محمد فهمي يكتب: مجاذيب.. البرلمان الأوروبي!

97

هذا الزمان

سعى مصر.. للانضمام لركب القوى العظمى الاقتصادية التى تضم الصين واليابان.. والزيارة التى قام بها رئيس الوزراء اليابانى شينزو ابي.. للقاهرة منذ أيام.. أقلق مجاذيب البرلمان الأوروبي.. ودفعهم لإصدار بيان ينتقدون فيه التوجه المصري.. ليس من أجل الدفاع عن الديمقراطية.. بالطبع.. وإنما للدفاع عن مصالح الشركات الأوروبية التى احتكرت تصدير بضائعها وسلعها.. وكل ما تقع عليه الأبصار فى متاجرنا.

والدنيا مصالح.. والبرلمان الأوروبي.. هو برلمان مصالح.. يعبر عن أصوات الشركات الأوروبية الكبري.. وهذا حقه.. وحق المجاذيب من نوابه الذين يعبرون عن مصالح.. الشركات التى تمول أنشطة المجاذيب الذين يحولون قاعات البرلمان إلى حلقات ذكر يتمايل فيها النواب لليمين تارة ولليسار تارة!

ولكن المشكلة أن مجاذيب البرلمان الأوروبي.. يعيشون وفق الثقافة التى كانت سائدة منذ العصور القديمة.. عصور الاستعمار.. وجنود قوات القواعد العسكرية الذين كانوا يترددون على الحانات.. وهم فى عنفوان الشباب.. وكلما وجد أحدهم فى مكان.. ارتجت الأرض.. واختفى الزحام.. وكل واحد منهم.. يسير كالغراب فى مشيته.. باعتباره المعبر عن سلطان الاحتلال.. والاستعمار.. والسيطرة.. بلا منافس.. وبلا شريك!

كان كل جندى فى هذا الزمن.. هو السفير البريطاني.. أو هو القائم بالأعمال على أقل تقدير.

المشكلة الآن.. أن البرلمان الأوروبي.. ونحن سنة 2015 لايزال يعيش ثقافة الاستعمار.. والانقلابات.. وأيام اللورد كرومر.. الحاكم المستبد المطلق.. الذى لا يجرؤ مسئول فى بلدنا خدش مكانته.. وهو يستقبل فى كل مكان استقبال الملك.. غير المتوج.

كانت بريطانيا تملى شروطها على حكامنا.. وكان علينا إطاعة كل أمر يأتينا من لندن.. عاصمة الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس.. باعتبارها الناطقة بكل ما يتعين علينا طاعته!

ولذلك يبدو من المثير للدهشة أن يستعيد نواب البرلمان الأوروبى الثقافة الاستعلائية التى ورثوها عن الأجداد.. الذين استعبدوا الشعوب.. واستباحوا الدماء.. وبددوا الثروات.. وعقدوا اجتماعهم العجيب.. ليصدروا بعده بيانا ينتقدون فيه السياسة المصرية.. وحشروا فيه كل ألوان المغالطات والادعاءات.. ليس من أجل الدفاع عن الديمقراطية بالطبع.. وإنما للدفاع عن مصالح الشركات الأوروبية.. التى سوف يهددها إنفتاح بلادنا عن الشرق.. وعلى الصين واليابان على وجه التحديد.

إن أعظم ما يهدد مجاذيب البرلمان الأوروبي.. هو استقلال القرار المصري.. وسيادة الإنسان المصرى وحريته فى اختيار الأصدقاء!

وعلى رأى المثل:

إن طلع العيب من أهل العيب.. ماهوش عيب!

 

التعليقات متوقفه