ماجدة موريس تكتب:أخيرا.. تحرك التليفزيون 

201

أخيرا.. تحرك التليفزيون

ماجدة موريس

مساء الاثنين الماضي، تحرك التليفزيون المصري وأرسل فريق عمل برنامج مهم ليقوم بدوره تجاه ملايين المشاهدين الذين سمعوا عن التطورات المناخية الصعبة التي هاجمت محافظة أسوان، وحيث أنقضت العواصف والسيول علي البيوت وناسها لتهدم الكثير منها تماما، وتشرد اهلها، وتضرب بيوتا أخري وتضع العائلات والاطفال امام خيارات صعبة بعد ان حولت الشوارع الي مجاري وبرك والحقيقة ان برامج أخري قدمت هذه الصور الحزينة لاهل المناطق المنكوبة في محافظة أسوان، مثل برنامج «الحكاية» لعمرو اديب علي قناة ام.بي.سي مصر مساء الاحد، وبرنامج «رأي عام» لعمرو عبد الحميد،علي قناة «تن» مساء الاثنين، إلا ان تقديم دقائق عن حدث كهذا شئ، والذهاب الي موقع الحدث، او الكارثة، شئ آخر، وهذا ما فعله برنامج «التاسعة» علي القناة الاولي المصرية، وحيث ترك مقدمه يوسف الحسيني مقعده في الاستديو ليذهب وفريق العمل الي محافظة أسوان، ويقدم لنا اوسع تغطية تضمنت الكثير من المعلومات والحقائق سواء، ما قاله اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أو ما لم يقله وان جاء علي ألسنة بعض المواطنين الذين فقدوا بيوتهم، من أهالي المحافظة.

نعود أو لا نعود

حين نعود بالذاكرة لسنوات قليلة، نتذكر كوارث السيول في اسوان ومناطق اخري من جنوب مصر حين كانت تهاجم البيوت والناس بعنف شديد وتسبب خسائر فادحة، ولكن الامر اختلف هذا العام والخسائر قلت بعد جهد وزارة الري ثلاث سنوات لتهيئة اماكن لاستيعاب مياه السيول، لنعرف- من المحافظ- انها تسببت في انهيار 106 منازل بشكل كلي هذا العام وثلاثة اضعاف هذا الرقم جزئيا، فالبيوت مبنية بالطوب اللبن، بناها اصحابها علي الطراز القديم، بعضها في مهبط السيول، والبعض الاخر لا يحتمل بالطبع هجوم المياه الغادر، وهو ما قدمته كاميرات مصوري البرنامج في حلقة الاثنين كاملة، اي بعد ثلاثة ايام من هجوم السيول الذي تم يوم الجمعة الماضي، وبالطبع فإن هذه الايام الثلاثة اضافت الكثير للصورة عبر شاشات التليفزيون التي قدمت الحدث سريعا، عنها في برنامج توقف كثيرا لمدة ثلاث ساعات عنده فأتاح الفرصة لنا لرؤية افضل لحالة الفوضي والتشتت لدي اهل هذه المناطق، ومنها ثلاثة قري تحدث بعض سكانها للبرنامج هي «كيما» و«الفرن» والقرية الثالثة هي «غربة المرشح»، اسماء غريبة، لكن الاغرب، وربما الاكثر إثارة للدهشة هو محاولة بعض الاهالي الاستمرار في بيوتهم المهدمة، بدلا من الذهاب الي المساكن البديلة التي وفرتها المحافظة واعلن المحافظ انها ستسلم لهم في اليوم التالي«الثلاثاء»، مساكن في عمارات من ادوار كثيرة، قال البعض من المتضررين انه يخشي لو انتقل اليها الا يعود لبيته من جديد، ويخسر ما يمتلك مقابل وضع لا يعرفه؟، مخاوف انسانية وطبيعية تحتاج لسرعة حلها، في زمن تسعي الدولة فيه الي ايجاد سكن كريم للجميع، ومع ذلك فإن شكوك الناس لا تهدأ بسهولة وهو ما بدأ واضحا من تجاوب المحافظ، عبر البرنامج، لمطالبهم، وردوده علي أسئلة مقدم البرنامج، وقد كنت اتمني لو استمر البرنامج في تغطيته في صباح اليوم التالي لنري وجوها اخري لا نعرفها من حياة جزء من المصريين في محافظة عزيزة علينا، ولكنها بعيدة، ولتصبح الصورة اكثر وضوحا واكتمالا فيما يخص حياة الناس في هذه المناطق التي لا نراها عبر شاشات الاعلام الا في الافراح، احيانا، او المصائب، غالبا.

التعليقات متوقفه