ماجدة موريس تكتب:من «اشتباك» إلى الأفلام الممنوعة

13

ذهب الفيلم المصري «اشتباك » إلى مهرجان “كان” ليعرض، ويحظي باهتمام واعجاب كبير، وكان عرضه الأول في كان يوم 12 مايو عام 2016 بينما عرض في مصر يوم 27 يوليو من نفس العام، ولأنه فيلم مهم في تعبيره عن أحداث مصر بعد ثورة 30 يونيو عام 2013، ولتفرد أسلوب تعبيره حيث دارت أحداثه كلها داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة امتلأت بالمتظاهرين في هذا اليوم المشهود، بينهم معارضون لحكم جماعة الإخوان المسلمين، وايضا بينهم مؤيدون، وآخرين جاءوا بالتبعية، والكل في حالة هيجان بعد خلع الرئيس محمد مرسي، في هذه المساحة الصغيرة جدا- عربة الترحيلات- دارت أحداث الفيلم الذي كتبه مخرجه «محمد دياب» بالمشاركة مع شقيقه «خالد دياب»، والذي أعاد كتابته مرارا وفقا للأحداث والمستجدات في الشارع المصري منذ 2011 وحتي 2013، وأدار تصويره داخل العربة مصور قدير هو احمد جبر وقام بالمونتاج مونتير قدير، هو احمد حافظ، ووضع تيمة موسيقية تلائم هذه الحالة خالد داغر، لنجد أنفسنا علي مدي يزيد على ساعة ونصف الساعة داخل العربة التي انقسمت مثلما انقسم المجتمع، فأنصار الإخوان بدأوا في التجمع والبحث عن آخرين من بين الركاب، أما هولاء الآخرون فقد وجدوا أنفسهم في ورطة، ووحدة، ومنهم امرأة «بأداء نيللي كريم» أخذت للعربة مع زوجها وطفلتها، ومصري يعيش بعيدا في بلد المهجر، وغيرهم، كلهم أخذوا من نفس المكان الي حين التحقيق معهم، والقرار بشأنهم، وهو ما وضعنا كمشاهدين في نفس موقفهم تقريبا، قلق وحيرة وغموض وأسئلة بلا إجابات، ومحاولات للفهم، هذا الفيلم المهم لماذا لا نراه الان بمناسبة مرور 11 عاما علي خروج المصريين لرفض الحكم الاخواني والدفاع عن بلدهم؟ ان ثورة 30 يونيو، وقبلها 25 يناير تعني سجلات مهمة في تاريخنا، وتعني ايضا نهاية لحلم اخواني بحكم مصر، ولقد سجلت كل مواقع العالم هذا الخروج الاكبر للشعب دفاعا عن نفسه ورفضا لحكم ظالم في 30 يونيو عام 2013، وبالتالي من حق هؤلاء الذين سجلوا ووثقوا هذا احترام ما قدموه من اعمال، خاصة الذين وثقوا وقفات المصريين في ميدان التحرير منذ 2011، وحتي الذين قدموا أفلاما روائية عن هذا الحدث، أنني أتمني أن تعود للسينما أهميتها الكبري، وقيمتها في تسجيل ودعم كل ما نعيشه في حياتنا، ولكن كيف يحدث هذا وأغلب الأعمال التي قدمها أبناؤها من السينمائيين لا تعرض علي الشاشات التليفزيونية المفتوحة التي تراها الاغلبية من المصريين، «والتي يعرض عليها عدد محدود جدا من الافلام المصرية في كل الأوقات والمناسبات»، وأتذكر هنا أنني وغيري رأينا من إنتاج التليفزيون أفلاما عن الاحتشاد الكبير في ميدان التحرير، أتذكر منها فيلم «اسمي ميدان التحرير» لعلي الجهيني وفيلم «الكعكة الحجريّة» لأسماء إبراهيم، واللذان لم يعرضا أبدا بعد هذا، ومن الأفلام الطويلة لا ينسي الكثيرون منا فيلم «بعد الموقعة» ليسري نصر الله الذي قدم موقعة الجمل في ميدان التحرير، وفيلم «18 يوم» الذي قدم فيه عشرة مخرجين ومخرجات كبار من بينهم شريف عرفة وكاملة ابو ذكري رؤيتهم للثورة ولماذا قامت، وفيلم باسم «الشتا اللي فات» للمخرج إبراهيم البطوط «الذي اختفي الان برغم أهمية أفلامه القليلة» وفيلم «عشم» للمخرجة ماجي مرجان، وفيلم لفت الأنظار وقتها هو «الميدان» للمخرجة الأمريكية المصرية الأصل چيهان نجيم، والتي حضرت لتقضي أيامًا طويلة في بلدها الأصلي تتابع الأحداث وتقدم فيلما مهما، والسؤال الان هو لماذا لا نري هذه الافلام بمناسبة احتفالنا بهذه الثورة والأيام المجيدة؟ ولماذا لا نستعيد لهذا الشعب علاقته الجيدة بالسينما منذ كان التليفزيون يقدم لنا الأفلام ومعها نقاش يسعد المشاهد بقدر ما يستفزه كما فعل يوسف شريف رزق الله ودرية شرف الدين وسناء منصور من قبل؟، لماذا ؟

التعليقات متوقفه