سامر ابو دقة
قد يظن البعض انه نجم سينمائي, فالطلة كاشفة عن كاريزما محفزة وملهمة تبعث رسائل ايجابية من خلال نظرات التحدي والمثابرة وأيضا الأمل والحلم, ولم يبتعد الظن كثيرا فهو أيضا فنان وقف خلف الكاميرا يرصد قبح المحتل, فتخرج الصور والكادرات موشومة بالحقيقة ومحفورة علي جدارات غزة الابية ترصد الواقع الذي حاول انصاف الموهوبين اخفاءه, لكن “سامر” المقاتل بنن العين لم يبرح عدسته, ربما كان يعلم أن القناص يرصده وواصل تأدية دوره, وجعل الشريط يدور.
صدر لنا عبر سنوات عديدة كهنة هوليود ورعاة البقر مشاهد وحكايات ملفقة عن ابطال مزيفين مصنوعون من الجرافيك والكرتون الهش, وكان عليهم أن يأتوا إلي أرض الجبارين لينقلوا حكايات الابطال الحقيقيين وهم يكتبون بدمائهم الرواية المقدسة في أزمنة الكفر .. تخجل الدموع وتوسم نفسها بالرخص, وتتساءل ماذا بعد ذرف الدموع؟ عندما كتبنا عن استشهاد شيرين ابو عاقلة كتبنا بحروف متوترة, أنها لن تكون الاخيرة , فالقائمة مفتوحة طالما الذئاب تعربد بوصاية وحماية طغاة الأرض, العرض مستمر حصري وعلي الهواء مباشرة ومن دون تشفير.
ظل الشهيد الصحفي سامر ابو دفة ينزف طوال خمس ساعات, جرت دماءه علي الارض التي آنت من الارواح الطاهرة, ربما صرخ للسماء طالبا المدد.. يمتد طريق الألام في رحلته القسرية ويتساقط الابرياء صحفيون ومدنيين من دون ذنب, ويظل النواح زاعقا يضيق مساحات الأمان والطمأنينة..
انها ليست مرثية أو كلمة تأبين.. فنحن لا نقيم عزاءات, والكاميرا مازالت تدور حتي وأن رحل سامر ابو دقة.
التعليقات متوقفه