أيمن أنور يكتب :المجتمع الأهلي..الحاضر الغائب في أزمة كورونا

662

*بقلم :عضو المكتب السياسى وأمين المجتمع المدنى بحزب التجمع أيمن أنور:اظهرت جائحة فيروس كورونا حقيقة وواقع جديد لم يكن ليظهر الا امام كارثة مثل هذه فقد ظهر بشكل كبير مدي الضعف والعجز وافتقاد القدرة علي المواجهة الذي يعانيه المجتمع الاهلي في مصر وفي القلب منه الجمعيات الاهلية فقد وضعت جائحة كورونا المجتمع الاهلي بكل مؤسساته في اختبار حقيقي يعكس مدي وعيهم بأهمية الدور المنوط بهم في مواجهة الازمات ومدي استعدادهم وإلمامهم بإجراءات التدخل السريع انطلاقا من الدور الحقيقي للمجتمع الاهلي في العالم وعلي مر التاريخ .فمع بداية ظهور فيروس كورونا في مصر والجميع توقع تضافر جهود كل مؤسسات الدولة وفي القلب منها الجمعيات الاهلية واعلان النفير العام في مواجهة الفيروس ولا ننكر ان الاجراءات التي اتخذتها الدولة في مواجهة كورونا كانت مرضية الي حد كبير في ظل الظروف الاقتصادية والمادية التي تعيشها البلاد مما كان له الاثر الجيد للحد دون انتشار الفيروس كما هو الحال في الدول الاوربية ونجحت مصر بإمكانياتها المتواضعة فيما فشلت فيه دول عظمي بإمكانياتها التي تفوق امكانيات مصر بمراحل ومع تنفيذ قرارات استباقية قد عززت من فرص السيطرة علي الفيروس حتي الان ، الا ان جمعيات ومؤسسات المجتمع الاهلي والتي من المفترض انها في قلب الازمة تعالج القصور الحكوميّ وتعمل علي سد الفجوات بين الحكومة والشعب وتسعي لتمكين الشعب من حقوقه وهي القائمة في الاساس علي مواجهة الازمات والكوارث لم تكن علي المستوي المطلوب ولم تكن علي قدر من الوعي الكافي بدورها في مواجهة الازمات .واكتفت الغالبية العظمي من الجمعيات الاهلية وخاصة المركزية منها بالقيام بدور خلف خطوط المواجهه وليس في مقدمة صفوف المواجهة كما كان متوقع وعملت جميع الجمعيات علي معالجة الاثار المترتبة علي الجائحة ولم نري منهم مبادرات او خطط تستهدف مواجهة الفيروس غير نفس الانشطة المعتادة من كل عام وهي توزيع سلع ووجبات علي الاسر الفقيرة والتي اضافوا لها صفة اخري وهي الاسر التي تضررت رغم انها نفس الاسر التي يتم استهدافها من كل عام ، في محاولة منهم لسد جزء من احتياجات الاسر المتضررة وهذه انشطة قد تكون مطلوبة لكنها تعمل علي معالجة اثار الازمة وليست في مواجهة الازمة .فباستثناء مؤسسة أهل مصر وبنك الشفاء ومؤسسة الشهيد للتنمية الانسانية الذين تعاملوا مع الازمة بمهنية ومسئولية عالية و كانوا في مقدمة صفوف المواجهة للفيروس وقاموا بتنظم حملات جمع تبرعات لصالح تامين الاطقم الطبية في مستشفيات مصر و تجهيز مقرات لاستقبال حالات العزل وتزويد بعض المستشفيات بغرف عناية مركزة وقيادة حملات دعاية واعلان في القنوات بهدف مواجهة فيروس كورونا ، وتقديم اجهزة تنفس صناعي للمستشفيات وحملات توعية وتطهير في الشوارع فقد تكون هذه الثلاث مؤسسات الذين كان لهم دور فعال وملموس في مواجهة الفيروس كلا حسب امكانياته وقدراته .فهذا هو ما كان يجب ان تحذو بحذوه الجمعيات الاهلية وخاصتا المركزية منها التي من المفترض ان تكون في قلب الازمة وفي قلب المواجهة بجانب الدولة ولكن ومع الاسف ومع عدد يزيد عن ال٥٧ الف جمعية اهلية في مصر لم نجد منهم من هو في مواجهةالازمة الا عدد قليل لا يتعدي صوابع اليد الواحدة و لم نري اي نشاط خاص بمواجهة الفيروس وكل الانشطة تركزت في معالجة اثاره..الازمة بشكل عام اظهرت افتقاد الجمعيات المركزية لاليات مواجهة الكوارث وعدم استعدادها لمواجهة الطوارئ وان جميعها مبني علي التعامل مع الاثار المترتبة علي اي ازمة دون اي رؤية واضحة لكيفية المواجهة وقيادة بالمجتمع للتصدي لاي فاجعة، فقط تقديم الخدمات والتعامل مع اثار الازمات دون تفكير في كيفية منع حدوثها او طريقة التدخل في حالة حدوثها للحد منها ومن انتشارها واتضح ان كل هذا نتيجة قصور شديد في تعاطي الجمعيات مع الازمات والكوارث نتيجه افتقادها لثقافة مواجهة الازمات وهو ما يستوجب ضرورة عقد مؤتمر ترعاه رئاسة الجمهورية يسعي الي تمكين وتاهيل الجمعيات الاهلية من رصد الكوارث وكيفية مواجهتها والتعامل معها والاستعداد لمواجهتها في أي زمان ومكان وتحت اي ظروف .

التعليقات متوقفه