شكشكة: مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى وبخل السكندريين  

99

فى كل دول العالم تعتبر إقامة  مهرجان دولى أهم حدث على مدار العام يحتشد له سكان المدينة و تجارها  مع الجهات المسئولة المعنية لكى يخرج فى أفضل صورة. وقد أقيم مهرجان الاسكندرية السينمائى الدولى لدول حوض البحر المتوسط في دورته الثالثة والثلاثين بعد أسبوع واحد من انتهاء الدورة الأولى لمهرجان الجونة على شاطيء البحر الأحمر التى صاحبتها دعاية ضخمة ليس لمنتجع الجونة فقط و لا مدينة الغردقة بل لرجلى الأعمال الشقيقين ساويرس اللذين مولا المهرجان وحدهما ، و بعد النجاح الساحق لدورته الأولى فتحوا الباب للرعاة الخارجين حتى لا يبخسوا أسعار الرعايات وهو ما حدث بالفعل وبدأت الشركات تخاطبهم .

لقد عشت فى الثغر السكندرى فترة طويلة من حياتى و أعرف تماما أنه يحظى بعدد كبير من أهم رجال الأعمال المصريين الذين حازوا ثروات طائلة بمشروعات ناجحة ، و اقامة مهرجان فى نهاية موسم الصيف لابد و أن ينعش السياحة و التجارة للمدينة ، خاصة و أنه حدث دولى يستضيف نجوم سينما و صحفيين مصريين و أجانب ، و يستعيد للمدينة الكوزموبوليتانية المفتقدة التى اشتهرت بها منذ أن أسسها الاسكندر الأكبر ، كما أنه فرصة نادرة ليستمتع أبناء الثغر بمشاهدة أفلام مميزة من مصر وكل مدن البحر الأبيض المتوسط . لذلك كنت أتوقع أن يقدم رجال الأعمال السكندريون كل ما يملكون من دعم مادى و معنوى الى مهرجان مدينتهم . إلا أن المهرجان لم يحظ إلا بالدعم المالى الذى  قدمته كل من وزارة الثقافة و محافظة الاسكندرية . .

و رغم قلة الامكانيات المالية و ” بخل” رجال الأعمال السكندريين يحسب للزميل الأمير أباظة رئيس مجلس ادارة الجمعية الحالى و المسئول عن المهرجان و كل زملائه النجاح الكبير الذى أحرزه المهرجان لأسباب كثيرة أولها اختيار الهجرة غير الشرعية كموضوع أساسى للدورة ، ثانيا اطلاق اسم  الفنان الكبيرحسين فهمى على الدورة ثالثا مجموعة الفنانين الذين تم تكريمهم ومن بينهم جبرتى الدراما محفوظ عبد الرحمن و الناقدة الكبيرة نعمة الله حسين و الفنانة صفية العمرى والفنان حسين فهمى الذى اُطلق اسمه على الدورة . و أخيرا اختيار فيلم “المهاجر” للعرض فى الافتتاح وهو بطولة وإخراج النجم العالمي تشارلي تشابلن، تم إنتاجه في عام 1917،و يحكى تجربة شابلن الحقيقية بعد سفره من بريطانيا الى أمريكا على ظهر سفينة متهالكة بحثا عن عمل .

حضرت مهرجان اسكندرية السينمائى بالصدفة البحتة ، فرغم أنى عضو بجمعية كتاب و نقاد السينما منذ كان الكاتب الراحل كمال الملاخ رئيسا لها وشاركت فى أغلب دورات المهرجان ، ولكنى لم أحرص على المشاركة فى هذه الدورة بسبب افتقادى للصديقة العزيزة الناقدة عواطف عبد الرحمن التى كانت ترافقنى طوال أيام المهرجان سواء فى العروض السينمائية أو فى الندوات . كانت الراحلة عواطف تحرص كل الحرص على متابعة كل ما يخص السينما و شاء لها القدر أن ترحل عن عالمنا أثناء وجودها فى مؤتمر شرم الشيخ السينمائى فى مارس الماضى  . و فى اليوم التالى للافتتاح ذهبت الى الفندق لألتقى بزوجها الصديق الفنان المصور السينمائى رمسيس مرزوق ،  وفى ردهة الفندق التقيت بالأستاذ الأمير أباظة فما كان منه إلا أن أصر على حضورى المهرجان وبالطبع لم أرفض الدعوة وقداستمتعت بصحبة الفنانات الصديقات ونادية رشاد و سميحة أيوب و سميرة عبد العزيز و المخرجة الكبيرة إنعام محمد على.

 

التعليقات متوقفه