جواسيس على المنابر..أردوغان يستخدم الأئمة فى أوروبا للتجسس على المعارضين..تركيا تمول المساجد فى أوروبا .. والحقائب الدبلوماسية والتحويلات النقدية وسيلة التمويل

الجواسيس ينتشرون في 38 مدينة أوروبية لجمع المعلومات عن أنصار عبدالله جولن..*منظمة "مللي غوروش".. لوبي سياسي فى أوروبا لتنفيد سياسات نظام اردوغان

592

كتبت: مارسيل سمير

استخدم رجب طيب ارودغان، الرئيس التركى، الأئمة للتجسس على معارضيه، خاصة فى الدول الأوربية، ما يفسر اهتمام تركيا بنشر المساجد فى الدول الأوربية، ويقوم الأئمة بالتجسس لصالح الاستخبارات التركية.

وفتحت عدة دول أوروبية تحقيقات في شبكة تجسس الأئمة الاتراك،ومن تلك  الدول ألمانيا والمجر، النمسا، هولاندا،سويسرا، بلجيكا والسويد، ورصدت التحقيقات قيام الأئمة بالتجسس علي المواطنين الأتراك المقيمين فى دول أوروبية وجمع البيانات عن المعاديين لنظام أردوغان، وخاصة الموالين لـ” فتح الله جولن”.

ونشرت  صحيفة «فورن بوليسي» في 27 مارس 2017 تقريرا  بعنوان  شبكة اردوغان الدولية للجواسيس رجال الدين” علي خلفية الانفجار السياسي الذي حدث بين تركيا وألمانيا وهولندا، وأشار التقرير إلى أن تركيا قامت بتمويل 900 مسجد في ألمانيا، بالإضافة إلى الكثير من المراكز والجمعيات الدينية علي مستوى أوروبا الغربية، وتحول عمل مركز الشئون الدينية التركية في عهد اردوغان لتصبح أداة لتعزيز مصالح حزب العدالة والتنمية الإسلامي، خاصة بعد محاولة الانقلاب  في 2016، فاحكم  “أروغان ” قبضته على مديرية الشؤون الدينية التركية «ديانات» وفصل المعارضين له ومؤيدي “جولن”، إلى درجة رفع لافتة علي أبواب المساجد تقول “أنصار جولن غير مرحب بهم”.

وقالت الخبيرة الإسلامية، سوزان شروتر، في جريدة “زيت” الألمانية، أن الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية في ألمانيا” «ديتيب» أصبح “ذراعا موسعة للرئيس التركي اردوغان”. ومن خلاله تمتد إيديولوجية حزب العدالة والتنمية  والجهاد الإسلامي إلى الفصول الدراسية.

وألقت المخابرات الألمانية القبض علي عدد من الدعاة الموالين لأردوغان متلبسين بتقديم قوائم بأنصار جولن إلى السلطات التركية. واتهمت 16 رجل دين بتهمة التجسس وتقديم خدمات  سرية.

وظفت “ديانات” أئمة في 38 مدينة أوروبية لجمع معلومات استخبارية عن اتباع جولن. وفي ألمانيا ، أصدرت ” ديتيب” بيانا أنكرت فيه بشكل قاطع اتهامات التجسس والاحتجاج علي عمليات التفتيش.

وأشار بيتر بيلز، وهو سياسي نمساوي، أنه حصل علي وثائق مسربة من مصادر لم يكشف عنها. وقال بيلز “فوجئنا عندما راينا أن تركيا اردوغان قامت ببناء شبكه تجسس بإحكام من اليابان إلى هولندا ومن كينيا إلى المملكة البريطانية”. وأضاف أنه “في كل ولاية يتم توظيف شبكه تجسس ضخمة مؤلفة من جمعيات ونواد ومساجد عبر السفارة والملحق الديني وضابط المخابرات المحلي للتجسس علي منتقدي اردوغان علي مدار الساعة”.

وقال إن أنشطة الحكومة التركية على الأراضي الأوروبية تعمل تحت حصانة دبلوماسية، والسفارات تشرف على شبكة واسعة من الكيانات غير الحكومية، ومداها من المنظمات الدينية إلى الشركات الخاصة. ومن أهم  العناصر في هذه الشبكة  منظمة “مللي جوروش” أو الرؤية الوطنية، هي الحركة التي أسسها أربكان قبل أربعة عقود وتحولت إلى مرجع لكيانات وأحزاب وميليشيات دينية، والتي ولد من رحمها حزب العدالة والتنمية الذي يقبض على زمام السلطة في أنقرة .

وقال ” بيلز ” عنها ” هي حركة تتبنى العديد من المواقف والأهداف والتكتيكات للإخوان المسلمين ولكنها تضيف لمسة عثمانية جديدة. تعمل الحركة منذ فترة طويلة في أوروبا، حيث يوجد بها ما يقدر بنحو 300 ألف عضو ومتعاطف وتتحكم في مئات المساجد، معظمها في ألمانيا.

دور “مللي غوروش” في أوربا

تعمل “مللي غوروش”  لغسل أدمغة الجماهير المتدينة، أمام جمع حاشد من الإسلاميين الأتراك في مدينة دويسبورغ الألمانية عام 2010، قال أربكان “في العالم صنفين من الناس: الأول يدعم قضية “مللي جوروش”، والثاني يقف ضدها”.

وفي 28 نوفمبر  2004  كتب “راينر سوليش ” علي موقع DW الالماني  عن  خطر “مللي جورش” وقال إن المنظمة تثير الشكوك ووصفها بأها “لوبي سياسي لا يرتبط بمصالح المسلمين الألمان.

وفي كتاب “صعود الإسلام السياسي في تركيا ” لــ “ستيفن لاربي، انجيل راباسا،  قال إن “مللي جورش” الفرع الأوروبي لسلسلة أحزاب نجم الدين إربكان، وإلي وقت قريب  لم يتورط أتراك أوروبا في عمليات إرهابية، لكن في سبتمبر 2007 قامت  السلطات الألمانية بتفكيك خلية إرهابية  كانت تخطط لهجمات ضد منشآت عسكرية تخص الولايات المتحدة في ألمانيا ومطار فرانكفورت، واحد المعتقلين وهو تركي تم تدريبه في معسكر للقاعدة في باكستان  عام 2006.

وفي سبتمبر الماضي، قررت الحكومة النمساوية إغلاق عدد من المساجد التركية في البلاد على خلفية ما وصفته مصادر محلية بأنشطة أردوغان التجسسية بعد إعلان بيتر بيلز، السياسي النمساوي، عن  الوثائق السرية التي وصلته.

وقالت النائبة السابقة بالبرلمان النمساوي، بريفان أصلان، عبر حسابها الخاص بموقع تويتر: قرر البرلمان النمساوي بأغلبية الأصوات إغلاق المساجد التركية التابعة لهيئة الشؤون الدينية التركية وجمعية “مللي جوروش” داخل النمسا وتم اتخاذ القرار على أساس أن المساجد التابعة لكلتا الهيئتين لا تعمل كدُور للعبادة، بل أصبحت امتدادات سياسية للرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه.

وقال “ايميري أوغوز” صحفي تركي سابق يعيش  في السويد، إن الأئمة يكتبون تقارير عن المعرضة منذ محاولة  الانقلاب في 2016،  واذا قام معارض بزيارة  تركيا يتم اعتقاله، وأنه تم نصحه من مقربين بعدم الذهاب إلى تركيا وعقب حينها خبراء القانون السويدي أن ما يحدث هو مخالف للقانون الدولي وانتهاك  للقانون السويدي.

وفي إبريل 2017، ألغت السلطات البلجيكية رخصة “مسجد الفتح الترك ” الذي تديره «ديانات» بتهمة  التجسس، وصرحت حينها “الوزيرة ليزبيث هومانس” علي حسابها علي تويتر ” أن إمام مسجد الفتح متورط في التجسس علي الأكراد وأنصار جولن وعلي صلة بالمخابرات التركية”.

في هولندا، اتُهم” يوسف أكار”، رئيس المسجد الهولندي التابع  لديانات  التركية وملحق الشؤون الدينية للحكومة التركية في لاهاي، بالتجسس لصالح تركيا.

في مارس 2017، طردت بلغاريا ضابطًا قنصليًا تركيًا مرتبطًا بـ «ديانات»، قائلة: “انه  يمثل تهديدًا للأمن القومي؛ بينما كان منصبه يتعلق بالخدمات الاجتماعية، كان يتدخل في الشؤون الدينية.

وفي رومانيا بعد انقلاب 2016 طلب من “عثمان كيليك ” مستشار السفارة التركية  للشؤؤن  الدينية في بوخاريست رسم خريطة لشبكة جولن في رومانيا، وأرسل كيليك  تقريرا تضمن مدى أنشطة حركة جولن في رومانيا، بما في ذلك “قائمة تضم 11 مدرسة ورياض أطفال وجامعة واحدة تشكل جزءًا من مؤسسات لومينا التعليمية، التي نشطت في رومانيا منذ عام 1994.” بعض الأعضاء الأتراك في ” حركة جولن “الذين  تم إلغاء جوازاتهم.

وفي يرث، أستراليا، طلب سليمان أرسلان، الإمام التركي وعضو مجلس إدارة مسجد السليمانية الذي تموله إدارة ديانات ، من جماعته والمصلين في مسجده التجسس  على حركة جولن.  وكتب  “مايكل روبن” الصحفي وعضو البتاجون السابق والباحث في دبلوماسية الشرق الأوسط وتركيا وايران  مقال له  في مجلة نيوزويك  الأمريكية  بعنوان “لماذا تتجسس تركيا علي الولايات المتحدة ؟؟”، واشار إلى  الحقائب الدبلوماسية المليئة بالنقود التي تصل للسفارة التركية، والتحويلات النقدية لشركات  المحاماة والوكلاء الأجانب،  مشيرا إلى التقارير التي يتم رفعها للسفارة التركية عن مؤيدي جولن.

التعليقات متوقفه