منصور عبدالغني يكتب:”فيك هم ولا أزيدك”…. يا حكومة!!

158

انتباه

“فيك هم ولا أزيدك”…. يا حكومة!!

منصور عبدالغني

أن يتصدي الرئيس عبدالفتاح السيسي لمافيا الفساد وحيتان الأراضي وناهبي أموال الدولة، وغير ذلك من موروثات العصور السابقة؛ كالوساطة والمحسوبية وسيطرة أهل الثقة والمحاسيب ورأس المال، فهذا أمر عظيم ومحمود وكان منتظرًا ومتوقعًا, أما وأن يقوم الرئيس بنفسه ودون مقدمات بالإعلان عن توجه الحكومة برفع أسعار عيش الفقراء ورغيفهم المدعم فهذا ما لم يكن متوقعًا ولا كان في الحسبان, فمن للفقراء إن لم يكن الرئيس؟

رغيف الخبز كان هدفًا مباشرًا لثلاثة من رؤساء الحكومات تولوا المسئولية من عام 2014, أما بالمنع عن الناس بدعوي عدم الاستحقاق أو بخفض الوزن والكمية بدعوي تقليل الفاقد وتحجيم نسبة الهدر، إلى أن توصلت الحكومة الحالية الي نظام معلوماتي كامل أشرفت عليه إحدى الوزارات السيادية خاص برغيف الخبز؛ استحقاقا وتوزيعا، ولم يعد موجودًا من يحصل علي رغيف العيش المدعم وهو غير مستحق له.

وبعيدًا عن الشروط المجحفة والقاسية وغير الواقعية التي حددتها الحكومة للمستحقين لرغيف العيش المدعم كحرمان أصحاب المعاشات التي تزيد على 1200 جنيه من استخراج بطاقات الخبز وفواتير الكهرباء والتليفونات والحيازات الزراعية وغيرها، فإن الفقراء الآن والفقراء فقط هم من يحصلون علي رغيف العيش المدعم, ولأن الرغيف لم يعد يتحمل نقصا في الوزن ولا خفضا في الكمية أو حذفًا للشرائح المستحقة جاء الحديث عن رفع السعر، والذي يعد استهدافا مباشرا للفقراء.

يكفي الفقير فقره, “وفيك هم ولا أزيدك” .. وهنا يأتي المثل الشعبي المصري ردًا علي ما يمكن تسميته بحالة فقدان البوصلة في الوقت الذي يريد فيه 30 مليون فقير منهم علي الأقل 10 ملايين معدم ينتشرون بطول البلاد وعرضها، طبقا للأرقام الرسمية يعيشون في معاناة مستمرة ويتحملون أعباء برنامج اقتصادي لم يراع ظروفهم الاجتماعية والإنسانية.

فكم فلاح لا يمتلك أرضا؟ وكم أسرة تعيش علي أقل من ستة قراريط؟ وعدد العاملين باليومية والعمالة المؤقتة والموسمية والمؤقتين في الحكومة ونظامم المكافأة؟ وكم عدد الذين يعيشون علي إعانات المؤسسات والجمعيات الخيرية في المساجد والكنائس؟، والذين يعيشون علي تبرعات وصدقات أصحاب القلوب الرحيمة، وكم صاحب معاش يتقاضي أقل من 1000 جنيه شهريا وغيرهم الكثير, هل هؤلاء يتحملون رفع سعر رغيف العيش قرشا واحدا. وهل لديهم بديل لسد جوع من يعولون؟

رغيف الخبر ستر للفقير وأساس لغذائه، وكانوا يقولون “ان وجد العيش يبقي الغموس شبرأة” ومعدومو الدخل الذين يعتبرون الغموس رفاهية لا يمكنهم تحمل رفع سعر الرغيف علما بأن الغموس هنا قد يكون ثمرة خيار أو طماطم أو بصلة وأقول أو حتي رشفة شاي, الدولة مسئولة والرغيف حق للفقراء وللحكومة التي لا يعنيها الرضاء العام لمن تحكمهم, اتركوا أبواب الفقراء  مغلقة فالبيوت تحوي بداخلها الكثير والكثير من القصص المؤلمة والكفيلة بأن تجعلنا جميعًا نخجل من أنفسنا, وهي قائمة علي أعمدة تردد “أهم شيء الستر وربك يفرجها” .. والعيش الحاف يربي الأكتاف.

رحم الله الشهداء وتحيا مصر

التعليقات متوقفه