لا نيه للحذف”… بعد تعدد الشكاوى من صعوبة المناهج .. هل يتحدى وزير التربية والتعليم أولياء الامور؟

7

،، بعد إنقضاء ثلاثة أسابيع من العام الدراسى الجديد 2024/2025، مازالت صعوبة المناهج التعليمية تثير القلق لدى الطلاب وأولياء الامور، وذلك على مستوى المرحلتين الابتدائية والاعدادية ، وتحديداً مناهج الصف الاول الاعدادى والتقييمات الاسبوعية لصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائى، الامر الذى تسبب فى حالة واسعة من الجدل داخل المدارس بعد شكوى أولياء الامور من غموض الرؤية وعدم فهم تلك النقاط ،حتى أصبح هناك مطالبات من المعلمين قبل أولياء الامور بإعادة النظر فى المناهج.

أزمة كبيرة أثارتها المناهج التعليمية التي يدرسها الطلاب، خلال العام الدراسى الحالى، حيث أشتكى بعض أولياء الأمور من صعوبة المناهج، وامتلائها بالحشو، وعدم مخاطبتها للمراحل العمرية للطلاب الذين يدرسونها، حيث تضمنت مطالب أولياء الامور استحداث لجنة لتطوير المناهج من الشباب تضم أولياء الأمور، وخبراء تعليم وأطباء نفسيين، تبسيط وتقليل كم الحشو والسلبيات في المناهج بحيث تتناسب مع عمر التلاميذ وإدراكهم، ، تدريب المعلمين خلال الإجازة الصيفية وإلحاقهم بدورات خاصة بالمناهج الجديدة، وعدم إضافة المواد الخاصة بالأنشطة والمهارات إلى المجموع، بالاضافة الى إلغاء أعمال السنة حتى لا يكون الطالب وولي الأمر تحت رحمة الدروس الخصوصية، خاصة بعد أن أعلن الوزير أنه مخصص 5 درجات للتقييم الأسبوعى و5 لكراسة الواجب و5 درجات للمواظبة والسلوك و10 درجات لاختبار الشهر، مشددة على استمرار أعمال التقييمات للطلاب ولن يتم إلغائها، مؤكدا أن كافة القرارات والآليات المعلنة منذ بداية العام الدراسي بما في ذلك الآليات المتعلقة بأعمال السنة كما هي دون أي تغيير.

فى البداية، يقول وليد نور الدين – ولى أمر – إن المناهج الدراسية تمثل جوهر العملية التعليمية وأساس نجاحها لخلق جيل متعلم، لكنها أصبحت عائقاً أمام التحصيل الدراسى للطلاب سواء فى المدارس الحكومية أو الخاصة أو التجريبية، موضحاً أن ابنه فى الصف الاول الاعدادى ، وحتى الان لم يحصل أى شىء فى مادة الرياضيات واللغة الانجليزية تحديداً، مؤكدا أن المعلمين أنفسهم يشكون صعوبة المقررات فى هذه المواد ، مضيفا:” فمابالنا بالطالب!!”

ويرى نور الدين، ضرورة فى أن يستمع الوزير لمطالب وشكوى أولياء الامور ، خاصة وأنهم يساندون أى تطوير فى المناهج التعليمية بشرط أن تتناسب والمرحلة العمرية للطلاب وكذلك تناسب استعابهم وتراعى الفروق الفردية بين الطلاب، متسائلاً على أى اساس وضعت المقررات الجديدة للصف الاول ، وهل يتمت استشارة موجهين هذه المواد؟ وإذا كان تم ذلك فلماذا يشتكى المعلم منها أيضاً؟!

 

التطبيق

فيما ترى منى أنور- ولية أمر- أن المناهج التعليميه يجب أن تكون مناسبة من حيث المضمون والمحتوى أكثر من ذلك للطلاب، موضحة أن الاهتمام بالمحتوى لا ينفى أن الاهمية الاكبر تكمن فى اسلوب التطبيق، فالمدرس غير المدرب لا يستطيع توصيل المعلومة الصحيحة للطلاب، وهنا علينا الاشارة الى أن دور المدرس ليس فقط توصيل المعلومة انما شرحها بطريقه مبسطة حتى يستطيع الطالب فهمها، فكيف له أن ينجح فى ذلك وهو يفتقد التدريب على كل ما هو جديد تمت إضافته على المناهج.

وأضافت منى، أن إدخال تغير جذرى على مناهج ومقررا لصف دراسى ، من المفترض ان طلابه مازالوا يتعلمون كيفية التعامل مع مرحلة عمرية جديدة، بمعنى أن الطالب بالصف الاول الاعدادى مازالت مدركاته تتعلق بالمرحلة الابتدائية بتفاصيلها والمقررات الجديدة بالاعدادى لم يستوعبها، وهو ما يتطلب أن يكون التغيير مناسبا لذلك وأن يكون تدريجياَ أيضا ، علاوة على ذلك أختار الوزير تغيرات تتعلق بمواد هى من الاساس صعبة بطبيعتها كالرياضيات واللغة الانجليزية وهما مادتين أساسيتين وتضاف للمجموع وهو ما تسبب فى قلق الطالب.

وشاركها الرأى محمود خالد- مدرس لغة انجليزية بالمرحلة الاعدادية، حيث يرى أن مادة اللغة الانجليزية بطبيعتها تتطلب أن يكون التلميذ مؤسس فيها بداية من المرحلة الابتدائية حتى يمكننا نحن كمعلمين استكمالاّ على ذلك تدريس مقررات المرحلة الاعدادية لذلك كان من الاولى أن يكون التطوير أو التغير فى مادة اللغة الانجليزية فى المرحلة الابتدائية سواء من للصف الرابع أو السادس ، مشيرا الى أن المدرس الجيد هو الذى يشرح المنهج ويبسطه ويجعل الطلاب يقبلون عليه بحب، ولكن حتى يحدث ذلك كان من الضرورى تدريب المعلمين على ما طرأ من تطوير فى المناهج قبل بدء العام الدراسى، مضيفا:” الوزير تحدث عن التطوير منذ شهور وكان يجب أن نتدرب خلال اجازة الصيف وقبل بداية الدراسة ، ولكن لم يحدث ذلك ، والان وبعد دخول المدارس يتم استدعاء معلمى المادة للخضوع للتدريب أثناء اليوم الدراسى وهو ما  ينعكس على الطلاب بالسلب سواء لضياع وقت خلال اليوم الدراسى بغيابنا عن المدارس أو بعدم الالمام حتى الان بالمناهج الجديدة.

 

التقييمات

على جانب أخر، مازلت تتوالي مطالب أولياء أمور تلاميذ صفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي، التي تنادي بتخفيف المناهج، ، فقد بعثوا العديد من الرسائل التي استغاثوا فيها بالوزير، مستغلين وجوده ومتابعته لجروب حوار مجتمعي تربوي عبر تطبيق واتس اب، مطالبين بإلغاء ” التقييمات الاسبوعية والواجب المنزلى ” الذى فرضه الوزير، وهى أمور لم يفهمها الطلاب والمعلمون حتى الان.

وقد أوضح أولياء الامور أن المعلمين فى تلك الصفوف يشرحون المواد بطريقة سريعة فضلاً عن تحديد امتحانات يومية مكثفة، مما يشكل ضغطاً على التلاميذ والطلبة، إذ سيتم إكمال المنهج المقرر دون فهم للمادة التي هي بالأساس صعبة وتحتاج لأكثر من حصة لفهمها.

فتقول حسناء أحمد- ولية أمر- لطالبين بالصف الرابع والسادس الابتدائى، المعلمين داخل الفصول منذ اليوم الاول للدراسة وهم يطالبون التلاميذ بالدخول على موقع الوزارة على الانترنت وطباعة التقييمات الاسبوعية لكل المواد وحلها وتسليمها نهاية كل اسبوع، وهو امر مكلف جدا لولى الامر ومجهد له، اضافة الى عدم فهم الاغلبية لطريقة حل هذه التقييمات، لذلك يجب إعادة النظر فيها ، خاصة وأن المعلمين يؤكدون ان عليها درجات من أعمال السنة.

وأوضحت حسناء، أن أغلب الأسر تلجأ إلى موقع اليوتيوب، الذي ينشر دروساً لمختلف المراحل الدراسية يتم تقديمها من قبل أساتذة أكفاء وبطرق سهلة وواضحة،

خاصة وأن هناك معلمين لا يتمكنون فى توصيل المعلومات بشكل مبسط للتلميذ ، وذلك فى ظل الاستعانة بمعلمين من غير تخصصات هذه المواد، فمثلا ابنى يدرس له الرياضيات معلمة الحاسب الالى ونفس الشىء فى مادة التربية الدينية يدرسها معلمة نشاط التربية المسرحية بالمدرسة، وهو وضع مرفوض تماما ، فكيف لوزير يتحدث عن تطوير ويسمح بمثل هذه التجاوزات مهما كانت الاسباب.

وكانت المفاجأة- فى رأى هناء محمود- معلمة حاسب ألى- والتى أكدت انه تمت اضافة عدد من الحصص للنصاب الخاص بها فى غير تخصصها ، حيث أصبحت مطالبة بتدريس مادة الرياضايات لتلاميذ الصف الرابع ، مشيرة الى أن مدير المدرسة أكد أن ما يحدث هى ” تعليمات الوزير” بسد العجز بأى تخصص مادام حاصل على مؤهل تربوى الى جانب تخصصه الاصلى.

وأضافت هناء، أن هناك خطة دراسية لها سقف زمني محدد لإكمال المنهج

المقرر ومراجعته قبل انتهاء الفصل الدراسى، ولا يمكن التجاوز على التوقيتات نظراً لتعرض المعلم أو المدرس للمساءلة من قبل جهاز الإشراف التربوي.

علق محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على شكاوي أولياء الأمور ومعلمين الصف الأول الإعدادي، من كثافة المنهج الدراسي وعدم تناسبه للمرحلة العمرية للطلاب.

 

لا حذف

ومازال وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، محمد عبد اللطيف، يواجه نفس التحديات التى واجهها قبله وزراء اخرين تحدثوا عن التطوير والتغير ، وأول هذه التحديات هم أولياء الامور والمعلمين ، طرفان لا يمكن الاستهانة بهما أو تجاهلهما، فقد ضرب عبداللطيف برأيهما عرض الحائط، فبعد تعدد شكاوى أولياء الامور من صعوبة المناهج لطلاب الصف الاول الاعدادى وغموض الرؤية فيما يتعلق بتقييمات صفوف النقل بالمرحلة الابتدائية، جاء رده على الاول بـ ” لا نيه للحذف”، موضحا إنه يتم حاليا مراجعة المناهج الدراسية للصف الأول الإعدادى بعد ورود شكاوى من عدم مناسبة المناهج للمدة الزمنية للعام الدراسي الجديد، مؤكدا أنه لا نية للحذف من المناهج، وأضاف أن المنهج استكمال لنظام التعليم الجديد المطبق بداية من رياض الأطفال 2، مشيرا إلى أنه منهج جيد جدا بشهادة الجميع، ولكن ” من هم الجميع المقصودين فى رأى الوزير؟!”

من جانبها، يرى دكتور تامر شوقى، الخبير التربوى، أن شكوى أولياء الامور من صعوبة المناهج ليست الاولى نم نوعها ولن تكون الاخيرة، مشيرا الى أن المناهج فى بعضها قد تكون غير مناسبة فى بعض المواد للمرحلة العمرية للطلاب ، وهو الامر الذى أشارنا اليه كـ خبراء تعليم عندما تحدثنا عن تحليل المناهج الجديدة التى وضعتها الوزارة واتضح أن مناهج الصف الرابع الابتدائى تدرس لطلاب المرحلة الاعدادية بمدارس بدول أخرى، مشددا على ضرورة تطبيق توصيات لجان تطوير المناهج بتعديل بعض الاجزاء بما يتناسب والمراحل العمرية والقدرة الاستيعابية للطلاب بالاضافة الى سرعة تدريب معلمى هذه المواد وتأهيلهم لتوصيل المقررات الدراسية بصورة مبسطة للطلاب والتلاميذ.

التعليقات متوقفه