د. عادل وديع فلسطين يكتب:حكاية جندي مصري

509

شجون مصرية

حكاية جندي مصري

د. عادل وديع فلسطين

حب الوطن يسري في دماء المواطن الحر … هو كالدماء تسري في الشرايين هو داخل القلب والعقل ومهما نسى الإنسان بلده أو تناسى ، فحب الوطن يطفو على السطح وفي لحظة يصبح الوطن هو الهدف والدفاع عنه فرضا والتضحية من أجله هي الهدف الوحيد .

أتذكر هذا بمناسبة العمل الفدائي الفردي الذي قام به الجندي البطل أيمن حسن يوم 26 نوفمبر 1990 هو جندي مصري كان مكلفاً بالخدمة الوطنية وكان يقترب من نهايتها لكن لم يكن يفصله شئ عن مخزون كراهيته لإسرائيل ، ولم يطق أن يرى جنودها أمامه على الحدود ، وبلغ غضبه مبلغه حين شاهد أثناء تأدية نوبتجيه جنديا إسرائيليا يمسح حذاءه بعلم مصر ، وفي مرة أخرى رأى نفس الجندي يفترش العلم ويمارس عليه أفعالاً غير أخلاقية مع مجندة إسرائيلية ، قرر أيمن الانتقام فتدرب 46 يوماً دون أن يعرف أحد ما ينتوي عمله ، وفي يوم العملية جمع أكبر كمية من الأسلحة والذخيرة من داخل الوحدة عبر الحدود وتوغل خمسة كيلو مترات .. هاجم سيارة إسرائيلية محملة بالإمداد والغذاء ثم سيارة جيب تابعة للمخابرات الإسرائيلية ، وبعدها أتوبيساً به عمال وضابط عميد من مفاعل ديمونه النووي واستمرت العملية لمدة ثلث ساعة وكان من ضمن القتلى الجندي الذي دنس العلم المصري.

رفض رئيس المنطقة العسكرية ج تسليمه لقوات حفظ السلام ، وكان رئيسها ينوي تسليمه لإسرائيل ، أما وزير الدفاع يوسف صبري أبو طالب فأعطي أوامره المشددة بعدم إتخاذ أي أجراء إلا بعلمه ، وعندما طلبت المحكمة تقريرا طبياً عن حالته .. جاء في التقرير أن هناك قصوراً في خلايا المخ ما يعني مرضه نفسياً ما أنقذه من حبل المشنقة .

ومن المصادفات الغريبة أن المجندين أيمن حسن وسليمان خاطر من نفس المحافظة ـ والمعروف أن سليمان خاطر كان قد نفذ عملية مشابهة وإن كان عدد القتلى مختلفا

وذلك أثناء تأدية خدمته الليلية .

بدأت المحاكمة العسكرية من منتصف ديسمبر 1990 واستمرت خمسة أشهر وفي يوم 6 أبريل 1991 قضت المحكمة بسجن أيمن 12 عاما وخرج من السجن عام 2000 .

*د. عادل وديع فلسطين   

التعليقات متوقفه