عاجل للأهمية: إدلب محافظة سورية.. وليست تركية!

133

فى القمة التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فى منتجع سوتشي، تم الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين قوات الحكومة السورية والمنظمات الإرهابية، وذلك فى 15 أكتوبر القادم، وتمتد مساحتها من 15 إلى 25 كيلومترًا. وصرح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بأنه لن تكون هناك عملية عسكرية فى محافظة إدلب السورية.
ومعلوم أن تركيا تضع ثقلها للحيلولة دون استرداد الجيش السوري لمحافظة إدلب، وهو ما تسعي إليه الولايات المتحدة أيضا.
بل إن تركيا تريد السيطرة على إدلب من خلال «إدارتها» للفصائل الإرهابية هناك لإحباط أي نشاط كردي.
ومن وجهة النظر التركية، فإن تحرير إدلب من سيطرة تنظيم جبهة النصرة الإرهابية يعني إحباط كل الجهود التركية التي بدأت منذ سبع سنوات عندما قامت بتوسيع لواء الإسكندرونة وضم مناطق سورية إلى أراضيها رغم أنها تزعم أنها تعارض تقسيم سوريا. كما أن تركيا نشرت على الأراضي السورية منذ عام 2016 نحو 30 ألف عسكري وتواصل تعزيز قواتها بكثافة.
ورغم تعهد تركيا، عدة مرات، بفصل ما يسمي بالجماعات المسلحة «المعتدلة» عن المنظمات الإرهابية.. لكن ذلك لم يحدث رغم انه لا توجد تنظيمات «معتدلة» فى حقيقة الأمر.
وليس هذا بالأمر الغريب، لأنه من الحقائق المعروفة أن «أبومحمد الجولاني»، زعيم جبهة النصرة (أو هيئة تحرير الشام) أو «القاعدة» يرتبط بعلاقات وطيدة مع المخابرات التركية.
والآن، يمكن القول إن استرداد إدلب لن يكون «نزهة قصيرة»، ولن يكون دفعة واحدة بل ربما يتخذ شكل «القضم المتدرج» لهذه المحافظة، وربما تتحول استراتيجية استعادة إدلب إلى مزيج من المساومات والصفقات والتسويات والمصالحات مع بعض الفصائل، ومعني ذلك أن هذه العملية سوف تستغرق وقتاً يطول أو يقصر تبعًا للتفاهمات بين بوتين وأردوغان. وإذا كان الرئيس التركي قد نجح فى تعطيل تحرير إدلب – بدعم أمريكي- فإنه من المهم تذكيره بأن إدلب محافظة سورية.. وليست تركية!

التعليقات متوقفه