هل تتغير خطة “المتحدة” وتُعيد ترتيب أوراقها وتعترف بأخطائها؟

ماجدة خير الله: الاحتكار أمر كارثى يهدر مواهب ويمنع المنافسة

459

صبري السماك: يجب ألا نستهين بالجمهور والسيناريوهات “الأونطة” لم يعد لها مكان

الدراما مجال مهم وصناعة قوية وسوق رائج فى العالم كله، ومنذ سنوات كانت هناك تحذيرات عدة خرجت فى بداية ظهور إحدى الشركات المصرية التابعة للدولة، والتي تحتكر بشكل ما الإنتاج الدرامي فى مصر، ووضعت خطة جديدة وخريطة بملامح مختلفة للدراما فى مصر، فى البداية انخفض الإنتاج الدرامي فى سنواتها الأولي مع كيف متواضع للأعمال، وبعد فترة عاد الإنتاج الدرامي بكم أكبر لكنه مازال يقف فى مكانه.
“المتحدة” هي الشركة الأولي الآن للإنتاج الدرامي فى مصر، والتي تتعاون مع شركة منفذة هي “سينرجي” للإنتاج الدرامي، وهذا العام ظهرت بعض الأخطاء التي لا تمر مرور الكرام، حيث تم وقف عرض مسلسل درامي مكتمل بعد الإنتهاء منه والإنفاق عليه بشكل مهول بسبب عدم اهتمام بتفاصيل مهمة مرتبطة بمبدأ الفكرة التي عمل المسلسل عليها من الأساس وهو مسلسل “الملك” الذى يروي قصة أحمس طارد الهكسوس، والتابع للشركة نفسها، فى حين بعد إنتهاء شهر رمضان فوجىء الجميع بنهايات أعمال درامية سيئة تؤكد عدم الاهتمام بالكتابة وإسناد بعض الأدوار لفنانين ذوي مواهب متواضعة.
وبعدها ظهرت مشكلات أخرى تخص أحد المخرجين الذين تتعامل معهم “المتحدة”، والذى ثارت حوله مشاكل، بسبب عصبيته الكبيرة التي وصلت الى حد ضربه من الكومبارس فى أحد الإستديوهات أثناء التصوير بسبب سبهم بألفاظ مُشينة، وعاد مرة أخرى ثم أوقفت الشركة التعامل معه بعد ظهوره فى صورة فوتوغرافية للتعاقد على عمل درامي مع شركة منافسة.
الانتاج الدرامي فى مصر ظل لفترة طويلة له ثلاثة روافد اساسية تابعة للدولة قائم عليها أساتذة عمل فني وسينمائى كبار وهي قطاع التليفزيون المصري ومدينة الإنتاج الإعلامي وشركة صوت القاهرة وجميعها أثمرت أعمالا فنية جيدة مازالت ذاكرة الدراما تحتفظ بها الى الآن،، بجانب بعض شركات الإنتاج الخاصة مما سمح بحالة تنافسية كبيرة لفترة، حتى ظهرت الإعلانات واختلف المشهد قليلا وزادت أجور الفنانين المشاركين فى الأعمال الدرامية.
بعض منتجي الدراما الذين ذاع صيتهم فى فترات مختلفة على مدار السنوات الماضية فضلوا التنحي من المشهد بعد الخريطة الجديدة، فى حين ظل البعض على استحياء يتواجد كل عام على قدر عمله وإمكانيات وجوده من خلال مسلسل أو إثنين، في حين ظلت الشركة المحتكرة كل عام تتعاقد مع فنانين بعينهم، ولكن هذا العام فرض نجاح بعض الأعمال خريطة درامية جديدة، تتوقع ” الأهالى” ان العام المقبل قد يتغير تماما شكل الدراما بناء على هذا النجاح، حيث نجحت أعمال درامية خارج إطار المكان المحتكر، فى حين قال الجمهور كلمته فى مشهد النجاح، والبعض وجد أنها خلت من الأخطاء المعتادة سواء فى الكتابة او التصوير أو الإخراج مما جعلها أعمالا ناجحة لا محالة.
فهل تغير المتحدة خططها؟ هل يعتبر موكب المومياوات هو الأخر أحد عوامل هذا التغيير؟ بعد التعامل مع جهات لم يعتد التعامل معها وكانت سببا فى نجاح الموكب وتفاصيله كاملة ؟
يقول صبري السماك المنتج الفني فى تصريحات خاصة ” للأهالى” عن المشهد ان موكب المومياوات الذى شاهده العالم كان بداية مبشرة وفرصة لتغيير خطة شركة المتحدة المسؤولة الآن عن الانتاج لأن معظم من تم التعامل معهم ليظهر الموكب فى شكله وقتها كانت خارج من اعتادوا التعامل معهم وظهر الموكب فى مظهر مشرف ورائع وأبهر الجميع، سواء كان الإخراج أو التنفيذ والموسيقي والأوركسترا والكتابة ولكن هذا لم يحدث ومازالت المتحدة تجري تعاقداتها وحساباتها الخاصة، يحتاج لاسوق الى منافسة كما يري “السماك” تسمح بثراء فى المشهد، نحتاج الى التعامل مع وجوه جديدة، ووجوه ترفع الكفاءة شعارا لا المعرفة أو الإرتياح.
ويضيف “السماك” أن استغناء “المتحدة” عن أحد المخرجين لا يعني بالضرورة تغيير خططها، بالعكس ما حدث ان المخرج محمد سامي نشر صورة تعاقد فيها على عمل بينه وبين محمد رمضان ومنتج mbc وهو ما ىيتنافي مع تعاقد محمد سامي مع المتحدة فتم الإعلان عن وقف التعامل معه فورا.
ويضيف ” السماك” وهو احد المنتجيين الفنيين القدامي أن الشركة التي تعد هي المحتكر الآن للدراما وجدت أن من يتعاملون معها وتحتكر أعمالهم يتعاملون من منطق ” النحتاية” أى عمل للمكسب ليس إلا بعيدا عن المتعة والإهتمام بالتفاصيل، فيما استبعدت كتابا ومخرجين وفنانين جيدين، مما يجعلها قامت بإختيار أدوات خاطئة، والجميع ينتظر لها هفوة وهو ما حدث بالفعل فى مسلسل ” الملك” الذى توقف قبل عرضه بأيام ومسلسل “نسل الأغراب” الذى لاقي هجوما كبيرا عليه.
ويري “السماك” أنه يجب تدارك الخطأ وهو ما حدث مع انهاء تعاقد محمد سامي ولكن “سنرجي” الشركة المنفذة لم تتفهم ما حدث أو تحاول تداركه فى حين تداركته الشركة الأكبر المشرفة” المتحدة”.
وبالتالي فهناك تغيير أوراق فى المشهد قد يمتد إلى أمور أخرى تخص الدراما، خاصة أن رمضان 2021 نجحت أعمال لا تخص المتحدة وليس لها علاقة بها، منها “لعبة نيوتن” الذى كان أول انتاج لشركة خاصة وأيضا “خلى بالك من زيزي” وهو إنتاج mbc .
كما جاءت أعمال أخري جيدة مثل “ضد الكسر” و”بين السما والأرض” القائم بعمله ماندو العدل، وهي تنويعة مرتبطة بالجودة لا المكان، ويري “السماك” أن الجمهور يفهم جيدا الأعمال المقدمة وله ذائقة خاصة، فيقبل عليها أو يرفضها، أو لا يهتم بها من الأساس ويسخر منها أحيانا، وبالتالي يجب وضعه فى الحسبان وعدم الاستهانة به إطلاقا، والسيناريوهات “الأونطة” ليس لها مكان وهو ما يجب تفهمه وإدراكه.
وتقول الناقدة ماجدة خير الله إنه بين الحين والآخر هناك خططا متنوعة للدراما المصرية، والوقت مناسب تماما لتغيرها وفقا للأدوات الجديدة، ولا يمكن أن يكون هناك ثبات على نفس الفكرة والشكل، وتستشهد “خير الله” ببعض الأعمال التي نجحت هذا العام وحملت رقم “15” حلقة فقط مما يعني إمكانية عودة السباعيات فيما بعد.
وحول وقف العمل مع المخرج محمد سامي من قبل شركة المتحدة ترى أنه يجب إعلان حيثيات القرار، لا مجرد خبر فى بيان دون فهم لما حدث، وكأن المشهد يعني أن من ترضى عنه الشركة نتعامل معه ومن لا يحظى بالرضا نتوقف عن العمل معه، ورأت “ماجدة خيرالله” أنه كان يجب على نقابة السينمائيين التدخل لأنها المنوطة بالدفاع عن أعضائها، حتي يفهم الجمهور والزملاء ماذا حدث، خاصة أنه يتم الشكوي من هذا المخرج فى مواقف كثيرة.
وتعود “خيرالله” لتغيير الخطة مؤكدة أنه من الغريب أن أكثر عملين فى رمضان 2021 حققا نجاحا جماهيريا كانا خارج خطة المتحدة، وهما ” لعبة نيوتن”، و”خللى بالك من زيزي” وهو ما يحفز الشركة على إعادة التفكير فى أدائها ولو كانت نجحت فى إنتاج أعمال وطنية مثل الاختيار لا يمنحها حق إحتكار المشهد كما هو متصدر للجميع.
وتستطرد “خيرالله” قائلة ان هناك الكثير من الكفاءات فى الكتابة والإخراج والتمثيل لا تستعين بهم الشركة، وهو ما يقلص فى رأيها من التنافس لأن إحتكار الفن شىء كارثى، ويجعل بعض الموارد البشرية والمواهب مهدرة.

التعليقات متوقفه