منصور عبدالغني يكتب :للجيش “لا” لثورة 25 يناير

224

انتباه
للجيش “لا” لثورة 25 يناير

*منصور عبدالغني 

لم تشهد الدولة المصرية عبر تاريخها ولم ير المصريون أن صمتت قواتهم المسلحة وأيدت واستجابت أو وفرت الحماية لمتآمرين، كما لم يؤد قادة الجيش التحية العسكرية أبدًا خارج القانون والدستور وفي موضعها ولمن يستحقها من الوطنيين الشرفاء, الأمر الذي يجب ان يتوقف أمامه أعداء ثورة 25 يناير وكارهوها، والذين ينتظرون شهر يناير من كل عام لإعلان عدائهم للثورة وتوزيع اتهامات الخيانة والعمالة والتآمر علي كل من دعا وشارك وآمن بها وأيد عدالة مطالبها والدور العظيم الذي قام به الشباب لإيقاظ الوطن من ثباته الطويل الذي استمر ثلاثين عامًا وإنهاء مرحلة وبدء أخرى نعيشها الآن لنصل جميعا لتحقيق مطلب جماهير يناير في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وهو المطلب الذي لم يغب يومًا عن أعين الرئيس عبدالفتاح السيسي.
الهجوم على ثورة 25 يناير هو هجوم علي ثورة 30 يونيو، لأن جبهة الإنقاذ وحركة تمرد لم يكن من بين أعضائهما أحد قيادات نظام الرئيس مبارك الذي أسقطته ثورة 25 يناير, والجبهة والحركة التي تشكلت من شبابها، وهما اللتان تحركتا لاسترداد ثورة يناير وتعديل مسارها في 30 يونيو عام 2013 بعد أن اختطفتها التنظيمات الإرهابية بقيادة الاخوان المسلمين, وما قامت به القوات المسلحة في 30 يونيو لم يتغير كثيرا عن دورها في 25 يناير انطلاقا من دورها الوطني وحماية الأمن القومي للدولة ومهامها التي حددها الدستور.
بقايا نظام ما قبل ثورة 23 يوليو عام 1952 مازالوا حتي الآن يعتبرون الثورة التي أسقطت الملكية وغيرت وجه الحياة في البلاد مؤامرة، لذلك فمن غير المستغرب ان يواصل بقايا الرئيس مبارك ومن دار في فلكهم الاتهامات لثورة 25 يناير بأنها مؤامرة هي الأخرى رغم كونها السبب الرئيسي لما نحن فيه الآن من بناء الجمهورية الجديدة ومساعي لتحقيق التنمية المستدامة.
يناير ثورة عظيمة أسقطت رئيسًا وبعضًا من رموز نظامه وكشفت حقيقة تنظيم إرهابي لطالما تستر بالدين لخداع المصريين وحرمته من حاضنته المجتمعية التي وفرت له الحماية وتعاطفت معه ضد أجهزة الدولة.
خروج الشباب في 25 يناير 2011 أخرج الدولة من شيخوختها وفتح المجال أمام أجيال جديدة لتولي المسئولية في جميع القطاعات والمؤسسات، وأنقذ أجيالًا أخرى من الأفول والتلاشي دون أن تستفيد منهم الدولة.
المصريون خرجوا في يناير لاسترداد دولتهم الكبيرة من قبضة نظام حكم وحاشيته تسببوا في عزلها عن محيطها الإقليمي، وخرجوا في 30 يونيو لإعادة الدولة من تنظيم إرهابي اختطفها ويتحملون منذ سنوات تبعات برنامج الإصلاح الاقتصادي آملين في الوصول إلى تحقيق مطلبهم في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة والاجتماعية.
والاحتفاء بثورة 25 يناير لا يتعارض مع الاحتفال بعيد الشرطة وصمود رجالها الأبطال وتضحياتهم في وجه المستعمر عام 1953 في مدينة الإسماعيلية.
رحم الله شهداء الوطن وتحيا مصر

التعليقات متوقفه