فى اليوم العالمي لمناهضة الختان.. الأمم المتحدة: 87 % نسبة ختان الإناث فى مصر.. «القومي للمرأة»: تنظيم حملات لطرق الأبواب خاصة بالتوعية

390

رغم صدور قانون بتغليظ عقوبة ختان الإناث منذ ثلاثة أعوام، فإن هناك العديد من المواطنين فى القرى والنجوع لا يزالون يعتقدون أن ختان الإناث عفة، وتزامنًا مع احتفال العالم باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، أشار تقرير صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن نسبة النساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة التي خضعن لختان الإناث بدايةً من عام 2015، تصل لــ87%، فى مصر، و19% فى اليمن، و8% فى العراق.
فيما أشارت دراسة لوزارة الصحة العام الماضي، عن تراجع نسب انتشار الختان من 74% وسط الفئة العمرية من 15 – 17 سنة 2008 إلى 61% عام 2014.
وأكد المسح السكاني الصحي لعام 2014، أن 52% من السيدات المختنات ذكرن أن الداية كانت مسئولة عن هذه العملية، و 52% من السيدات اللاتي سبق لهن الزواج وفى الفئة العمرية 15-45 سنة يعتقدن أن ختان الإناث مطلوب وفقا لتعاليم الدين و50% من السيدات يعتقدن أن الرجال يؤيدون استمرار ممارسة الختان.
ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي والمجتمع المدني والمؤسسات المالية الدولية لتقديم دعم فعّال، ووضع برامج شاملة محددة الهدف تلبي احتياجات وأولويات النساء والفتيات المعرضات لخطر تشويه الأعضاء التناسلية أو اللاتي تعرضن لذلك بالفعل.
حملات توعية
وقالت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، رغم مرور ثلاثة أعوام على صدور قانون لتغليظ عقوبة ختان الإناث، لكن لا يزال أمامنا الكثير والكثير للقيام به فى سبيل مواجهة هذه المشكلة والتصدي لها فى بعض مجتمعاتنا، التي مازالت تنظر إلى هذه العادة والموروث الثقافى بأنها ستر للفتاة وحماية لشرفها وعفه لها، ولكنها عقاب وإهانة لكونها ولدت أنثى، فالحماية تكون من خلال تربية الفتاة تربية سليمة تقوم على الأخلاق الحميدة والإحساس بالكرامة والاعتزاز بالنفس وبأهمية دورها ومكانتها فى المجتمع، مشيرة إلى أن جميع الأديان السماوية أكدت قدسية الإنسان وكرامته، ومن ثم فإن رعاية الكرامة الإنسانية تتضمن تجريم جميع إشكال العدوان أو الإيذاء الجسدي والنفسي بمختلف درجاته.
وأضافت أن جميع مؤسسات وأجهزة الدولة ملتزمة بمواجهة مشكلة ختان الإناث والقضاء عليه باعتباره شكلًا من أشكال العنف وصورة من صور الإساءة للفتيات، التي تؤثر بالسلب على مستقبلهن، وخرق لما نص عليه الدستور وقانون الطفل والاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية التي صدقت عليها مصر.
وأشارت إلى أن المجلس يقوم بتنظيم حملات لطرق الأبواب من خلال فروعه بالمحافظات لتوعية السيدات والأهالي فى المراكز والقرى والنجوع للتعريف بخطورة هذه المشكلة وأضرارها، على مستقبل بناتهن وعلى فرصهن فى الحياة الطبيعية السليمة، كما أن إستراتيجية تمكين المرأة المصرية 2030 تتضمن محور الحماية المعني بحماية المرأة والفتاة من جميع إشكال العنف الذي تتعرض له.
أحاديث غير صحيحة
فيما أكدت دار الإفتاء حرمة ختان الإناث والاعتداء عليهن بأي صورة من الصور سواء كانت جسدية أم نفسية، موضحة أن حديث “أم عطية” الخاص بختان الإناث ضعيف، ولم يرد به سند صحيح فى السنة النبوية، وحذَّرت الإفتاء من دعوات غير المتخصصين من أصحاب الآراء المتشددة الذين لم يدرسوا رأي الشرع ولا الطب فى هذه المسألة، والذين يروجون لهذه العادة السيئة والضارة باسم الدين، مؤكدة أن الشرع قد حرم الاعتداء على جسد الآدمي بأي طريقة من الطرق، وهو ما ينطبق على عادة الختان.
تجديد الخطاب الديني
فيما أشار الدكتور عمرو حسن، مؤسس حملة أنتي الأهم، ومقرر المجلس القومي للسكان، إلى أن الدولة حققت نجاحات كثيرة فى مكافحة ختان الإناث، خاصة بعد انخفاض النسبة فى الآونة الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب تغليظ العقوبة ونشر الوعي، وزيادة عدد الحملات والقوافل الطبية وخلافه.
وأوضح حسن، أن حملات المواجهة بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي، فى المؤتمر الدولي للسكان والذي ناقش قضايا عدة منها الصحة الإنجابية، وشدد على ضرورة أن نواجه تلك الثقافة ونعمل على تجريمها، وسد كل الأبواب أمام عودته، مؤكدًا أن دعوة الرئيس السيسي بأهمية تجديد الخطاب الديني ضرورة أن تشمل تنظيم الأسرة وختان الإناث”، خاصة أن الأمر يحتاج إلى وعي وتجديد للخطاب الديني”، إلى جانب تركيز الإعلام على تشديد العقوبة عليه، والتأكيد فى كل المناسبات أن الختان كله أضرار ولا فوائد منه”.
بينما أكدت عزة العشماوي، أمين المجلس القومي للأمومة والطفولة، أن المجلس يقدم برامج توعية، بالتعاون مع الجهات المعنية الشريكة فى هذا المجال، لافتة إلى أن المجلس قام من خلال خط النجدة، ومشورة الأسرة لإبلاغ النيابة العامة عن أي انتهاك لحقوق الطفل، سواء بالختان أو العنف، للحد من تلك الظاهرة.
وفى سياق متصل، أكد جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن الوزارة تسعي بالتعاون مع المجالس القومية، لتوضيح رأي الدين فى مسألة الختان، خاصة أن البعض يقبل على هذه العملية بحجه أنها من الدين، مشيرا إلى أن الدروس والخطب والندوات، التي تلقي من الأئمة والواعظات بالمساجد تحمل فى طياتها أمورًا اجتماعية كثيرة، وتوعية دينية، وتصحيح مفاهيم مغلوطة، منها المخاطر التي تعود على الفتاة نتيجة للختان. وأوضح طايع، أن الإسلام حرم الاعتداء على المرأة، ومنحها حقوقها، وكرمها، وهو الأمر الذي يؤكد أن قضية الختان موروث ثقافى، وعادة ليست من الأديان السماوية.

التعليقات متوقفه