يبدأ منتصف يوليو الجارى”.. خبراء يحذرون من الملء الخامس لسد النهضة ويؤكدون: دخول الوضع المائي لدولتي المصب في “حالة حرجة

45

تبدأ إثيوبيا الملء الخامس لسد النهضة منتصف يوليو الجارى ، خلال فترة الفيضان وحتى سبتمبر المقبل، الأمر الذى حذر منه خبراء مصريون، مؤكدين أن استكمال ملء السد من دون اتفاق ثلاثي بين دولة المنبع ودولتي المصب سيؤثر سلباً في حصص كل من مصر والسودان، مما قد يتسبب في كارثة مائية، مشيرين إلى أن الملء بشكل منفرد يشكل خطراً حقيقياً على مصالح دولتى المصب المائية، خاصة في ظل تضاؤل كمية الأمطار التي تهطل الآن في إثيوبيا، إذ سجلت المتابعات الجوية أن الموسم الحالي يعد أقل من المتوسط، وفي حال استمراره بالوتيرة الحالية ذاتها، فإن إثيوبيا سوف تحتجز جزءاً كبيراً منه للملء الخامس، ولن تصل إلى مصر والسودان الحصص المرتقبة، مما ينذر بدخول الوضع المائي لدولتي المصب في “حالة حرجة”.

وأضاف الخبراء، أن كل المؤشرات الآن تؤكد صعوبة الموقف المصري تجاه التعامل مع قرار أديس أبابا بخصوص الملء الخامس من جهة، وانخفاض وتيرة الأمطار في الهضبة الحبشية من الجهة الأخرى، الوضع الذى سوف تضطر مصر إلى سحب مقدار معين من المياه من بحيرة ناصر لتعويض النقص المحتمل للمياه نتيجة القرار الإثيوبي، وهو ما يعد تحدياً للإدارة المصرية، لأن مياه خزان السد العالي تعد احتياطاً إستراتيجياً منذ إقامة السد في ستينيات القرن الماضي.

وطالب الخبراء، بضرورة ممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية وقانونية، فى إدارة هذا الملف الذى يعد أمراً إستراتيجياً يصنف في السياسة الخارجية بوصفه أحد مرتكزات الأمن القومي المصري.

من جانبه، أكد خبير الموارد المائية بالأمم المتحدة ، دكتور احمد فوزى دياب، ان أديس أبابا هى من تحدد السعة التخزينية التى ترغب فيها خلال كل مرحلة من مراحل الملء، موضحاً أن ملء السد يتوقف على حجم الفيضان، إذا كان شحيحاً ستقلل أديس أبابا من نسب التخزين، ولو كان كثيفاً ستزيد من السعة التخزينية، مضيفا:” تداعيات الملء الخامس على مصر ستتوقف على حجم التأثير في السعة التخزينية التي تستهدف أديس أبابا القيام بها، والمخزون الذي سيُسحب من بحيرة ناصر” ، خاصة وأن التخزين لم يعد على السد الأسمنتي، لكن على السد الجانبي.

وحذر دياب، من أنه قد يحدث هذا العام أو العام المقبل فترة جفاف بدلاً من الفيضانات، فتبدأ معها المشكلات المائية الحقيقية بين مصر وإثيوبيا، مؤكدا أن ملء سد النهضة سيكون بالكامل من حصة مصر المائية، وإيراد مصر المائي يتغير من عام إلى آخر بحسب فيضان النهر، فيجري تخزينه في بحيرة السد العالي في أعوام الفيضان العالية، والسحب منه بمعدل ثابت سنوياً، ومقداره 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، أما حصة السودان 18.5 مليار متر مكعب، فيجري استخدامها بطول السودان من النيل الأبيض والأزرق وعطبرة وقبل الوصول إلى بحيرة ناصر.

وأوضح دياب، أن التـأثيرات السلبية للسد على مصر ستظهر في أعوام الفيضان المنخفضة والجفاف، حيث ستؤدي إلى تقليل مخزون السد العالي تدرجاً من عام إلى آخر، ومن ثم تقليل إنتاج السد العالي للكهرباء، وعدم استكمال حصتنا المائية على الأقل في أعوام الجفاف، وكلما جرى بناء سدود إثيوبية أكثر تزداد السعة التخزينية لديها، وتزداد قدرتها على حجز كميات مياه كبيرة من النيل الأزرق وحجبها عن مصر والسودان، والمياه المخزنة قد يستخدم جزء منها في الزراعة، والجزء الآخر سيسمح بمروره لتوليد الكهرباء ثم الذهاب إلى مصر والسودان.

التعليقات متوقفه