ماجدة موريس تكتب :النكبة.. الماضي الذي أصبح حاضرا

7

هل يجدد وعد بلفور نفسه الآن ؟

وهل تغير أي شيء في سياسات الغرب تجاهنا؟
الإجابة كما نراها الآن من خلال قنواتهم، وقنواتنا،إن الموقف كما هو، قامت دولة أسرائيل علي حساب دولة فلسطين عام 1948 بعد حرب سميت بالنكبة، انتصرت فيها جيوشهم علينا، وخرج أغلب الفلسطينيين من بيوتهم مطرودين إلى بلاد أخرى، وما بقي منهم أصبح محاصرا، ومن صمم علي البقاء دفع ثمنا غاليا، ومن اعتقد بعدها أن «حل الدولتين» هو الحل خسر آماله، لأن الدولة المعتدية لن تسمح بقيام جديد للدولة التي سرقتها، وهكذا ظللنا على مدي أعوام طويلة نري ما يحدث في الأراضي التي ما زالت باقية ضمن الدولة الفسطينية مثل القدس والضفة الغربية من اعتداءات للجيش والشرطة المحتلتين علي الناس والأرض، والتهجير من بيوت وأراضٍ، وقتل للشباب الفلسطيني الرافض أو المقاوم لهذا العنف المستمر، وفي العامين الأخيرين، كانت الحوادث يومية، وكان القتل والتهجير مستمرا، وكان الجديد هو إقامة المستوطنات في الأماكن التي طرد منها أهلها، أما الأكثر استفزازا فهو هجوم المستوطنين على المسجد الأقصي، في جماعات وزيارات مستمرة في حراسة الشرطة، ومع هذا لم نسمع صوتا رافضا لهذا من «بلاد الحرية» أو العالم الغربي ومؤسساته التي تدافع دائما عن حقوق الانسان في اي مكان في العالم.
طوفان الصبر الطويل
هل كان ممكنا استمرار العدوان علي الفلسطينيين إلى الأبد؟
وهل كانت دماء القتلي وتشريد المهجرين بلا ثمن؟
أن هذا العدوان المستمر هو من حرك أبناء المنظمات الفلسطينية لرده، طالما ان العالم «الحر» لا يسمع ولا يرى، فإذا كانت بريطانيا هي صاحبة. وعد بلفور الذي مكن اليهود من ارض فلسطين، فإن أمريكا هي المدافع الأول الآن عن إسرائيل، وكذلك ألمانيا صاحبة المحرقة ايام هتلر، وسارت أغلب الدول الأوروبية في هذا المسار، وكان علي الفلسطينيين أنفسهم الرد، وجاء «طوفان الأقصي» ليؤكد لإسرائيل وقواتها ومن معها استحالة استمرار العدوان بهذا الشكل، ليأتي الرد سريعًا من العدو معبرًا عن رغبته المتجددة في ضم «غزة» وسرقتها وطرد أصحابها منها إلى «سيناء» المصرية، «وربما تكون الخطة القادمة هي الاستيلاء على سيناء التي طردوا منها في حرب اكتوبر»، ولنري تدميرا وحشيا لغزة وبيوتها ومؤسساتها ومحاولات تهجير إجباري لأهلها إلى الحدود المصرية، ولاننا اليوم في عالم اعلامي بامتياز، فإن كل ما يحدث على الأرض نراه علي الشاشات، الأخبار، والبرامج، واللقاءات، والمتحدثين، وحتي الضربات، ومن حسن الحظ ان الانحياز الكبير للجانب الإسرائيلي والذي تبنته قنوات البي بي سي وفرنسا 24، وقبلهما قناة الحرة الأمريكية، تواجهه تغطيات قنوات القاهرة الإخبارية، والغد، والعربية،، والتي تكشف هذا الانحياز، وأيضا الأكاذيب التي أوصلت الرئيس الأمريكي بايدن للاعتذار عن تصريح أصدره بعد كذبة إسرائيلية مؤداها ان القوات الفلسطينية اعتدت علي الأطفال الاسرائيليين، فلما عرف البيت الأبيض الكذبة اضطرّ بايدن للاعتذار!.. ولكن اي اعتذار هذا مع كل هذا الدعم لدولة محتلة ومعتدية تخطط لسرقات أكبر للأوطان ومعالمها، وللتاريخ نفسه. ان ما يحدث الآن كان سيحدث سواء قام «طوفان الاقصي» أو لم يقم فالأطماع في كل فلسطين، وفي بلادنا لن تنتهي. وهو ما ندركه جميعا في بلادنا.

التعليقات متوقفه