يبدأ 20 يوليو الجارى”..مصر تطالب بتطبيق القانون الدولى بملف سد النهضة وترفض أى أضرار من الملء الخامس
أثارت تصريحات دكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والرى، والتى صرح بها فور تجديد توليه الحقيبة الوزارية فى الحكومة الجديدة، بشأن ملف سد النهضة الاثيوبى، تساؤلات كثيرة حول ما تعنيه وهل يمكن إعادة فتح باب المسار التفاوضى من جديد مرة أخرى.
حيث أعلن سويلم، أن هناك رؤية ثابتة يتم العمل عليها فيما يتعلق بملف الأمن المائى وضرورة التعامل معه بفكر مختلف من خلال تطوير المنشآت المائية ومنظومات الري، والعمل مع دول حوض النيل وزيادة الاستثمارات المصرية في دول حوض النيل، في ظل ترأس مصر رئاسة وزراء المياه الأفارقة، مؤكداً أن مصر لديها قضية عادلة في ملف سد النهضة ، مشددا على ثبات موقفها فى هذا الملف، حيث الرفض التام لحدوث أى اضرار قد تنشأ عن هذا السد الاثيوبى، الذى تم بناؤه بطريقة أحادية.
وأكد سويلم، أن مصر تطالب بتطبيق القانون الدولى بكل بنوده ومواده فيما يتعلق بسد النهضة، موضحاً أن القاهرة تتحرك فى هذا الملف لحماية مصالح وحقوق الشعب المصرى فى المياه، خاصة وأن القاهرة تخشى أن يقلص السد الإثيوبي إمداداتها الشحيحة من مياه نهر النيل، التي يعتمد عليها سكانها البالغ عددهم أكثر من 100 مليون نسمة، بأكثر من 90% في الشرب والزراعة.
وجاءت التصريحات الأخيرة لوزير الموارد المائية والرى لتجدد التساؤلات بشأن خطوة مصر المقبلة في هذا الملف المتعثر منذ ما يقرب على عقد من الزمن.
فيما يرى خبراء موارد مياه، أن إثيوبيا لن تتراجع عن خطواتها المتتالية فى ملف سد النهضة ، محذرين من تأثيرات هذا السد خاصة فى حالة الجفاف التى قد يحدث فيها أزمة مياه قادمة، حيث كشف الخبراء أن حجم مخزون بحيرة سد النهضة يبلغ 35 مليار م3 منذ فبراير الماضى، وفتحت إثيوبيا بوابتي التصريف فى 31 أكتوبر و8 نوفمبر الماضيين لخفض منسوب البحيرة وتكملة خرسانة الممر الأوسط، حتى يمكن أن تبدأ أديس أبابا الخزين الخامس، والذي سيستمر حتى العاشر من سبتمبر المقبل، بكمية تقدر بحوالي 23 مليار م3 ويقف عند منسوب 640 م فوق سطح البحر، موضحين أن أديس أبابا قد حجزت في 4 سنوات مضت، نحو 41 مليار متر مكعب، وتستعد حاليًا لما يعرف بـ”الملء الخامس”، دون إعلان رسمي عن حجم التخزين.
من جانبه، أوضح دكتور ضياء القوصى، خبير المياه ومستشار وزير الرى الاسبق، أن مصر تعاملت مع أضرار سد النهضة “بتكلفة ما”، موضحاً أن هناك حالتين من المهم الالتفات لهما والتعامل خلالهما مستقبلا، الأولى التخزين في فترات الجفاف المطول، والثانية إعادة الملء بعد الجفاف المطول، مضيفاً أن إجمالي التخزين في سد النهضة على مدار السنوات الأربع الماضية كان 41 مليار متر مكعب، ثم فتحت إثيوبيا بوابتي التصريف لمدة ثلاثة أشهر قبل غلقهما نهاية يناير الماضي بعد تصريف نحو 6 مليارات متر مكعب وانخفاض منسوب البحيرة نحو 10 أمتار، حتى ظلت كمية المياه في البحيرة ثابتة عند 35 مليار متر مكعب خلال الأشهر القليلة الماضية؛ نظراً لتساوي كمية المياه التي تأتي عند سد النهضة من بحيرة تانا مع الكمية التي تخرج منه بعد تشغيل التوربينين، إلى أن بدأت الأمطار في الزيادة في نهاية يونيو الماضي وأصبح الوارد أكبر من الخارج.
وأشار إلى أن التخزينات السابقة كانت تبدأ بعد تعويض الكميات التي يتم صرفها من خلال بوابتي التصريف، وبدأ تعويض الستة مليارات السابقة حيث ارتفع منسوب البحيرة نحو 2 متر بإضافة نحو مليار متر مكعب واحد خلال الأسبوعين الماضيين، ومع زيادة الأمطار التدريجي ستستعيد البحيرة باقي الستة مليارات يوم 20 يوليو الجاري، عند متوسط إيراد يومي نحو 250 مليون متر مكعب يوميا، بعدها يبدأ التخزين الخامس.
التعليقات متوقفه