ماجدة موريس تكتب :الرياضة.. والهوية

3

مساء الأحد.. أعلن الاتحاد الانجليزي لرياضة الاسكواش أن مروان الشوربجي، المصنف السادس علي العالم في هذه الرياضة، سيلعب باسمه، وبالتالي سيحمل الجنسية الانجليزية، ويلحق بشقيقه محمد الشوربجي الذي فعلها منذ أعوام، ولتعود الي شاشاتنا الالكترونية موجة طاغية من الاهتمام بهذا الخبر، والتفاعل معه من قبل كل من له صلة بهذه الحكاية «التي تحولت لقضية رأي عام» مثل رئيس الاتحاد المصري للاسكواش عاصم خليفة ومثل الشوربجي نفسه.. ومن المتابعين بلا صلة كأصحاب البوستات، والتعليقات التي زادت وفاضت عن الحد والحدث نفسه، ولنجد انفسنا امام قضية تتكرر حول علاقتنا باللعبات الفردية ولاعبيها وكيفية رعايتهم ودعمهم في مواجهة دول اخري تدعم بأشكال افضل، ويتحول دعمها الي طعم قوي للاعبي الدول الاخري، ونحن منهم، وبالتالي تستطيع اقناعهم بالانضمام اليها، واللعب باسمها عن طريق تبديل الهوية، ودعم مادي يفوق الخيال، ومعاملة طيبة.. والسؤال الان هو هل كتب علينا ان نهدي ابناءنا المتفوقين الي غيرنا ليرفعوا راياتهم بدلا منا؟.

رد للجميل.. أم شعور بالأهمية
في حوار عبر برنامج «كلمة أخيرة» للميس الحديدي مع رئيس الاتحاد المصري للعبة، قال ان لديه خمسة لاعبين غير مروان، «سيزيل الصدأ عنهم» وهو ما يعني انهم موجودون، ومجمدون، وهو أمر شديد الغرابة، فلماذا يجمد ابطال كان من الممكن ان يتفوقوا علي البطل الذي هرب الي جنسية اخري، والذي كان يرفض ما فعله شقيقه، «كما قال رئيس الاتحاد» ولكنه عاد ليكرر فعلته معلنا ان ما بقي له من زمن للتألق هو عامان فقط «وانه يريد لأبيه وأمه حياة هادئة معه ومع شقيقه» وربما لهذا قال ايضا انه يريد رد الجميل، وهو ما يأخذنا إلي جمايل اخري عليه لنادي سموحة بالاسكندرية اول الاندية التي لمع فيها، ثم لنادي هليوبوليس بالقاهرة الذي اعطاه الكثير، ولكن،الحقيقةهي الحقيقة في عالم يتنفس بالنقود الان، فما سيأخذه في بلاد الانجليز اسبوعيا يساوي راتبه السنوي مصريا، ولكن الحياة لا تقاس بالنقود فقط، فلدينا ابطال وبطلات كثيرون في لعبات فردية يلعبون ويحققون البطولات باسم مصر منهم نوران جوهر لاعبة الاسكواش ايضا المصنفة الاولي عالميا، وغيرها.. فما الذي يدفع لاعبا لتغيير جنسيته؟ هل هو الخوف من المستقبل، او من وضع غير مستقر بالنسبة اليه؟ او معاملة غير طيبة؟ الاجابة صعبة، لكن تعليقات ابناء السوشيال ميديا علي هذا كثيرة جدا، والكثير منها ملفت، فهناك من يقول لمروان الشوربجي الف مبروك، او كل الدعم، والتوفيق، لكن هناك من يقول له: احسنت، ومن يكتب له: مبروك وعقبالنا، ومن يتمني ان يحصد كل البطولات بأسم انجلترا !! فهل ضعفت اهمية وقيمة الهوية عند البعض منا؟ وهل اصبح الانتماء للوطن مرهونا بالامتيازات المادية فقط؟ وهل تغيرت الحياة لهذه الدرجة؟.

التعليقات متوقفه