ماجدة موريس تكتب مهرجان العلمين.. والناس

76

وهوصنع لنا مهرجان العلمين الفني حالة جديدة من البهجة في زمن صعب، وفي مناخ تزداد حرارته نهارا، وفي أحداث عنف لم تنته تجاه الفلسطينيين أشقائنا في غزة، ولهذا كان استقباله العام ملفتا، والتفاعل معه أكثر مما توقعنا، خاصة مع هذا المكان الساحلي الخلاب بشاطئه، وبحره الفيروزي والذي أجادت صاحبة المشروع، الشركة المتحدة، صياغته، كمكان، ومساحات، وأنشطة.

أما علاقة الناس، أي الجمهور الذي ذهب إلي مهرجان «العالم علمين» به، فهي علاقة مبهرة، وملفتة للجمهور الاخر، الذي يتابع المهرجان عبر شاشات البيوت، أو المقاهي، أو أي مكان آخر داخل مصر وخارجها، وأثناء غناء المطرب العراقي كاظم الساهر في حفله بالعلمين «الذي عرض بعدها علي شاشات التليفزيون» بدأ التفاعل الكبير جدا بينه وبين الجمهور الحاضر، وفي البيوت ايضا حدث نفس التفاعل عن بعد، وحدث بعدها مع ماجدة الرومي التي اتشحت بعلم مصر، وقبلها مع فناننا الكبير محمد منير، وسوف يحدث مع بقية أهل الغناء الذين سيقفون امام جمهور المهرجان في العلمين، حتي نهاية شهر اغسطس القادم، وهو ما يدفعنا إلي التفكير فيما بعد انتهاء عروض المهرجان، والانتظار الطويل حتي الدورة القادمة، فهل هذا ممكن، أم له حلول في اطار اشتياق الجمهور المصري الكبير للفن الجميل.

سوف نأتي إليكم

هل نتذكر حفلات «أضواء المدينة»، وحفلات «ليالي التليفزيون» التي كانت تذهب إلي محافظات مصر لتقدم لجمهورها كل أنواع الغناء والموسيقي، والدويتوهات الغنائية والكوميدية، لقد كانت مشروعات فنية ترفيهية وقومية تذهب إلي الناس في المحافظات كلها ليذهبون اليها مثل غيرهم من ناس القاهرة والإسكندرية، وهذا هو المطلوب الان، لقد تطور مهرجان العلمين كثيرا من الدورة الاولي للثانية هذا العام، فماذا لو تطور أكثر، خاصة بعد حصوله علي كل هذا الإقبال والتقدير الجماهيري وماذا لو فكر المسئولون عنه في هؤلاء الذين يحضرونه عن بعد، ولابد أن يذهب اليهم ولكن من خلال برنامج ثاني، مختلف عن برنامج الصيف، لقد أصبح «العلمين » اسم لماركة مسجلة ومؤسسة في نفس الوقت، مؤسسة تدير هذا المهرجان الكبير وتفاجئنا دائما بالجديد فيه، ولديها الكفاءة لتقديم برنامج آخر مختلف طوال العام، يذهب إلي المحافظات المصرية علي مدي العام، ويقدم لجمهورها كل الاصوات الجميلة الثابتة والصاعدة التي تم اكتشافها حديثا «وبينهم عدد غير قليل رأيناه في برنامج الدوم، وفي حفلات دار الأوبرا، وفرق تمارس الموسيقي والغناء الجماعى» إنني أتمني أن يصبح مهرجاننا الكبير مؤسسة لها موعدها السنوي الأكبر في الساحل، ولها حفلات في طول مصر وعرضها طوال العام، وحتي يشعر المواطن الذي لا يستطيع الذهاب للساحل بأنه يحضر إليه بنجومه وفرقه، مصريون وعربا، «قال كاظم الساهر وماجدة الرومي إن الجمهور المصري دعمهما كثيرا» فمن من أصحاب الأصوات الجميلة المصرية والعربية لا يتمني الغناء أمام جمهور أسوان أو دمياط أو الاقصر أو بني سويف؟، ولماذا لا تستمتع جماهير المحافظات ايضا بإضافات المهرجان المهمة مثل حفلات الفرق الموسيقية والغنائية، والعروض المسرحية، وفنون الأطفال؟ إننا نحتاج حقيقة إلي مهرجان قومي للفنون يحتاج اليه ملايين من المشتاقين إليه، فقط يحتاج هذا إلي إرادة، وإدارة، وتنظيم جيد، أثبتت المتحدة قدرتها عليه من خلال برامج وتجارب عديدة في مجالات الثقافة المتنوعة، وأيضاً، الدراما، فهل هذا صعب علي هذا  الشعب؟.

 

 

التعليقات متوقفه