إيمان كريم:  تستعرض جهود الدولة المصرية لتعزيز العمل المناخي الشامل لمنظور الإعاقة

5

أكدت أيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أن غالبية الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون في فقر، مما يجعلهم أكثر  الفئات معاناة من آثار تغير المناخ وفقدان فرص كسب العيش والدخل الأمر الذي يسبب التشرد والجوع وآثاره الضارة على صحتهم، كما أن اعتمادهم على استخدام الأجهزة التعويضية والوسائل المساعدة والتي تفقد أو تتلف خلال الكوارث والتي يصعب توفيرها من ضمن مواد الإغاثة الامر الذي يعرضهم إلى صعوبات في التنقل وإمكانية الوصول إلى أي خدمات أخرى… جاء ذلك خلال مشاركتها ،في فاعليات المؤتمر الإقليمي الثاني لتشبيك التعلم في تعزيز الصحة الإنجابية والجنسية للأشخاص ذوي الإعاقة، والذي انطلقت فعالياته في مملكة البحرين خلال الفترة من 13 إلى 16 أكتوبر الجاري، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين،

وأشارت المشرف العام على المجلس خلال المؤتمر إلى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي تأتي في إطار الالتزام الدولى لتنفيذ بنود اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة التي صدقت مصر عليها عام 2008، خاصة المادة 11 التى تؤكد على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يوجدون في حالات تتسم بالخطورة، بما في ذلك حالات النزاع المسلح والطوارئ الإنسانية والكوارث الطبيعية والمادتين 18-20 في حرية التنقل، وأن التشريعات الوطنية في هذا الشأن ترتكز إلى الدستور المصري 2014 الذي أولى اهتماما بالغا بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حيث نص في أكثر من مادة على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومساواتهم مع الآخرين ، ليمثل القانون المصري رقم (10) لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ولائحته التنفيذية الإطار التشريعي والقانوني لضمان تمتعهم بجميع حقوق الإنسان، وتعزيز كرامتهم ودمجهم في المجتمع. كما كفل لهم الحق في الإتاحة والتيسير واتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة.

وفيما يتعلق بالتغيرات المناخية قالت الدكتورة إيمان ، رغم أن مصر تعد من أكثر الدول المعرضة للمخاطر الناتجة عن تأثيرات التغيرات المناخية على العديد من القطاعات مثل السواحل والزراعة والموارد المائية والصحة والسكان والبنية الأساسية الا أنها من أقل دول العالم إسهاما فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى عالميا بنسبة 0.6% من اجمالى انبعاثات العالم.

و أشارت الدكتورة إيمان كريم، إلى الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050 والتي بموجبها تم إنشاء المجلس الوطني للتغيرات المناخية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1912 لسنة 2015 والمعدل بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1129 لسنة 2019 بالتشكيل والصلاحيات الجديدة له، وأطلقت مصر عام 2022 الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050، التي تم إعدادها بناءً على نهج تشاوري مع جميع الجهات المعنية، وتضمنت الاستراتيجية المنظور الشامل للإعاقة في هدفها الثاني وهو: ” بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ” وهدفها الفرعي المتعلق بحماية المواطنين من الآثار الصحية السلبية لتغير المناخ – الأشخاص ذوي الإعاقة كما يلي: توجيه اهتمام خاص بالمواطنين ذوي عوامل الخطورة الخاصة كالمرأة وخاصة الحوامل والمرضعات والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والمرضى.

وتوعيتهم بالمخاطر الصحية التي يفرضها تغير المناخ، وتطوير برامج دعم الفئات المتأثرة والتأكيد على إيجاد مصادر رزق بديلة خاصة للفئات الأكثر ضعفا كالمرأة وخاصة الحوامل والمرضعات والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والمرضى في المناطق الأكثر فقراً والأقل قدرة على البحث عن مصادر رزق بديلة، هذا بالإضافة إلى توفير مصادر للتغذية السليمة في المناطق الأكثر فقراً مع التركيز على الفئات المستضعفة.

وقدمت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، عدد من التوصيات التي مثلت المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة وتم اعتمادها خلال فاعليات المؤتمر والتي من شأنها تعزيز العمل المناخي الشامل لمنظور الإعاقة وتمثلت في: استمرار التنسيق والتعاون المثمر لتفعيل ممارسات شاملة للجميع في إطار يلبي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة تنبثق وتدعم حقوقهم لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ فى مصر 2050 و تعزيز العمل المناخي الشامل لمنظور الإعاقة في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتوافر نظم دعم للأشخاص ذوي الإعاقة أوقات الكوارث والأزمات مدربة وتوفير مساعدين شخصين لهم ومعدات طبية وخدمات لمواجهة الآثار السلبية و إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة كجزءاً لا يتجزأ من عملية تنمية الاقتصاد الأخضر وتعزيز تمويل المناخ الشامل للإعاقة وتنفيذ سياسات شاملة للأشخاص ذوي الإعاقة استناداً إلى مؤشرات كمية ونوعية وتعزيز سبل التواصل والتعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية وأصحاب المصالح لدعم إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في برامجهم ومبادراتهم الحالية والممارسات الفعلية وخططهم المستقبلية وتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة ومنظماتهم في وضع السياسات والخطط المستقبلية للبرامج والمشروعات والمبادرات التي تهدف تخفيف الآثار السلبية للتغيرات المناخية وكيفية التكيف معها وخاصة في مجالات الصحة والأمن الغذائي وكسب العيش والسكن اللائق وبناء قدرات وتنمية مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال برامج تدريبية متنوعة ومتاحة بما يتناسب مع مختلف أنواع الإعاقات، بما يمكنهم من الصمود و التكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ، وتعزيز حمايتهم الاجتماعية وقدرتهم على الصمود في مواجهة تلك الآثار، وضمان حصولهم على المعلومات ووصولهم للخدمات المتاحة.

التعليقات متوقفه