“سنرجع “من أشعار وسيلة بوسيس

يسر جريدة الأهالي أن تقدم لقرائها صفحة إبداعات تواكب الحركة الأدبية المعاصرة في مصر و العالم العربي و الترجمات العالمية ..وترحب بأعمال المبدعين و المفكرين لإثراء المشهد الأدبي و الانفتاح على تجاربهم الابداعية..يشرف على الصفحة الكاتبة و الشاعرة/ أمل جمال . تستقبل الجريدة الأعمال الابداعية على الايميل التالي: Ahalylitrature@Gmail.Com

519

— من أشعار وسيلة بوسيس —

سنرجــع
سنُرجع سيرَتنا السابقة
يحتفي بخطانا الحصى
وتبارك أهدابَنا
النسمة العاشقة
لكَ في الليل متسع للبكاء
على صحبة لم يعودوا هنا
وعلى إخوة مزقوا صور الأمس
في لحظةٍ فاسقة
لك في عشب أشعارنا الـ(كم كتبنا معا
قلبك الفعل، في كبدي الاسم
والملتقى الأحرف اللاحقة)
لك في عشبِ أشعارِنا
كلّ ما تترجى من الحلم
كي تصل الأمنياتُ لدى عاشقٍ
بمدى شهوة الخبرِ المتربّصِ في أعينِ العاشقة
سنُرجع سيرتنا السابقة
سوف تعرفُنا الأرضُ
ستسمي الوجوهَ،
ترُدّ إلى الجد أحفادَه
تصلى كثيرا
على من يمر ويذكر العابرين
وينسى الكراهةَ
يبقى على عهد أشيائِه الرائقة
سنُرجع سيرَتنا الـ … قد نسينا
تحب/أحب
…………………قصة خارقة

مابين مد وجزر
توطئة: قل لي يا من عاش حقا أي بلاد مما رأيت هي أجمل البلاد ”
– جلال الدين الرومي-

في مركبِ العمرِ أمضي، قائدي الصُّدفُ موجُ السآمـــةِ يرميني ويلتقِفُ
كقـشّـــة نسيَ التاريخُ قصتها أبقى بها نـــتفا تلهو بها النتفُ
ما بين مد وجزر لا أريـــــدهما وجه السعادة يومي لي وينصرف
آمالُ ذاهبةٌ، خيباتُ مقبـــــلةٌ ويردفُ الحـــزنُ والآلامُ والقرفُ
لا مؤنـــسٌ أبقت الدنيا يرافقني صوتُ الأحــبة تحكيه لي الغرفُ
كم ذا أرجِّى بآتــي الوقت أوردتي فيأكل اليــأس من جسمي ويرتشفُ
أغدو أسوح وبعض الأرض تعـرفني إلى مـــدى كل ما يغشاه ينجرفُ
بيتي هنا، ثم أبراج دنت فهوت بحر المدى في المدى يعلو وينخطفُ
ما أنت من يحمل الأسرارَ والخبرَ وكرمةَ الوقت، والأعسالُ تنذرفُ
ما أنت ألقيت إذ ألقيت في كبدي بذراتِك الـ…حين جئتَ اخضوضر الشغفُ
لمَ الأغاني، لم الألحانُ، ما صنعت مع الزمان الذي قد شَابَهُ الخرفُ
أنا وأنت على العملات في طرف ما كنت أحسَبُ أن يوما سنختلفُ
وفي مدى البحر أشباح الدجى ثملت من شرب روح مضنّى زانه الكلفُ
وضّاحة، ثرة، تأتي وتبتسم في الموج مثوى لها، إليه منصرفُ
يدٌ نوزّعها مغلولةٌ، ذُهِلتْ أعمى بصائرها ما يُدركُ الطّرفُ
شيطانةٌ في ملاك صوب مملكة بها اللآلئ والمرجانُ والصَّدفُ
أخَّاذة تَسلبُ السحرَ الذي ثقِفتْ تسري وتؤمن أن في القصد كم شرفُ
لكنه البحر ممشاهُ لدى مرجٍ في آخر الجنة الـ…تغوي … وتنصرفُ
أسائل الأحرفَ الـ…قالت ستكتبني لا الياء تبقى حوالي ولا الألفُ
تخفي الدروب عيوبا في صباحاتنا فيفضَح السر في الإمساء منعطَفُ
فلا أبٌ واقفٌ… لا أمُ صامدةٌ ولا صديقٌ وفيٌ … لا عاشقٌ دنفُ
أمواجُ تردِفها الأمواجُ في سأمٍ معيــــشةٌ نكدٌ يا ليتَها تقفُ

قدر

توطئة: “إن شر الأمراض كلها محبوب لا يحبك ولا يكرهك”
-هنريك هايني-
يداي يداها
لغاتٌ، فِكَر …
نذرعُ الوقتَ عبر بساط العناقِ
وتذرعُنا – في عيون المحبين – جذوةُ وجهٍ
يترجم جدوى القدر
ربَّنا كن لنا خيرَ عون على ما ترى
من حوادثَ تسكتُ دون جلالتها ألسن للنظر
يدي، وجهه
يده، شفتاي
كلامٌ، معانٍ، صورْ…
هنالك بين الشباب وبين المشيب
معاهدة يملأ الحب جدرانها خربشات
تفتتها سنن العاشقين
وتقسم ألفي يمين
بألا تفي بالنذرْ
ربنا أنت أعلم منا
فأيهما المر، أيهما، يا إلهي، الأمرْ
وجهُهُ، بسمتي
خطوُه، وجهتي
معجم متخم بالخطر
آه ما أظهر الحب في أعين العاشقين
ثم آه … و آه … لكم يرشق الزمن الأجنبي تماما
مواويلنا بموسيقى الخدر
ونحن سديمٌ عميق الكثافة من ملتقى شهوتينا
ونحن كتابٌ قديم الحكايات من ضمتينا
ونحن دخانٌ من الرغبات التي تستحث علينا السماء
إذا ما تهاوى المساء علينا
ونحن حروفُ الحكايةِ يارب هذي الحرائق في جسدينا …
كم وكم يكتبون ولكنهم يخطئون معاني
الكلام الذي يبتلى في مساكنه المعجمية
حين ترتله حنجرات مصلية في مدى قدرينا
ربنا لم تقض بهذا البهاء
و لم تقض أن يكبر القلب، تتسع الحدقات لتبتلع الفيضان الذي
سيصيب النظر
لماذا قضيت بهذا الجنون، إلهي
ولم تقض – هل يا ترى نستطيع المضي- برد القدر.

التعليقات متوقفه