني ومن الحروب والصراعات في المنطقة وتجاهر رئيسة وزراء بريطانيا ، على الملأ ودون حياء ، بدعم دولة تحتل أراضي شعب آخر وتصر على إلغاء هويته ومحو تاريخه .

تيريزا ماي توجه إهانة للعرب وتتحدى مشاعر أبناء الشعب الفلسطيني وتمعن في أستفزازهم وتحتفل باقتلاع شعب من أرض وطنه والقضاء على مستقبله ، وتستكمل الجريمة بإهدار أبسط القيم الأخلاقية والإنسانية .

تيريزا ماي تحتفل بمنح بريطانيا لأرض لم يكن لها أي حق شرعي فيها لطائفة دينية ضد رغبات أصحاب الأرض الذين يعيشون فيها منذ آلاف السنين ، وإحلال غرباء من شتى أصقاع الأرض .. مكانهم .

والمفترض أن تيريزا ماي تعرف أن الحركة الصهيونية قررت أن يتوجه اليهود إلى فلسطين باعتبارهم ” غزاة” وليسوا ” لاجئين” وهذا الغزو مستمر بالحديد والنار .

أنها أول مرة في التاريخ ينجح فيها من زعموا أنهم ” مهاجرون” في طرد السكان الأصليين . وكان الزعيم الصهيوني ” زئيف جابوتنسكي” صريحاً عندما قال إن “الصهيونية مشروع استعماري يعتمد نجاحه أو فشله على استخدام القوة المسلحة”.

كان لوعد بلفور المشئوم آثار كارثية ونتائج مأساوية لم ير التاريخ لها مثيلا ، وكان مقدمة لكل النكبات التي حلت بالشعب الفلسطيني خلال المائة عام ولكل المجازر المروعة التي سقط مئات الآلاف من الفلسطينيين ضحية لها . وهدمت خلالها مدنهم وقراهم .

موقف وتصريحات تيريزا ماي تعكس مدى بؤس وانحدار الديمقراطية الإنجليزية وتتناقض مع قرارات الشرعية الدولية .

غير أن على تيريزا ماي أن تدرك أن مائة عام لم تفلح في فرض الانكسار والنسيان على الشعب الفلسطيني .

التعليقات متوقفه