الشرقية: ارتفاع سعر طبق الفول إلى 16 جنيها

104

لم يعد الفول المدمس  والمعروف بالوجبة الشعبية الأولى  بمصر طعامًا للطبقات الفقيرة كما كان بعدما  ظل لعشرات السنوات  ملاذًا آمنًا لهم من موجة الغلاء التى تصيبهم من آن لآخر، ولم يعد بائع الفول يرفع شعاره المعروف ( ان فاتك الفول انا غير مسئول )  وذلك بعد أن قرر بائعوه رفع ثمن الكيس الواحد  المحتوى على مائة جرام  مطبوخ ( مدمس ) من فئة جنيه إلى جنيهين، تأثرًا بقرر محافظ البنك المركزى بتحرير سعر الصرف وما ترتب عليه من انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار.
وتحول  طبق الفول من طعام الغلابة والبسطاء إلى طعام الأغنياء وميسورى الحال والمقتدرين هذا ما يراه سامح عزازى المحاسب بمجلس مدينة الزقازيق حيث قال:  الفول المدمس كان طوال العقود الماضية طعامًا دائمًا لمحدودى الدخل من فئة البسطاء والغلابة  ومعدومى الدخل أصحاب الدخول الضعيفة وغير الثابتة من العمالة اليومية والباعة الجائلين وأصحاب الأعمال الحرة وصولاً للموظفين  البسطاء بمختلف مؤسسات الدولة سواء الخاصة او الحكومية  وذلك لرخص سعره وسهولة الوصول إلى بائعيه سواء فى المحال التجارية أو على العربات المتنقلة، بالإضافة إلى احتوائه على نسبة عالية من عنصرى الكالسيوم والفسفور المكونين الرئيسيين للعظام والغضاريف والأسنان والأنسجة والدم، ولاحتوائه على نسبة بروتين تعادل نصف كمية البروتين الموجودة فى اللحوم، فأصبح هو الطعام الأول وبلا منازع  لكل هذه الفئات للوجبات الثلاث على مدار اليوم، لكنه لم يعد مصدرا رئيسيا على المائدة بعد تعويم الجنيه.
وأشار محمد إبراهيم صيام، من أهالى مركز بلبيس، إلى أن الفول من الأطعمة المُقدسة التى تحتل مكانًا أساسيًا على مائدة الإفطار فى كل بيت فى مصر  لتميزه بالطعم اللذيذ وسعره الرخيص وقيمته الغذائية العالية،  معربا عن صدمته وكل محدودى الدخل بعد امتناع بائعى الفول عن بيع المائة جرام  بجنيه، قائلاً: «المُرتب هيكفى إيه ولا ايه لافتا إلى ارتفاع أسعار الزيت والسكر والأرز والخضراوات والأدوية والمواصلات إلى أضعاف أسعارها السابقة.
فيما أكدت سعدية العوضى احمد ربة منزل بمركز ديرب نجم، أن بائع الفول أخبرها بأنه لن يستطيع بيع كيس الفول إلا بجنيهين، وفى حالة اعتراضهم سيقلل كمية الفول إلى نصف الكمية التى كانوا يحصلون عليها من قبل، وذلك إرضاء لهم وللحفاظ عليهم كزبائن دائمين له، لافتة إلى أن طعام الإفطار بالفول المدمس أصبح عبئًا ماليًا عليهم بعد ما تربع على مدار السنوات الماضية على مائدة الإفطار نظرًا لتكلفته الأقل من باقى الوجبات الغذائية الأخرى.
وأوضح مجدى الشحات «مُحاسب» من أهالى مركز منيا القمح، أن ميزانيته الشهرية لوجبة الإفطار خارج المنزل زادت بنسبة 50 %، مؤكدًا أن سعر طبق الفول العادى ارتفع من 4 جنيهات إلى 7 جنيهات والفول بالزبدة ارتفع من 10 جنيهات إلى 16 جنيهًا، وسعر ساندوتش الفول والطعمية ارتفع من جنيهين إلى 3 جنيهات، وهو ما جعله ينصرف عن  بائعى الفول توجه إلى البحث عن البدائل الأقل تكلفًة.
وأرجع الحاج محمود محمد الصعيدى، أشهر بائعى الفول المدمس بالشرقية  هذه الزيادة إلى أن طن الفول الجاف البلدى ارتفع من 8 آلاف جنيه إلى 11 ألف جنيه، والمُستورد الذى يتم استيراده من دول أستراليا وإنجلترا وفرنسا من 5 آلاف جنيه إلى 7 آلاف جنيه، وذلك بعد قرار تعويم الجنيه وما ترتب عليه من زيادة سعر لتر السولار من 180 قرشًا إلى 235 قرشًا، ما تسبب فى زيادة أسعار نقل الفول من التُجار الرئيسيين إليهم، مؤكدًا أن هذه الزيادة ليس لهم ذنب فيها وإنهم مستاؤون منها بعد ما قل إقبال المواطنين على شراء الفول، وهو ما سيؤثر بالسلب على عملهم وأسرهم مطالبا الحكومة بالتدخل للعمل على التوسع فى زراعات المحاصيل التى تدخل فى الأغذية الرئيسية للمواطن المصرى كالفول والعدس والأرز.

التعليقات متوقفه