ماجدة موريس تكتب :السينما المصرية.. وثورة الفيلم القصير

19

منذ أيام قليلة، عدت من مهرجان( سلام) للفيلم القصير في دورته الثانية، وقد رأيت خلاله عددًا من الأفلام القوية والمعبرة عن أفكار مهمة وملهمة لمخرجين ومخرجات في عز الشباب لديهم شغف كبير بالتعبير عن ما يشغلهم من خلال السينما، والأفلام القصيرة بالطبع، وتذكرت أنني قرأت عن مهرجان جديد للفيلم القصير قبل هذا المهرجان بأيام هو مهرجان بردية لسينما الومضة، والذي أقام دورته الأولي من١ إلى٧ مايو في المركز الثقافي الروسي قبل مهرجان السلام بأيام، (والذي أقيم بمنطقة العجمي بالإسكندرية)، وان مهرجانا ثالثًا للفيلم القصير أقيم بالإسكندرية قبلهما بأسابيع في دورته العاشرة هو (مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير)، والذي أصبح دوليا بفضل إخلاص القائمين عليه وشغف جمهور المدينة الكبير بمتابعته، وبالتالي تزايد نجاحه مع إقبال أصحاب الأفلام والجمهور، واهتمام العديد من السينمائيين الكبار به، وقبل هذه المهرجانات، أقامت مؤسسة سينما (زاوية) مهرجانها السنوي للفيلم القصير في الماضي، وفي القاهرة أيضًا مهرجان (رؤي ) للفيلم القصير الذي تقيمه الجامعة الأمريكية سنويا.

كما أقيمت مهرجانات أخرى في بداية عامنا هذا أغلبها في القاهرة والإسكندرية، بينما احتفظت مدينة الإسماعيلية الجميلة بمهرجانها الأهم، مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للسينما التسجيلية والقصيرة، والذي تقيمه مصر من خلال وزارة الثقافة، ويعتبر أهم مهرجان دولي للفيلم القصير في الشرق الأوسط وأفريقيا، والذي احتفل في فبراير الماضي بدورته الخامسة والعشرين، وقدم خلالها أفلامًا وندوات لا تنسي، ونعود إلى سؤال لا بد من طرحه في هذا الإطار.
كم من فيلم قصير تتم صناعته وعرضه سنويًّا هنا في مصر؟، وكم وزارة ومؤسسة تقيم هذه المهرجانات وتدعمها؟ وكم كاتب ومخرج يعمل في صناعة الأفلام القصيرة في مصر؟ وكم مهرجان للسينما القصيرة الآن ؟، وأخيرًا كيف تصل هذه الافلام لمستحقيها، أي الجمهور المحب للسينما، والذي لا يستطيع الذهاب للمهرجانات التي تعرض هذه الأفلام لأسباب عديدة؟!.
قصير.. وقصير جدا
بعد أسبوعين من الآن، سيبدأ المهرجان الدولي للفيلم (القصير جدا) دورته الأولى في مدينتي الجلالة والعين السخنة، وبمسابقات لكل نوعيات الفيلم القصير روائي ووثائقي وتسجيلي وتحريك، ولكن، بشرط ألا تزيد مدة الفيلم على خمس دقائق،، بالتيترات. والمعني من هذا أننا أمام نوعيات مختلفة من الأفلام القصيرة لكي تكون أقصر وقتا، لكنها قادرة علي التعبير عن كل الأفكار والمعاني التي يطرحها صناع الأفلام، وبالتالي فهو تحدٍ للقدرة على بلاغة التعبير بكل مفردات هذا الفن العريق الذي تجاوز طول بعض أفلامه في البداية الساعات السبع، بينما تصنع أغلبية الأفلام الطويلة في إطار ساعتين أو أكثر قليلا، ليأتي صناع الأفلام القصيرة بهذه الثورة التي تصل بالزمن الفيلمي إلى خمس دقائق، أو أقل، وهو ما يعني الكثير بالنسبة لصناع السينما الجدد الذين يمثلون الأغلبية من صناع الفيلم القصير الآن، وكل صناع الفيلم الأقصر مستقبلًا، وهو ما يعني أيضًا ضرورة اهتمام الدولة بهذه السينما بأسلوب مختلف، فإذا كان المهرجان القومي للسينما المصرية الذي تقيمه وزارة الثقافة سنويًّا يضع السينما القصيرة ضمن مسابقاته فإن علي الوزارة أيضًا أن تسعى لإقامة مهرجانات لهذه الأفلام في كل محافظات مصر لدعم مبدعيها وجمهورها معًا، والاستفادة من كل هذا العدد من هذه الأفلام التي يتزايد صناعها وتتزايد مهرجاناتها، وأيضًا فإن جهد الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية هنا مهم وضروري لملايين المصريين من محبي السينما من كل الأعمار، والذين يحتاجون إلى برامج تعرض هذه الأعمال، على القنوات التليفزيونية المهمة، بعد انتهاء عرضها في المهرجانات، وتناقشها مع صناعها، وهذا ليس ترفا ولكنه ضرورة في إطار تنمية الوعي العام الذي تسعى إليه الدولة المصرية،.وأظن هذا ممكن كثيرا الآن.

التعليقات متوقفه