فى منافسة هى الأقوى فى تاريخ الإنتخابات الرئاسية .. الناخبون يختارون بين ” ترامب وبايدن”

متخصص بالشأن الامريكى : " ترامب " فى أمس الإحتياج لكل صوت .. وإحتمالات بملاحقات قضائية ضده اذا خسر

417

جرت امس “الثلاثاء”، 3 نوفمبر، عملية التصويت المباشر من خلال صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد أن أدلى نحو 100 مليون أمريكي بأصواتهم عبر البريد والتصويت عن بعد، حيث تلعب 12 ولاية أمريكية دورا هاما في تحديد مصير الانتخابات الرئاسية ومن سيكون الرئيس القادم لمدة 4 سنوات، وتضم هذه الولايات 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي اللازمة لدخول البيت الأبيض، وهذه الولايات هي فلوريدا، وجورجيا، ونيوهامبشير، ونورث كارولاينا، وأوهايو، وميشيغان، وبنسلفانيا، وتكساس، وويسكونسن، ومينيسوتا، وأريزونا، ونيفادا، وأيوا.

من جانبه ، يرى استاذ القانون الدولى العام والمعنى بالملف الامريكى، دكتور ” ايمن سلامة”، إنه فى حال إعادة إنتخاب ترامب لولاية ثانية مدتها اربعة سنوات أن ذلك يدلل على ان فوز الرئيس ترامب فى إنتخابات عام 2016 الأخيرة امام منافسته ” هيلاري كلينتون” لم يكن مصادفة ، وان الرأى العام الامريكى قد تحول بشكل واضح لصالح الملياردير الكبير وسيكون إختيار جو بايدن، علامة على الرغبة فى تغيير اللهجة ولغة الخطاب والسياسيتين الداخلية والخارجية للإدارة الامريكية الى تحدى كبير، موضحا ان هناك عامليين حاسميين يغيرا من طبيعة وكيفية اجراء الانتخابات فى الولايات المتحدة الامريكية التى لم يتغير موعدها منذ عام 1845 ، وهو اليوم التالى ليوم الاثنين الاول من شهر نوفمبر ، ذلك الموعد لم يتغير فى تاريخ الولايات المتحدة الامريكية منذ بدء الانتخابات الرئاسية حتى حين خاضت الولايات الحروب وحين جابهت العديد من الجائحات والكوارث الطبيعية والاضطرابات العنيفة فى داخل الولايات المتحدة الامريكية ، مضيفا ان العامل الاول الذى يغير ويجعل من هذه الانتخابات تاريخية هو جائحة كورونا والتى تسببت ايضا فى العامل الثانى وهو الانتخابات عبر البريد الالكترونى وحتى قبل فتح صناديق الانتخابات صباح امس ” الثلاثاء”، الثالث من نوفمبر ، حيث صوت مائة مليون من الناخبين الامريكيين عن طريق البريد الالكترونى ، وهذه المسألة تعوق اى تطيل وتبطىء من وتيرة الفرز والعد للتصويت ، ومن ثم سيكون اعلان النتيجة هو الأبطىء فى تاريخ إعلانات النتائج للانتخابات الرئاسية بالنظر الى ضرورة الفحص للتصويت الالكترونى للناخبيين الامريكيين وما اكثرهم.
إستطلاعات الرأى

ويقول ” سلامة”، انه ليس بالضرورة ان تصدق هذه الاستطلاعات وتحدد المسار والميل الانتخابى للناخبين الامريكين ، وتدليلا على ذلك فى الانتخابات الاخيرة التى جرت فى عام 2016 بين ترامب ومنافسته كلينتون، فكانت الاستطلاعات تشير الى تفوق كبير بل شبه كاسح لصالح هيلاري كلينتون، السياسية المخضرمة عن ذلك المنافس المجهول القادم من حقل الاعمال والتجارة والاستثمار الى معترك السياسة لاول مرة ، وبالرغم من ذلك خابت كل هذه التوقعات، مشيرا الى ان ذات الامر يحدث الان ؛ فاذا كانت استطلاعات الرأى تكشف عن ميزة غير مسبوقة للديمقراطى جون بايدن بفارق عشرة نقاط فى اخر نتائج لاستطلاعات الرأى قبل بدء التصويت ، فهذه الاستطلاعات ان صحت ، اى اذا ترجمت الى نتائج ملموسة فى صناديق الاقتراع ، سيحرز الحزب الديمقراطى برئاسة بايدن نصرا غير مسبوق على منافسه الحزب الجمهورى برئاسة رونالد ترامب.
توقيت النتيجة
ويوضح ” سلامة”، انه من المستحيل إعلان النتيجة قبل نهاية اليوم، فى ظل جائحة كورونا ، وذلك خوفا من الإزدحام والعدد الضخم من التصويت البريدى ، فضلا عن التباعد الاجتماعى فى مراكز الاقتراع؛ مما يبطىء من وتيرة العملية الانتخابية ، كما انه وفقا لقوانين بعض الولايات ، فإن عد الاصوات لا يحدث فى نفس اليوم ، وهناك عدد كبير جدا من الاصوات المرسلة عبر البريد الالكترونى ستصل بعد يوم الثالث من نوفمبر ، علاوة على قيام الموظفين المسئولين عن فرز الاصوات بالتحقق من اظرف المقترعين مباشرة فى مراكز الاقتراع؛ فعليهم التحقق من التوقيع على الظرف وان ذلك التوقيع لذات الشخص الذى قام بالتصويت، مضيفا ان عدد الناخبين هو عدد تاريخى غير مسبوق فى اى انتخابات ، فحتى فتح الصناديق صباح امس كان هناك مائة مليون ناخب امريكى صوتوا بالفعل ، ما جعل المشاركة هى الاقوى فى تاريخ انتخابات الولايات المتحدة الامريكية.
العنف بعد الانتخابات

ووفقا لـ ” سلامة”، فقد كرر الرئيس ترامب ، مؤخرا تلميحاته بإمكانية حدوث اعمال عنف وشغب وفوضى ، حال إعلان نتيجة الانتخابات، وكانت المرة الاخيرة التى يلمح فيها ترامب لذلك بعد حكم المحكمة العليا الاخير الذى يسمح لولاية “بنسيلفانيا” بتمديد قبول بطاقات الاقتراع لعدة ايام بعد يوم الانتخابات بالثالث من نوفمبر، واشار ان ذلك يمكن ان يسبب اعمال عنف وفوضى ومخاطر جسدية وحياتية للمواطنين الامريكيين ، وقد زعم ترامب ايضا ان هذا القرار سيؤدى الى غش متفشى بخصوص نتائج الانتخابات الرئاسية وقال للصحفيين اثناء حملته فى ولاية ويسكونسن التى شهدت اخر محطة لحملته الانتخابية ” آمل ان يكون لدى المحكمة الحكمة لتعديل ذلك القرار”، مضيفا ان الناخبين حتى الان يختارون التصويت المبكر عن البريد ليس بالامر المباشر لترامب ، فالرئيس الامريكى ومنذ الوهلة الاولى رأى ان هذه الطريقة لن تكون فى صالحه وصرح مرارا وتكرارا ان هذا التصويت الالكترونى سيزيد من فرص التزوير واسع النطاق فى نتائج الانتخابات.
وفى هذا الصدد يرى” سلامة”، ان الناخبين الذين يريدون تجنب جائحة كورونا والذين لم يقتنعوا بتصريحات ترامب وتعاملاته مع الجائحة هم اختاروا الاسلوب المغاير الذى لا يفضله ترامب وهو ارسال صوتهم عن طريق البريد الالكترونى، مؤكدا ان هذه الكتلة الانتخابية الضخمة التى ناهزت المائة مليون مواطن امريكى تكشف عن رفض هؤلاء للاسلوب والسياسة التى اتبعها الرئيس ترامب فى مجابهة كورونا، ويقول انه من المهم التذكير بانه امس الاول ” الاثنين”، رفض قاض فيدرالي بولاية تكساس، حكما بشان مطالبة من الجمهوريين يطالبون إبطال اكثر من 127 الف صوت تم الادلاء بها فى مقاطعة هاريس إحدى المقاطعات في ولاية تكساس كبيرة الكتلة الناخبة، وهى احد معاقل الديمقراطيين، كما ان هناك هاجس رفض الرئيس ترامب قبول نتائج التصويت الشعبى متسرعا بالتزوير الانتخابى والعد غير القانونى للاصوات ، خاصة فيما يتعلق بالاصوات الصحيحة للناخبين من خلال البريد الالكترونى وذلك موقف يمكن ان يصل الى حد ان يطلب الرئيس ترامب اعادة فرز معقدة للغاية مثل ما حدث فى فلوريدا عام 2000 اثناء المنافسة بين جورج دبليو بوش ومنافسه الجور ؛ فننتظر وتعطل الاعلان عن نتائج الانتخابات الامريكية طويلا خلال هذا العام، وان كانت ولاية فلوريدا تعد ولاية حاسمة للرئيس الامريكى ترامب، وان لم يفز فى هذه الولاية لن تكون لدية اى فرصة للفوز فى الانتخابات الرئاسية ، لذلك كل الاصوات مهمه له بدءا من اصوات الناخبين البوتوريكين الذين يمثلون 27 فى المائة من اصل اسبانى فى ولاية فلوريدا، فضلا عن الناخبين المنحدرين من اصل كوبى فى نفس الولاية فلوريدا، والتى تميل الى حد ما للتصويت للمرشح الجمهورى .
ويشير ” سلامة”، الى ان هناك احتمالات بملاحقات قضائية ضد الرئيس ترامب اذا خسر هذه الانتخابات ، الاولى ملاحقة مدنية والتى اطلقتها المدعية العامة بولاية نيويورك ، والثانية ملاحقة جنائية والتى اطلقها مدعى عام مانهاتن، حول مزاعم بشان التزوير الضريبى والاحتيال على شركات التأمين والتلاعب بالسجلات الرسمية ، وان كان ترامب وهو فى مدة الحكم استطاع ان يعرقل ويمنع السير فى الدعاوى القضائية ضده فلن يستطيع ذلك ان خسر فى الانتخابات.

التعليقات متوقفه