منصور عبدالغني يكتب:”مازورة “.. لضبط منظومة رغيف العيش

138

انتباه
“مازورة “.. لضبط منظومة رغيف العيش

تستطيع الحكومة فرض إرادتها وتنفيذ رؤيتها وفقا لرأي مستشاريها والدراسات الخاصة بها على جميع القطاعات التجارية والصناعية والاستثمارية والتصدير والاستيراد وغيرها دون الرجوع إليهم فيما عدا قطاع إنتاج رغيف الخبز المدعم والحر.
33 ألف صاحب مخبز وفرن عيش يتحكمون في إنتاج رغيف العيش للمصريين منهم 3 آلاف مخبز سياحي يعمل في إنتاج الخبز الحر والفينو ينتجون يوميا 300 مليون رغيف خبز بالاضافة الي المخبوزات الأخرى، بضاعتهم مضمون بيعها في سوق يتخطي تعداده 100 مليون مستهلك، ويمتلكون حدا أدني لحجم أعمال يبلغ 53 مليار جنيه سنويا, نجحوا وتمكنوا خلال السنوات الماضية في تكوين “لوبي” قوي لا تستطيع الحكومة تجاوزه أو الصدام معه عند إصدار قرارات تتعلق بإنتاج رغيف الخبز, وبدلا من البحث عن وسائل لتنويع عملية إنتاج الرغيف بين أفراد وشركات ومؤسسات لضبط السوق وتأمين عملية الإنتاج وتحسين نوعيته خضعت الحكومات المتعاقبة لسطوة أصحاب أفران العيش، وكانت مطالبهم حاضرة في جميع المراحل التي مر بها الرغيف بداية من فصل الإنتاج عن التوزيع والرغيف المخلوط بالذرة وصولا إلى تحرير أسعار الدقيق ودعم الرغيف المنتج.
الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه الحكومة يوم الثلاثاء قبل الماضي بتسعير رغيف الخبز غير المدعم واستمر هذا التكليف دون تنفيذ حتي يوم الإثنين، أمس الأول، لاسترضاء أصحاب المخابز والوصول معهم إلى تسعيرة يقبلونها وتحقق لهم ما يحصلون عليه من أرباح، وتعلن وزارة التموين أن تسعيرة الرغيف وزن 90 جرامًا هي جنيه.
رغيف الخبز سلعة استراتيجية مهمة يمكنها تهديد الأمن والسلم الاجتماعيين وتأمين إتاحتها للمواطنين من الأعمال المتعلقة بالأمن القومي للدولة، ورغم ذلك لم تفكر الحكومة من خلال الجهات المختلفة في الدخول إلى مجال إنتاج الرغيف من خلال شركات مساهمة أو مجمعات إنتاج كبيرة وأفران مطورة يسهل مراقبتها والتحكم في إنتاجها لتقديم رغيف مطابق للمواصفات, وهي الأزمة المستعصية عن الحل سواء من ناحية الوزن والجودة والصلاحية والوقاية الطبية وحتي يكون “مازورة” يمكن القياس عليه من أصحاب الأفران والمخابز، ومن خلالها يتم خفض استهلاك القمح والدقيق وتقليل الفاقد ومنع الهدر، وسد الطريق أمام عمليات تسريب الرغيف واستخدامه كغذاء للماشية والطيور.
من الضروري الآن، وفي ظل الأزمات المتتالية، إعادة النظر في منظمة إنتاج الرغيف ودراسة إنشاء مصانع لإنتاج العيش ودخولها السوق لضبط الإنتاج وتحسين جودته، خاصة أن المؤشرات العالمية تشير إلى أننا مقبلون على مرحلة طويلة الأمد من حالة عدم الاستقرار على المستوى الدولي.
تطوير إنتاج الرغيف وفتح المجال أمام الشباب وصغار المستثمرين وإدراج مجمعات لإنتاج الخبز ضمن المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير قطع أراضٍ بنظام حق الانتفاع يجب أن تكون ضمن أولويات الدولة وخططها القصيرة والطويلة لترشيد استهلاك القمح وتحقيق قدر من الاكتفاء منه وخفض وارداته بالإضافة إلى الإجراءات الأخرى في الزراعة والتسويق والتخزين.
وللتذكرة قامت الدولة بتنظيم سوق بيع المنتجات البترولية وفتحت المجال أمام الشركات والهيئات لإقامة محطات بيع الوقود، وكذلك تم التوسع في إنشاء المجمعات الاستهلاكية ومنافذ بيع السلع الغذائية من قبل شركات ووزارات وهيئات، وهو ما ساعد علي تنظيم الوقت وضبط الأسعار, الأمر الذي يجب تطبيقه في مجال إنتاج وتوزيع رغيف الخبز المدعم والحر.
رحم الله الشهداء وتحيا مصر

التعليقات متوقفه