إقبال بركة تكتب : نساء مصر والرئيس

197

أزاح شعب مصر فى الثلاثين من يونيو الكابوس السياسى الذى ظل يجثم فوق صدره آلاف السنين . لن يجرؤ حاكم أو مسئول بعد هذا اليوم على الاستبداد أو التنكيل بمواطن مصرى ، و سوف يعلو صوت القانون ليحل محل الخطب الإنشائية و المواعظ المضلِلة و الفتاوى الملفَقة .

ألا يحق لنساء مصر أن يحلمن بالتخلص من الكابوس الاجتماعى الذى يعيق تقدمهن و يجبرهن على الحياة داخل شرنقة من الأفكار المسبقة . الثورات عادة ما تكون لحظة فارقة فى حياة الشعوب ، وبعد ثورة 1919 م خرجت ملايين النساء الى العمل الشريف و أثبتت الآلاف منهن جدارتهن وتفوقهن على الرجال ، فلماذا استمر سيف التقاليد و الأعراف البالية مسلطا فوق رؤوس النساء تجعل المرأة مسلوبة الإرادة تتبع من يقهرها و يرفض وجودها فى ساحة الحياة الرحيبة ؟ أتكلم عن ملايين النساء اللاتى منحن أصواتهن لمرشحين يمكن تصنيفهن كأعداء للمرأة . كيف أمنح عدوى فرصة ليتسلط على  ويخنق أنفاسى ؟! قد نعذر النساء اللاتى أخطأنا فى حقهن وتركناهن شريدات فى مجاهل الفقر و الجهل ، فما هو عذر المتعلمات ؟ لقد خرجت ملايين النساء المصريات فى كل المظاهرات التى هتفت تطالب بالحرية ، منذ السادس عشر من مارس 1919 حتى الثلاثين من يونيو 2013 ،  و لكن هناك ملايين أُخري انضممن الى ساحات التضليل فى رابعة العدوية والنهضة وغيرهما .

و اليوم يتبارى مرشحا الرئاسة فى ارضاء كل الأطراف ، و عليهما أن يدركا أنها للحظة الفاصلة فى تاريخ مصر كلها . فلن تتحرر مصر وبناتها ، نصف تعداد الأمة،  مغلولات الى تقاليد بالية و أفكار عفنة وفقر متوارث وجهل مركب يورثنها جميعا للأجيال القادمة . وكل الأحلام والخطط  و الطموحات لن تتحقق إلا إذا تبنتها النساء  وشاركن فى وضعها و تنفيذها . على المرشحين للرئاسة  أن يدركا أن تحررمصر مرهون بتحرر نسائها و إذا تحررت النساء ستنطلق مصر الى آفاق غير مسبوقة .

التعليقات متوقفه