إقبال بركة تكتب:جمال عبد الناصر

530

شكشكة

جمال عبد الناصر

إقبال بركة

اشكاليات كثيرة في تاريخنا المعاصر توجب علي المتخصصين العكوف علي حلها والتوصل الي اتفاق حولها كى لا تصاب  الاجيال الجديدة بالحيرة و الاحباط و من ثم ينصرفون عن قراءة تاريخ بلادهم . من تلك الاشكاليات فترة حكم الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر حيث نجد اسئلة كثيرة تعارضت و تناقضت الاجابات عليها في مذكرات من شاركوا و كتبوا عن تلك الفترة  . فعلي سبيل المثال ،هل رفض ناصر اغتيال حسين سرى رئيس الوزراء قبيل الثورة  رغم اجماع الثوار علي ضرورة اغتياله , ولماذا  اختار مجلس الثورة اللواء محمد نجيب ليعلنوه قائدا للثورة ,ثم غضبوا  عليه وازاحوه و تجنبوه حتى وفاته , وما حقيقة علاقة ناصر بالماركسيين وبالاخوان,  قبل الثورة وبعدها ,و حقيقة خلافه مع المناضل الراحل يوسف صديق, ولماذا تعمد الرئيس الاسبق انور السادات  الذهاب الي السينما ليلة ثورة ٢٣ يوليو, وحقيقة علاقة الثوار بالسفارة الامريكية  بعد قيامهم بحركتهم ,وهل رفض جمال عبد الناصر اعدام الملك السابق فاروق رغم  اجماع الثوار علي اعدامه وما كان تفسيره لذلك ?! واسئلة اخرى تجد لها اجابات مختلفة لدى كل من كتب عن تلك الفترة . وما ان حلت الذكرى المائة لميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حتى اندفعت موجة صاخبة من الهجوم عليه و ادانته والحاق كل أخطاء المرحلة به  . الامر الغريب ان معظم المهاجمين من الشيوخ الذين عاصروه اما الشباب فلم يشاركوا في وليمة تجريحه. و شخصيا لم ابدأ مسيرتى الصحفية الا بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى ٢٨ سبتمبر عام 0 ١٩٧, ولكنى كنت من الرافضين لبعض سياساته اثناء دراستى بالجامعة مثل الاعتقالات و الحراسات والتأميم الذى رأيت فيه ظلما فادحا لمن تعبوا و اضافوا لاقتصاد البلد مشروعات كانت  ناجحة . كما رأيت انه من الجائز  تأميم شركات الاجانب خاصة الصهاينة امثال عدس و شيكوريل و جاتينيو و مزراحي وغيرهم  ولكنى لم  استوعب  الاستيلاء علي اراضي من ملاكها المصريين حتى وان كان بحجة توزيعها علي الفقراء . وقد وقع في يدى  كتاب جمال عبد الناصر للكاتب الروسي اجاريشيف الذى ترجمه د. سامي عمارة عام ١٩٨٣م .الكتاب  يحكي قصة حياة ناصر من الميلاد عام ١٩١٨ حتى الوفاة في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠م . والكتاب يزيح الستار عن معلومات كثيرة حول حياة الزعيم و يرد علي الكثير مما اشاعه عنه اعداؤه بعد ان  رحل الي دار البقاء . فإلي الأسبوع القادم لنستعرض آراء ذلك الكاتب الروسى .

التعليقات متوقفه