كيف نواجه الفتنة الطائفية في مصر؟

51

كمال زاخر: خلايا نائمة من الإخوان والسلفيين تواصل إشعال الأزمة

 القس رفعت فكرى: المتطرفون يحتاجون لمعالجة فكرية قبل الأمنية

محمود علم الدين: لابد أن تلعب الدراما دورًا في مواجهة المتطرفين

تحقيق : عماد وديع غطاس

ما شهدته محافظة المنيا منذ أيام من مشاجرات جديدة بين مسلمين ومسيحيين، أعاد على السطح مجددًا شبح الفتنة الطائفية، وهو الأمر الذي يجب معالجته من جذورة منعا لتكرراه .. ويشير خبراء، إلى أن  وقود الفتن الطائفية هو انتشار السلفيين فى بعض محافظات مصر وسيطرتهم عليها وتراجع دور الدولة وهيبتها واحتواء الاعتداءات الدائمة على المسيحيين بالصلح تحت الضغط والتهديد والوعيد او تسمية ما يحدث بأنه حادث فردى وكأن من قتل وحرق بيوت الاقباط ومحلاتهم وتهجيرهم من منازلهم أو تعرية سيدة مسنة ليس عنفًا ضد الاقباط، بالإضافة إلى استبدال بيت العائلة بدلاً من تطبيق القانون ليتم الصلح عنوة بين الجانى والمجنى عليه وفيه يتنازل الضحايا عن كل حقوقهم .

*صراع

وعن هذه الأحداث المشتعلة كشف الباحث والمفكر القبطى  كمال زاخر لـ”الاهالى” أن ما يحدث هو صراع بين القديم والحديث  أو الموروث المتخلف والدولة الحديثة وأن هذا نتيجة ما نعانى منه من الجهل والفقر والمرض، وأضاف أننا نتعامل مع الأزمة ولا نضع فى الاعتبار أننا فى القاهرة ونتعامل مع الصعيد كأننا شيء واحد، فى حين أن منطقة الصعيد لها  ظروفها وطبيعتها الخاصه بين طبقاتها الاجتماعية ولها التعامل الخاص بها .

وعلق المفكر القبطى “زاخر” على أحداث محافظة المنيا وتكرار الفتنة الطائفية بها، حيث قال إنها محافظة تعد رمزاً للتناقضات وتحتضن أكبر مؤسسات التنمية البشرية ويوجد بها أكبر تجمع لجذور الجماعات الإرهابية والخلايا النائمة بداية من حزب الوسط وصولا إلى الإخوان والسلفيين كما أن بها أكبر رجال أعمال فى مصر وأكبر نسبه فقر وأن غالبية المصريين يلقون مصرعهم فى الخارج بحثا عن لقمة العيش.. وعن الفكر السائد لدى المعتدين من المتطرفين على الاقباط،  قال “القس فكرى”  إنهم مختلين فكريًا لأنهم يظنون أنهم بمفردهم فى هذا العالم الذين يملكون الحقيقة المطلقة ويعانون التعصب الأعمى ويرفضون  الرأى والفكر الآخر، لذلك يعتبرون أن الكنائس ديار كفر وفسق ومن ثم يتم الاعتداء عليها.. وقد نوه زاخر، إلى  أن ثورة 25 يناير كانت ثورة تطالب بحقوق ولكن ثورة 30يونيو كانت ثورة تطالب باسترداد وطن، وأضاف أن ما أظهره الأقباط من قوة وتكاتف فى حماية الوطن والوحدة الوطنية  يرغب الإخوان والسلفيون ويريدون العودة من خلال الضرب فى الاقباط للإساءة للقيادة السياسيه والدولة.. وعن افضل السبل لعلاج هذه الأزمات أشار فكرى، إلى أن المرحلة القادمة تعتبر من المسئوليات الجسام وهى إعادة تأهيل المختلفين فكريا .. وإذا لم يقم المثقفون والليبراليون والتنويريون بواجبهم الوطنى والحضارى فقولوا على مصر السلام .. وقد استطرد زاخر المزيد من الحلول لهذه الاحداث المشتعله حيث قال لابد من التخلص من الانتماءات الضيقه ويكون الانتماء الأكبر للوطن وبناء حائط صد ضد الهجمات الايدلوجية والاسلامية المختلفة التى هى ضد الوطن، واشار إلى أن الصلح هو السبب الأكبر لتكرار هذه الاحداث، مؤكداً أن تقديم هذه الجرائم تحت اسم الفتنة الطائفية هو تبرير ساذج للحدث وشدد على الإيمان بفكرة التعدد والعمل بالتعليم والإعلام والثقافة وأنه الركيزة لتشكيل الوجدان المصرى، وأشار أيضا، لابد من العودة لدولة القانون بحسم والعمل على تنمية عقل الإنسان المصرى البسيط.

*متطرفون

القس رفعت فكرى فى  تصريح  لـ”الأهالى”  قال إن هؤلاء المتطرفين  يحتاجون لمعالجة فكرية قبل المعالجه الامنية وأضاف أن هذه الاحداث ليست الاولى من نوعها وغالباً لن تكون الاخيرة، فالتاريخ خير شاهد على ذلك منها الاعتداء على كنائس الخانكة وأبو قرقاص والكشح والعديسات والعياط ومحرم بك وغيرها الكثير، وفى هذا السياق قالت الإعلامية الدكتورة لمياء محمود نائب رئيس صوت العرب، إنها ترى ضرورة معاقبة الجناه بالقانون وبشكل سريع وحاسم ولا يجب ان يشعل الإعلام الموقف، خاصة إذا كان طرفا النزاع مسيحى ومسلم، حيث اشارت إلى أن الاخوان والسلفيين يساعدوا فى اشعال نار الفتنه للاساءة للدولة وترسيخ فكرهم المتطرف فى المجتمع المصرى.

*التوعية

وفى هذا السياق اشار الدكتور محمود علم الدين أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة، لـ”الاهالى”  حيث قال لابد من التوعية فى هذه المحافظات لأن المعنيين بالمشكلة بسطاء ولابد من التوعيه بشكل تراكمى بحيث يساعد فى التغيير للتوجهات وأضاف لابد من وجود دور للدراما وبرامج التوك شو  ليلعبوا دوراً مهماً، بالإضافة إلى التوعية فى مراكز الشباب ووزارة الاعلام وهيئة الاستعلامات وشدد على أن تهتم المدارس بالطفل لأنه مادة خام وتوعيته وثقله جيداً حتى لا يتلقفه التيار المتشدد.. وأكد أهمية الإعلام لعلاج هذه الأزمات، حيث أشار إلى انه لايجب للإعلام أن يحول تلك القضايا غلى قضايا رأى عام، خاصة عندما يكون طرفيها مسلمين واقباط واضاف يجب ان تكون هناك توعيه من رجال الدين المسيحى والاسلامى عن طريق الاعلام وان يتعامل الاعلام مع هذه القضية على أنها قضية مجتمع وليس قضية بين المسلمين والمسيحيين مع عدم نشر الخلاف إعلامياَ، بالإضافة إلى تطبيق القانون وعدم هدم قيمنا الاجتماعية والروحية والأخلاقية مع عدم إرضاء أطراف على حساب أطراف آخرين.

التعليقات متوقفه