ماجدة موريس تكتب :ليالى مصر

14

على إحدى الشاشات المصرية، وجدت إعلانًا مهمًا من كلمتين فقط هما «ليالي مصر»، امس الاول، ولأنني لم اجد تفاصيل اكثر، فاعتقدت أنه مشروع جديد لحفلات غنائية في كل مصر، بعد ان انتهي موسم حفلات «العلمين» بنهاية شهر أغسطس الماضي، فدخلت علي المنقذ الوحيد لنا الآن، مستر جوجل وموقعه لأكتشف أن «ليالي مصر» مشروع بدأ في مايو الماضي، «3 مايو 2024» أعلنته الشركة المتحدة وقتها بمناسبة، أو احتفالا بأعياد الربيع، ويسعي الي إقامة حفلات غنائية في كل محافظات مصر، ومع ذلك فالغريب ان أولى حفلاته في يونيو الماضي كانت في منطقة التجمع بالقاهرة وأحياها محمد حماقي، ومن بعدها لم تقم حفلة ثانية حتي الآن، ربما لان الانشغال بالعلمين لم يترك مساحة لمشروع ثانٍ، وربما لأن المسؤولين عن المشروع اعتقدوا ان الجمهور الكبير المحب للموسيقي والغناء سوف تكفيه مشاهدة التليفزيون ومقاطع من أحداث العلمين بديلا عن الاستمتاع بفن الغناء والتواشيح في مكانه، وهو ما أثبتته حفلات مهرجان «القلعة» الذي وجد اقبالاً رهيبا، وتفاعلا من الجمهور في عز وقت العلمين، وليؤكد الشعب المصري من جديد شغفه ومحبته للفن، وفنون الموسيقي والغناء تحديدا، وان له تاريخا طويلا مع هذه الفنون، منذ أيام قدمائنا أو «الفراعنة» الي ما بعد ثورة يوليو حين بدأت حفلات «أضواء المدينة» في كل مدن مصر، وبعدها جاءت «ليالي التليفزيون» لتتحول متابعة الملايين لحفلات الغناء من الإذاعة الى ذلك الجهاز الجديد، التليفزيون، وليصبح مولد اي موهبة جديدة مرهونا بظهورها مع أهم نجوم الغناء المصريين والعرب في ليالي التليفزيون.. الآن.. انتهي زمن هذه الليالي فماذا ننتظر من الليالي الجديدة، ليالي مصر؟.

فن متاح.. ومواهب مدهشة
السؤال الأول هنا هو: هل لدينا قاعة او مسرح كبير في كل محافظة مصرية لإقامة هذه الحفلات عليها؟ وهو سؤال يخص وزارة الثقافة اولا ثم الشركة المتحدة ثانيا، والاثنتان أعلنتا تعاونهما معا، وبالتالي عليهما تجديد أو إقامة مسرح وقاعة كبري في كل محافظة لخدمة أهاليها، واتاحة الفرصة لهم للذهاب الي مسرح ورؤية غناء حقيقي بدون شاشة التليفزيون، وليس هذا صعبا إذا كان قد تحقق منذ نصف قرن ايام «أضواء المدينة»! ولان هذا حق من حقوق مواطني المحافظات، خاصة البعيدة، أما السؤال الثاني فيخص أسعار حضور حفلات المحافظات في ليالي مصر، فهل يستطيع مواطنوها دفع أثمان شركة «تذكرتي» التي نقرأ عنها في اي حفل بالقاهرة او الساحل؟ نعم هناك من يستطيع، ولكن ليس الأغلبية، والفن ليس للأقلية فقط، بل أنه حائط صد للأغلبية ضد هموم الحياة والإشاعات المغرضة وغيرها، وبالتالي فإن لهذه الحفلات، ولحفلات المسرح والسينما وغيرها من الفنون دور شديد الأهمية في دعم المجتمعات المحلية ومبادئ العدالة الثقافية التي لا تنفصل عن العدالة الاجتماعية فيها، وأخيراً، فإن الإعلان عن تفاصيل مشروع «ليالي مصر» ومواعيده، والحرص على إذاعته علي شاشات التليفزيون هو امر شديد الأهمية لمن لا يستطيعون الذهاب لأي حفل او حتي خروجه.. وهم كثيرون.

التعليقات متوقفه