” تخاطب الطلاب القادرين مادياً فقط”.. الجامعات الحكومية تتوسع فى إدراج إقسام جديدة بمقابل مادى.. هل تؤثرعلى جودة التعليم العادى بنفس الكليات
،، شهدت الاقسام الخاصة ” بمصروفات” أو المميزة كما يطلق عليها بعدد من الكليات بالجامعات الحكومية، إقبالاً كبيراً من طلاب الثانوية العامة هذا العام، رغم
الرسوم العالية بمعظمها ، والتى قد تصل إلى عشرات الآلاف من الجنيهات، مما دفع هذه الكليات بأن تضع ضوابط وشروط إضافية للقبول بها، وقد تأخذ بالأعلى مجموعا من الطلاب الذين يريدون الالتحاق بها، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هو” هل تؤثر هذه الاقسام على التعليم العادى داخل الكليات؟، وهل يمكن يرى البعض تتناقض ومبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، خاصة وأنها تخاطب القادرين مادياً ؟ ، تساؤلات يجيب عليها خبراء تعليم وتربويون خلال السطور التالية.
وتعتبر جامعة القاهرة وعين شمس، أكثر الجامعات الحكومية التى بها أقسام وبرامج جديدة ومتميزة فى كثير من التخصصات والكليات أيضا ، والتى تكون الدراسة فيها بنظام النقاط المعتمدة والدراسة باللغة الإنجليزية، ويتم قبول الطلاب بعد ان يتم توزيعهم عن طريق مكتب التنسيق العام أو تنسيق الطلاب الوافدين.
فى البداية، يقول أشرف رفعت- ولى أمر طالبة بكلية الاثار جامعة القاهرة، أن هذه الاقسام أصبحت موجودة فى أغلب الكليات بعد موافقة المجلس الأعلى للجامعات عليها، وتتم الدراسة ببعض منها بنظام الساعات المعتمدة، والدراسة بها باللغة الإنجليزية، موضحاً أن ابنته التحقت بقسم خاص بالكلية اسمه” نظم المعلومات الاثرية”، مشيرا الى ان القسم يقبل عدد محدود جدا من الطلاب وبشروط ومقابلات شخصية ، مضيفا ان القسم بمصروفات دراسية تفوق باقى اقسام الكلية بآلاف الجنيهات وذلك مقابل تأهيل الطالب لسوق العمل بمزيد من الخبرات العملية والتدريب خلال سنوات الدراسة، الامر الذى يضطر معه أى ولى أمر قبول تحمل هذه المصروفات حتى يحصل ابنه أو ابنته على تعليم مميز.
حق للجميع
بينما يرى حسام عبد الظاهر- ولى أمر لطالب بكلية الاداب جامعة عين شمس، قسم ” إرشاد سياحى فرنسى”، وهو قسم بمصروفات تتخطى الـ 20 ألف فى العام الدراسى الواحد ، أن مثل هذه الاقسام تحمل عدد من الايجابيات والسلبيات فى نفس الوقت، فهى تتيح بالفعل للطالب خدمة تعليمية مميزة وتدريب عالى خاصة فى ظل قبول اعداد قليلة من الطلاب المتقدمين مقارنة بباقى الاقسام الاخرى والتى يلتحق بها الالاف من الطلاب، بالاضافة الى كون الدراسة باللغة الفرنسية أو الانجليزية فى قسم اخر مثيل له فى حد ذاته تمييز ، وهنا تكون السلبيات ، حيث يتنافى هذا النوع من التعليم ومبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، ” فكيف يكون طالبين فى نفس الكلية وحاصلين على نفس المجموع ، ومن معه القدرة المالية فقط من يحصل على خدمة مميزة؟!
ويشاركة الرأى محمد ابو زيد- ولى أمر طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس، قسم ” إدارة أعمال بمصروفات” بالتعاون مع جامعة جورجيا الأمريكية ، وتصل مصروفاته لـ 30 ألفا سنويا شاملة الكتب، ويشترط القسم أن يجتاز الطالب امتحان القبول فى مادتى اللغة الإنجليزية والرياضيات وفقا للمجموع الاعتبارى وهو مجموع الثانوية العامة مضافا إليه درجة اللغة الإنجليزية بالاضافة إلى 10 درجات نتيجة المقابلة الشخصية، حيث يرى أنه رغم المميزات التى تمنحها هذه الاقسام لطلابها وتأهليهم لسوق العمل من خلال التنسيق مع بعض المؤسسات بالقطاع الخاص ، الا انها تفرق بشكل واضح وكبير بين الطلاب ، فقد يكون هناك طالب متميز ولكنه يفتقد للقدرة المادية فهل يحرم من هذه المزايا، مطالباً بضرورة أن توفر الدولة من خلال الكليات بكافة أقسامها بالجامعات الحكومية لجميع الطلاب على حد سواء خدمات تعليمية وتدريبية متساوية ومتكافئة بما يساعدهم على الخروج بشكل مناسب لسوق العمل، خاصة وان التعليم مثله مثل الصحة حق مكفول للجميع.
باب خلفى
وتقول مروة سمير – ولية أمر طالبة بكلية الحقوق جامعة القاهرة ” قسم دراسة القانون باللغة الانجليزية وتصل تكلفته إلى 31 ألفا و200 جنيه للطلاب المرشحين للكلية فقط وبشرط الحصول على 80٪ فى درجة اللغة الإنجليزية على الأقل، وهناك قسم أخر باللغة الفرنسية المشترك مع جامعة السوربون وتصل رسومه إلى 29 ألفا و193 جنيها ، بالإضافة إلى 758 يورو تسدد للجانب الفرنسى ويشترط عند الالتحاق بأى منهما الحصول على أعلى مجموع فى الثانوية العامة من الملتحقين بالكلية من القسمين العلمى بشعبتيه والقسم الأدبى، بالإضافة إلى اجتياز امتحانات القبول التحريرية والشفوية، تقول أن هذه الاقسام التى تمت استحداثها منذ سنوات والتى يمكن اعتبارها ” باب خلفى” لتعليم خاص ولكن برعاية حكومية، لان هذه الاقسام والبرامج الخاصة تمت على مرأى ومسمع وموافقة وترحيب من المجلس الاعلى للجامعات دون رقابة حقيقية عليها وعلى مصروفاتها الدراسية بغض النظر الى صالح الطالب او قدرة ولى الامر، فقط يقوم مكتب التنسيق بغلحاق الطالب بالكلية ، وداخل الكلية يبدأ الطالب رحلة البحث عن الافضل والمتاح ، ليفاجئ بإنه لكى يحصل على دراسة جيدة وافضل تأهيلاً ، عليه الالتحاق بالاقسام الخاصة ” بمصروفات” ، وطبعا على أى اب الدفع ليكمل مسيرة ابنه التعليمية للنهاية ، حتى لو اضطره الامر الى الاستدانة أو الاقتراض لسداد هذه المبالغ فى خدمة تعتبر حق اصيل لاى طالب وبدون مقابل فى الاساس.
التعليقات متوقفه