صفحة من تاريخ مصر

61

توقفنا فى الحلقة الماضية عند التمويل الذى تركز فى نهاية الأمر فى الاستيلاء على موجودات محلات الذهب والمجوهرات المملوكة للأقباط فمن أين جاءت الأسلحة؟ يقول تقرير النيابة (صفحة 88) وجه مسئولو التنظيم اهتماما خاصا للتسليح وقد حصل محمد عبدالسلام فرج على كمية من المتفجرات أخفى جزءا منها فى شقة خالية بجوار مسكن محمد غريب فايد «شقيق زوجته» ودفن الباقى فى أرض بجوار المنزل الذى يقيم فيه، وقد ضبط بعض منها بتاريخ 15 أكتوبر 1981«أى بعد حادثة اغتيال السادات» وهى عدد أصابع جلجنايت تزن 35 كيلوجراما وستة قوالب من مادة ت. ن. ت وكيس به كمية من كلورات البوتاسيوم «تستعمل فى صناعة المواد المتفجرة» وصندوق به 272 طلقة روسى وخزنة رشاش بورسعيد، وكل هذه المضبوطات ضبطت فى منزل شقيقه الصيدلى أمين الدميري، وفى 31 أكتوبر 1981 ضبط فى مقابر أسرة إبراهيم رمضان بمنطقة الإمام الليثى 26 إصبع جلجانيت طول 20سم قطر 3سم و25 إصبع جلجانيت طول 40سم قطر 3سم و12 قالب ت. ن. ت مختلفة الأوزان ومائة متر فتيل أمان، كما جمع عبود الزمر كمية من القنابل والمفرقعات والأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء ضبط منها بتاريخ 25 سبتمبر 1981 فى مسكنه بشارع عفيفى رقم 9 بالجيزة مدفع رشاش ستن عيار 9 مللى وطبنجة أوتوماتيكية عيار 7.65 مللى ومعها الخزنة الخاصة بها وأربعة فرد بروحين صناعة محلية معدة لإطلاق الطلقات الروسى و14 خزنة رشاش وثلاث خزن بندقية آلية، وعدد 11 صندوق طلقات به خمسون طلقة وكيس بلاستيك بداخله 73 طلقة عيار 0.22 بوصة وكيس بلاستيك آخر بداخله 424 طلقة وكيس بلاستيك به 54 طلقة، وفى 30 سبتمبر 1981 عثر فى سيارته على عدة طلقات وبتاريخ 13 أكتوبر «أى بعد اغتيال السادات» ضبط فى منزل عبود الزمر بشارع المدينة المنورة بالهرم عدد 6 قنابل يدوية دفاعية من بين القنابل التى سلمها له أنور عكاشة والذى سبق أن اشتراها من خليل السواح وعدد 7 قنابل يدوية هجومية وعدد 6 قنابل يدوية دخان وعدد 2 عبوة محلية و7 مفجر و3 فتيل أمان و2 فتيل أمان خاص بالقنابل اليدوية وبندقية آلية وطبنجة أوتوماتيكية عيار 9 مللى وأربع طبنجات متنوعة وعشرات من الطلقات المتنوعة، كما ضبط نبيل المغربى خارجا من العقار رقم 3 بشارع عبدالحليم حجاج بسراى القبة حاملا حقيبة بها عدد 2 رشاش بورسعيد وأربع خزن لهما، وفى النصف الثانى من شهر سبتمبر 1981 قام نبيل المغربى بتسليم حسن عاطف زيادة حقيبة بها رشاش بورسعيد وأربع خزن للرشاش وهى الأسلحة التى كان يستخدمها المغربى لتدريب أعضاء التنظيم، وفى أوائل 1981 قام محمود السيسى بتسليم صديقه محمد إسماعيل حقيبة بها 16 إصبع ديناميت و4 قوالب ت. ن. ت و3 قوالب ت. ن. ت صغير و17 مفجرا وقنبلة دفاعية وعديد من الطبنجات والذخيرة وعدد 86 سلاح أبيض فقام بدوره بتسليمها لعبدالعزيز على عبدالعزيز الذى جمع كل هذه الأسلحة ووضع معها مدفع رشاش أحضره له سيد عبدالفتاح داخل صندوق تم دفن الصندوق بمحتوياته داخل حفرة فى ورشة النجارة الخاصة به بشارع بشتيل مركز إمبابة وأخفاها لصالح التنظيم ثم أخفى الحفرة بطبقة من الأسمنت ثم أرضية الورشة إلى أن اكتشفت بعد اعتراف المتهم فى 13 نوفمبر 1981 وتواصل النيابة عبر حوالى عشرين بندا منفصلا حصر أسلحة كثيرة وطلقات وديناميت وجلجانيت وقنابل وأسلحة بيضاء بصورة توحى بأن الجماعة كانت تستعد لحرب فعلية ضد النظام، وكان تدريب أعضاء التنظيم يجرى أيضا على قدم وساق ويشمل تدريب العضو ثلاث مراحل: الأولى الأمن والطوبوغرافيا والإسعافات الأولية والرياضة البدنية وقيادة السيارات والدراجات البخارية، والمرحلة الثانية التدريب على الإغارات والكمائن واقتحام المبانى واستخدام المفرقعات قطريا واستخدام السلاح فكا وتركيبا.
والمرحلة الثالثة الرماية وتدريب عملى على الاقتحامات والكمائن، والآن نحن أمام جيش مسلح ومدرب ومستعد وبقى أن نسأل أين كان الأمن من ذلك كله، فالأمن لم يتحرك إلا بعد خطاب السادات فى أواخر سبتمبر 1981 أى قبل اغتياله بأسبوع.. وإذا تحرك كان قد فات الأوان، وأستطيع أن أقول إنه لولا اغتيال السادات لما كان بالإمكان مواجهة هذا التنظيم إذا ترك شهرا آخر أو شهرين.. ويبقى الأمر كله متروكا لتحليل سياسى لموقف السادات ولتعليماته لأجهزة الأمن بعدم التعرض لهذه الاتجاهات وبالتركيز على القوى اليسارية.
وانتهى الأمر برحيل السادات على يدى من رباهم وحماهم وساعدهم وترك لهم المجال.. وكانت القضية التى نطالعها لنعرف مسيرة ومصير جماعة الجهاد.. ونواصل.

التعليقات متوقفه