عاطف مغاوري يكتب:رسالتى لمن يهمه الأمر:الصمت عذر أقبح من ذنب “1/2”

271

*   بقلم :عاطف المغاورى

(وباء الصهيونية اخطر من كل وباء)                  

أعتدنا عندما تختلط الامور،ويصعب علينا تحديد على من تقع المسؤولية،اولمن له سلطة القرار،عندها يعنون خطابنا،اوشهاداتنا الادارية لمن يهمه الامر…؟!والذى اقصده بمن يهمه الامر..هو من يهمه أن تحتل مصر موقعها العربى،والاقليمى،والدولى والذى تستحقه ويتناسب مع تاريخها،وقدراتها،وعبقرية موقعها عبر التاريخ،وان تحافظ على هذا الموقع ليس عبر صفحات المجلدات،والتاريخ وفى المتاحف،ولكن من خلال ممارستها للدور الذى يؤهلها موقعها له،ووفاء بشروط،ومعطيات شغل الموقع،والقدرة على سداد كلفة،وتبعات هذا الدور اقتصاديا والتى تقول انه لاربحية بلا كلفة،اما فى السياسة قد تكون هناك كلفة،والعائد لايمكن قياسه اورصده اقتصاديا،اوتجاريا على المنهاج المحاسبى الربح،والخسارة،لأنه فى حال الاضطلاع بالدور،ومسؤوليات الموقع وانعكاسه على السياسة يعد فى حد ذاته هو المكسب،وذلك انطلاقا من ان الجغرافيا السياسية لاتعرف الفراغ،فأذا تخليت عن دورك الذى يؤهلك  موقعك له فلاتعتب على من يأتى ليشغل هذا الموقع،او يفكر فيه بغض النظر عن قدراته،اوأمكانيته لهذا الدور.

وقدر مصر ان موقعها عبر التاريخ، والذى لايمكن ان يشغله غيرها،والدور المنوط بها لايمكن لغيرها الاضطلاع به،ولكن الذى يحدث ان انشغال،اوأشغال،اوتشاغلها عن دورها وبفعل فاعل قد شجع اقزاما،وذئابا جائعة تبحث عن فريستها،وتهيم على وجهها ضالة فى الصحراء  تسعى،او يخيل لها نهمها وظمأها انها قادرة على شغل الموقع،والاضطلاع بالدور،مماينتقص من قيمة،ومكانة مصر ولكن لايسلبها المكانة ولاالموقع،وان دروس التاريخ تؤكد ان كل من حاول تقزيم دور مصر تحت دعاوى كاذبة باطلة،او جهل وعدم ادراك لموقع مصر ،ومكانتهاوماخلقت من اجله دفعوا الثمن غاليا ولكن بعد ان كلفوا مصر اضعاف مضاعفة لما تخيلوا انهم يجنبوها هذة التكاليف،وكل من ألتقى طموحه بعبقرية الموقع،وعظمة وعلو المكانة لمصر،والانفراد بالدور بأن يكون  مصريا حصريااستحق وعن اقتدار المكانة ،والتقدير عبر التاريخ،وهذة المكانة والدور الذى يفرضهما التاريخ والجغرافيا رغم انف كل قطاع الطرق،والرحل،  والوافدين والغاصبين للحقوق بالارهاب،وكل الطامعين والذين يعتقدون بالادعاء بأنهم قادرون على شغل الموقع،وتولى الدور،وهذا هودرس التاريخ ،والتاريخ هوفعل البشر على الارض،ولكن هناك من يجهل ذلك ،اويتجاهله فيتجاهله التاريخ،واذا تذكره فأنه يتذكره بأقبح الصور والصفات .

اما مضمون الرسالة..انه قد تم العامل مع تصريحات نتنياهو اثناء حملته الانتخابية على مدار عام كامل ،وعبر ثلاث جوالات بأنها مزايدة انتخابية رخيصة لايجب الالتفات اليها او نعيرها اهتماما،وان العبرة بما سيعلن،وينفذ من خلال برامج،،وسياسات  التشكيل الحكومى الذى سيسفر عنه التنافس الانتخابى،وقد سبق لنا اننا تعاملنا مع الوعود الانتخابية التى اطلقها ترامب اثناء حملته الانتخابية للوصول الى سدة الرئاسة الامريكية،وحينما وصل خيب كل ظنون العرب،والذين راهنوا عليه رهانا خاسرا اذ به يفى بكل الوعود التى اطلقها وفقا لقاعدة سداد الفواتير المستحقة،وبخاصة تلك التى تتعلق بتحقيق الرؤية الصهيونية دون أدنى أعتبار لحقوق الشعب الفلسطينى،ولا لمكانة وقيمة الامة التى ينتمى اليها .ونعود الى اصل الرسالة:.. ان ماكان يوصف بأنه وعودا انتخابية قد اصبح برامج،وسياسات تعرض امام الكنيست للحصول على ثقته على التشكيلة الحكومية التى الجامع بين تناقضاتها  الضم ،والاستيلاء على مزيد من الاراضى الفلسطينية من حكومة الاحتلال،وهو ماتحقق يوم الاثنين18مايو/آيار2020(بعد ثلاثة ايام من احتفال الكيان الصهيونى بأغتصابه لفلسطين) وذلك عند عرض التشكيلة الحكومية امام الكنيست للتحالف الصهيونى،وتباينت ردود الافعال تجاه هذة السياسة،وتمضى الايام،وقلنا اننا اواخر شهر رمضان وقد يكون الصمت من لوازم صحة الصيام،وبخاصة اننا فى الثلث الاخير حيث به عتق من النار!!وانتهى رمضان ومعه الصيام وعندها قلنا قد يكون من لوازم فرحة العيد لزوم الصمت،وانتهى العيد حيث اصبح معه الصمت عذرا أقبح من ذنب،رغم اننا لانعرف حتى الان عذرا معلنا لهذا الصمت.

اما الصمت ..فهو الصمت الذى ألتزمت به كافة الجهات ،والهيئات،والمؤسسات المصرية تجاه ماأعلنه الكيان الصهيونى والذى كان منذ أيام مزادا انتخابيا،والذى يتعارض مع ابجديات،وتراث،وميراث السياسة المصرية تجاه قضية العرب المركزية فلسطين منذ ان تم اغتصابها من قبل العصابات الارهابية فى 15مايو/آيار1948وحتى اليوم،وغدا دون مغالاة.وفلسطين هى المقدمة ورأس الجسر للمشروع الصهيونى الذى لايخفى مخططاته ومشاريعه والتى تستهدف مصر فى نهاية المطاف ليتاح للقائمين على تنفيذ المخطط احكام قبضتهم على كامل المنطقة،وبما يحقق الهدف النهائى للمخطط الاستعمارى للهيمنة والسيطرة على مقدرات الامة العربية(الشرق الاوسط كما هو فى ادبيات الاستعمار الغربى)،وقد جاء هذا الصمت خروجا على ماهو معروف،او ماهومنتظر من مصر،حيث انه عندما تتعرض امة بحجم الامة العريبة لمنعطف سرعان ماتتعلق ابصار ابناءها بالكبير تاريخا ،وتراثا،وثراءا،وعطاءا،ومكانة،ودورا.ان ألتزام مصر بسياسة الصمت تجاه سياسة الضم والاستيلاء على مزيد من الاراضى الفلسطينية؟!وهو الصمت الذى لايقبله عقل،ولا منطق لأنه وللأسف يصب فى خانةمالايتفق مع مصر المكانة والموقع،ومصر الدور والتاريخ،وتمنح وللأسف من يتربص للنيل منها مادة للمزايدة الرخيصة ،لاتنال من مصر ،ولكن تمنح النباح بعض المصداقية ممايعوق اويعطل من مسيرتها،ويجعل الغيورين عليها ،وعظمتها فى حيرة من امرهم،ولكن على من يقع الخطأ(الذنب) هل على اصحاب النباح ومن يدعمهم؟!ام من منح لهم الفرصة  للنباح بها على مصر ونهش تاريخها،والاقلال من شأنها من خلال هذا الصمت المريب؟!

اللاموقف،او اللجؤ الى الصمت أمر لايليق بمصر ،ولابدورها،ولامكانتها اجيبوا اجابكم الله هل مصر مع الضم والاستيلاء على المزيد من الاراضى الفلسطينية؟! ام مصر ضد هذة الاعتداءات الصهيونية؟!وهل ماتقدم عليه دولة الاحتلال(الكيان الصهيونى الغاصب)يتفق مع طريق السلام الذى نتغنى به ليل نهار؟!هل هذا هو السلام الذى اقدمت على ابرامه مصر مع الكيان الصهيونى بل وبادرت اليه بزيارة الرئيس السادات واللقاء بقادة الكيان الاكثر ارهابا ويداهم مغموسة بدماء ابناءنا عبر حروب واعتداءات من 1948 وحتى اليوم ومازال الحبل على الجرار؟!..والاجابة عند من يهمه الأمر

                                               وفى الختام #وباء الصهيونية اخطر من كل وباء

التعليقات متوقفه