في منتدى خالد محيي الدين:حزب التجمع يحتفل بنصر أكتوبر

أحمد أنور: الجيش المصري أسر 3 ألوية وكسر شفرة قائد قوات العدو

102

اللواء محمد الغباشي: الدعم الشعبي أعاد الثقة للقوات المسلحة

قال الدكتور أحمد فؤاد أنور أستاذ العبري الحديث والفكر الصهيوني بجامعة الإسكندرية، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن حرب أكتوبر تحمل نصرًا كبيرًا للجيش المصري، وهو الأمر الذي اعترف به العدو الصهيوني نفسه، وعبرت عنه الصحف والكتب الاسرائيلية التي تلت تلك الحرب عبر تساؤلات طرحها المجتمع الصهيوني عن كيف تحول نصر 67 بالنسبة لهم إلى ما حدث في 73 بهزيمة غير متوقعة، ونذكر ان التيار الديني الاسرائيلي كان قد قال ان النصر في 67 هو انجاز من السماء وأتى عبر دعواتهم كتيار ديني وهو ما انعكس في الانتخابات البرلمانية والنقابات بعد ذلك.
جاء ذلك خلال الندوة 31 من منتدى خالد محيي الدين، الذي يعقده حزب التجمع مساء الأربعاء من كل أسبوع، والتي حملت عنوان نصر أكتوبر بين السلاح والسياسة .
وأضاف “أنور” ان إسرائيل بعد 1967 كانت قد ضاعفت ميزانية الجيش الى الضعفين، وركزت على سلاح الطيران، كما عملت على تطوير نوعية السلاح واعداد المركبات، وهو ما جعل الجيش المصري يحارب جيش اكبر بـ 3 أضعاف عن الجيش الذي باغته في 67، وكانت لتلك الزيادات المهولة في المعدات والتكنولوجيا والميزانية العامة للجيش الاسرائيلي الأثر الذي جعل الجنرالات الإسرائيليين يستبعدون تمامًا أن تحاول مصر الاشتباك العسكري معهم بأي حال من الأحوال، وهو ما عبرت عنه تقارير خاصة بالموساد والمخابرات العسكرية الاسرائيلية، ووضعت خطة واضحة للتصدي لأي محاولات عسكرية مصرية سميت بخطة “ديجر” ولكن كل ذلك لم ينقذ اسرائيل من الهزيمة، مما جعل المجتمع الإسرائيلي يتعجب ويتساءل كيف لم تستطع كل تلك القوى العسكرية الاسرائيلية وخطة “ديجر” أن تردع الجنود المصريين أثناء العبور، بل وأصدر احد الجنرالات الإسرائيليين كتابا خاصا في أغسطس الماضي فقط لطرح نفس التساؤل عن سبب فشل القوات الجوية الإسرائيلية في التصدي للدفاع الجوي المصري.
وأشار “أنور” الى ان المجتمع الإسرائيلي مازال حتى هذه اللحظة مجروحًا مما حدث في 1973، مما يجعل اسرائيل دائمًا ما تحتج على أشياء مثل فيلم او مسلسل حربي مصري، وتتساءل عن الزيادات المهولة في ميزانية الجيش المصري، والتواجد المكثف للقوات المصرية في سيناء وأنفاق سيناء الجديدة، وحتى الاحتفالات العسكرية المصرية بذكرى الحرب تكون محل سخط لديهم، ونذكر انه احتج سفير اسرائيل لدى ألمانيا على صفقة الغواصات المصرية حيث ان هناك اتفاقا بين الدولتين يحاول منع امالة كفة التفوق البحري المصري على الاسرائيلي، ولكن السلطات الألمانية فاجأت السفير بموافقة كتابية من نتنياهو على تلك الصفقة بين الجانبين المصري والألماني.
أسرى إسرائيليين
وأكد أستاذ العبري الحديث والفكر الصهيوني بجامعة الاسكندرية، أن مصر في حرب اكتوبر 1973 اسرت 3 ألوية في جيش الاحتلال، وكسرت شفرة قائد القوات الاسرائلية في سيناء وتم أسره، وهناك المئات من الحكايات البطولية للجيش المصري لم ترو بعد، وهو ما يبشر بوجود مخزون درامي هائل يمكن تحويلها الى افلام سينما ومسلسلات تليق بحجم النصر المصري وحكايات ابطاله، وهنا نشير الى ان اسرائيل كانت قد أصدرت كتابا بعنوان «عفوًا نحن انتصرنا» للسخرية من الجيش المصري والزعيم جمال عبد الناصر بعد 1967 في إطار الحرب النفسية، إلا أنه بعد 1973 تحول الأمر تمًامًا وأصبحت الكتب ورسومات الكاريكاتير والمقالات الصحفية وغيرها تسخر من الجيش الاسرائيلي وجنرالاته وضباطه الذين هزموا بل ووصلت السخرية الى خط بارليف نفسه فرسمت إحدى الكاريكاتيرات قيل فيها، ماذا تبقى من خط بارليف ليكون الرد، تبقى منه الأموال التي حولت للمقاول في بنوك سويسرا، ولأن المجتمع الإسرائيلي حتى الأن غير موحد، ولديه انقسامات ضخمة بين قوميات مختلفة ويمين ويسار وتيار ديني متطرف هناك تساؤلات لدى المواطن الاسرائيلي دائمًا عن امكانية استدامة دولة اسرائيل نفسها وسط كل هذه التحديات وهو الأمر الذي يجب استثماره من العرب.
كرامة المصريين
ومن جانبه قال اللواء محمد الغباشي، أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، إن الحديث عن نصر اكتوبر دائمًا يجب أن يبدأ بالتحية الى من أعاد الكرامة لمصر في عام 1952، وهو الرئيس الزعيم جمال عبد الناصر، الذي أذكر أنه عندما كنت طفلًا حيث لم أر والدي يبكى بشدة سوى في مناسبتين، الأولى عندما سمع خطاب التنحي من عبد الناصر، والثانية عندما توفى الزعيم، ولن انسى كلماته حين قال لي ان لولا مجانية التعليم الذي تبناه عبد الناصر، لم يكن ليتاح لي ولأخواتي التعلم، لذلك في رأيي المتواضع انه في تاريخ مصر الحديث هناك 3 زعماء مروا بمرحلة بناء جادة للوطن وهم محمد علي، ثم جمال عبد الناصر، ثم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأضاف ان محمد علي، الذي بنى القوام الأساسي للجيش المصري، والذي كان محل سخرية ويقال له هل تبني جيشا من الفلاحين، بنى قوة مهولة بالفعل، احتلت بقيادة ابنه إبراهيم باشا الحجاز والشام والأناضول والسودان ولولا وقوف أوروبا كلها ضده لكان احتل اليونان وايطاليا، ومن هنا يمكن ان نقول ان مصر امتلكت جيشها الخاص الحديث، أما المحاولة الثانية في بناء الوطن كانت في عهد عبد الناصر، وجميعنا نذكر أن جميع الادوات المنزلية والكهربائية وكافة مستلزمات الحياة كانت تنتج في المصانع، وحتى الآن بعضنا لديه من هذه الاجهزة، وانا لدي مثلًا سخان غاز مصانع مازال يعمل منذ أكثر من 40 عاما، وذلك كان لمحاولة أن تعتمد مصر على نفسها وتنتج احتياجاتها، من تصنيع وزراعة وغذاء وحتى التسليح كانت لنا تجارب ناجحة به ونذكر صاروخي الظافر والقاهر، وحتى على المستوى الدولي فعبد الناصر أسس مع الزعيمين نهرو وتيتو حركة عدم الانحياز والتي كانت لها أصداء دولية واسعة ثم استهدفت كل تلك الدول فيما بعد، ومازالت مصر مستهدفة ولكنها اقوى ولا يجب أن نستهين بقوتنا وقدرتنا في العالم.
دفعة معنوية
وبالعودة لحرب 6 أكتوبر 1976 قال اللواء محمد الغباشي إن الجيش المصري بعد حرب 1967 كان يحتاج إلى الكثير من الإعدادات، ليس فقط على الجانب المادي والإمدادات العسكرية، ولكن أيضا على الجانب المعنوي والنفسي، مضيفًا أن حرب النكسة في عام 1967 كان ذات أثر بالغ على الجنود المصريين الذين شاركوا في تلك الحرب، فكان لابد من وجود دفعة معنوية قوية تعيد الثقة للجيش المصري مرة أخرى، والجيش المصري لم يستعد ثقته بنفسه إلا بعد الدعم الشعبي والمعنوي لكافة أطراف الشعب، مما أثر بالإيجاب على الجيش المصري.
وأشار “الغباشي” إلى أن الجيش المصري اتخذ العديد من الإجراءات بمد مهلة الخدمة للقوات المسلحة لمدة تصل إلى 6 سنوات، ويعتبر هذا القرار استثنائيا ولم يحدث في تاريخ مصر العسكري حتى وقتنا هذا، مضيفا أن ذلك القرار كان هدفه هو تحقيق أكبر استفادة من خبرات أفراد الجيش في العمليات السابقة، مشيرًا إلى أنه تم اختيار أصحاب المؤهلات العليا بالجيش وتعريفهم على المعدات الحديثة، وذلك لكي يقوموا بتدريب كافة أفراد الجيش المصري على كيفية استخدام هذه الأسلحة، وعلى كيفية التصرف في المواقف العسكرية الصعبة.
خطة مدروسة
وأضاف غباشي بأنه ما تم من إعداد وتأهيل الجيش من القيادة العامة المسلحة جاءت من خلال خطة علمية مدروسة ومحدد أهدافها بدقة، مؤكدا بأنه تم الاستعانة بأفضل القيادات العسكرية للمساعدة في وضع هذه الخطط، وتتلخص الخطة بوجود مانع مائي ألا وهو قناة السويس، وخط بارليف حيث كان الإسرائيليون يعتقدون بأن خط بارليف هو أقوى مانع مائي تم إنشاؤه في العالم، وبالتالي تم تدريب الجيش المصري على كيفية هدم خط بارليف، وإنشاء هيكل مماثل لذلك الخط.
تدمير خط يارليف
وقال “الغباشي” أن هدم الجيش المصري لخط بارليف لم يأت من فراغ، وإنما تم تدريب الجيش المصري مرارا وتكرارا على كيفية هدم ذلك الخط، وتم تجريب العديد من الوسائل لهدم هذا الخط حتى استقرار القيادة السياسية في النهاية على استخدام المياه مؤكدا بأن الإعداد والتخطيط الجيد من أهم أسباب انتصار مصر في حرب أكتوبر.
وأشار “الغباشي” إلى أن القيادة العسكرية تعلمت الكثير من تلك الحرب حتى يومنا هذا، وظهر ذلك في الاهتمام بتنويع مصادر السلاح مضيفا بأن مصر حاليا تقوم بتدريبات مشتركة مع الجيوش المختلفة في الدول العربية والافريقية، وذلك لاكتساب الخبرات والاطلاع على أحدث التقنيات التي تتوصل لها الدول الأخرى مؤكدا بأن تلك الأعمال هي التي جعلت مصر من أقوى 10 جيوش في العالم حاليا، مضيفًا أن التنويع في مصادر السلاح قرار عظيم، وذلك حتى لا تقع مصر تحت رحمة أو سيادة دولة أخرى مما يعطي القوة للدولة المصرية للقيادة السياسية والعسكرية بمصر التي استوردت الغواصات من ألمانيا، والأسلحة الجوية من روسيا والصين، ويعتبر هذا القرار مفيدا لمصر حيث أصبحت الدول تتهافت اليوم على مصر من أجل تصدير الأسلحة لها.
واختتم “الغباشي” حديثه قائلًا أنه أثناء حرب أكتوبر فوجئت إسرائيل والعالم بالإعجاز العسكري المصري، بقوة وتحمل الجندي المصري، وجميعنا نذكر صورة الجندي المصري الذي كان يحمل مدفع ب 10 لوحده، ويصعد به الحاجز الترابي لخط بارليف وهو مدفع ثقيل لا يمكن إلا ان يحمله 4 أو 5 رجال، كما نذكر تلك المعجزات التي جعلت من الجندي المشاة المصري وحده يواجه الدبابات ويدمرها، لذلك اسرائيل منذ تلك اللحظة أصبحت تعي جيدًا انه لا يمكن مواجهة الجنود المصريين والجيش المصري وجهًا لوجه، فقررت انه لا حروب نظامية مع مصر مرة اخرى، ولعبت على الحرب النفسية، عبر حروب العقول والنفوس وهو ما سمي فيما بعد حروب الجيل الرابع مما يجعلنا نقول ونؤكد أن مصر كبيرة بشعبها وجيشها كانت ولا تزال.

التعليقات متوقفه