ماجدة موريس تكتب : التاريخ أصبح عمره قصير

15

أول أمس الإثنين، أكملت الحرب علي غزة عاما كاملا ولا تزال، ولكنها اتسعت لتصل الي لبنان، وليصل القتل والدمار الي المدنيين من الأطفال والنساء والرجال في هذا البلد الصغير العزيز الذي تعرض للكثير من المحن وأقساها هو وجود إسرائيل بعد اغتصابها فلسطين بحده الشمالي لتصبح مصدر المشاكل له، ولتقوم بعمليات اقتحام تتعدى «حزب الله» بعد ان قتلت قياداته، لتصل الي الشعب اللبناني وتبدأ عمليات قتله، وبعد الرعب، تطالبه بإخلاء المناطق والقري وكل الأماكن التي يعيش فيها، «وهو أسلوب ابتكرته في حربها علي غزة، الضرب والترويع ثم المطالبة بإخلاء الطريق» كل هذا والعالم يتفرج، او فلنقل أغلبه، لأن به الكثيرين ممن رفضوا الحرب علي غزة منذ 7 اكتوبر عام 2023، ومن حذروا من نتائجها، ومن خرجوا للتظاهر في اغلب دول العالم لوقف العدوان علي الشعب الفلسطيني، ومن طالبوا بعقاب اسرائيل في مجلس الامن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، «وبينهم الأمين العام نفسه انطونيو جوتيريش»، ولكن لا احد استطاع ان يوقف دولة الاحتلال عن خطتها لإنهاء الدولة الفلسطينية في غزة بقتل البشر وتدمير كل ما ييسر حياتهم من بيوت ومرافق ومدارس ومستشفيات الخ، حتي محكمة العدل الدولية، والجنائية الدولية لم تستطيعا فرض قرارات بعد محاكمات ومطالبات من دول عديدة للقبض علي رئيس حكومة العدوان النتن ياهو واعتباره مجرم حرب «وفقا للقوانين التي لم يضعها العرب ولا الفلسطينيون وانما الغرب»، كل القوانين والمعاهدات الدولية والانسانية سقطت امام أعيننا علي مدي عام كامل كانت المادة الاعلامية اليومية به هي كم قتيلا وكم جريحا اليوم؟ بل، وكم مؤسسة طبية تم تخريبها وايقافها عن اسعاف المصابين؟ وكم طبيبا ومسعفا قتلوا؟ وكم عاملا من المؤسسات الدولية التي أرسلتها الأمم المتحدة لا يزال علي قيد الحياة؟ وكم صحفيا ومراسلا يرسلون لنا ما يحدث من قوات اسرائيل ضد كل الناس في غزة «قتل جيش الاحتلال اكثر من 115 مراسلا ومراسلة»، فهل هناك من لم يقتل بعد من الأطفال والنساء وغيرهم بعد ان تجاوز عدد القتلي في غزة الواحد وأربعين الفا!!، وكم من الناس سوف تصيبه الجروح بعد ان تجاوز عدد الجرحي التسعين الفاً؟؟ وبجانب هذا، مارست دولة الاحتلال حربا ثالثة هي حرب التجويع، ومنعت المعونات الغذائية عن شعب غزة امام العالم كله، وتسببت في احداث ازمة غير مسبوقة بحجة هجوم حماس، بينما التاريخ المكتوب يسجل جيدا أرقام الحروب التي قامت بها كل عام او عامان علي الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وحتي الأراضي الصحراوية، كل هذا مر بدون عقاب، فهل هناك أمل اليوم في أية عدالة دولية من «سادة العنف» في هذا العالم، وسادة الانحياز لدولة الاحتلال؟.

خدوا بالكم من المدنيين
«لابد من الحفاظ علي المدنيين» جملة خالدة للمستر بلينكن، وزير خارجية امريكا، استمر يقولها في كل زيارة له للمنطقة، بداية باسرائيل «ليطمئن عليها» ومرورا ببلداننا العربية حولها، يقول هذا وهو يعرف ويري الضرب والموت للفلسطينيين يوميا، ويحصي اعداد القتلي والجرحي من المدنيين الذين يوصي بالحفاظ علي حياتهم، فلماذا؟ وهل اعتقد الرجل اننا والعالم نصدقه؟ أن اسرائيل تستقبل يوميا علي الإفطار أسلحة امريكا المجانية لاجل قتل الفلسطينيين، وبالمجان، و«بايدن» رئيسها ذهب بنفسه أثناء القتل والتدمير ليعلن «لو لم توجد اسرائيل لاوجدناها»، وفي قاعات الأمم المتحدة كانت أمريكا هي صمام الأمان للقتلة ترفض اي قرار بالإدانة او إيقاف الحرب، وامس، اعلن المرشح للرئاسة الأمريكية ترامب انه «سيحصل علي اصوات كل اليهود» وهو ما يعني استمرار الأوضاع في غزة، والضفة التي يسعي المستوطنون الي استكمال احتلالها الان، «والتي قامت بعض الدول الأوروبية بإدانة بعضهم» وبالطبع الي أية منطقة عربية مجاورة، وأولها لبنان التي يقوم جيش الاحتلال بالتوسع فيها الآن، وسوريا التي ما زالوا يحتلون فيها مرتفعات الجولان، فهل يستمر هذا العنف، والي أي حدود؟ وهل ينتصر «قانون القوة» الإسرائيلي مدعوما بالدعم الأمريكي الكامل الي الأبد؟ ام ان أحلام دولة الاحتلال قد تصل بها الي استعادة حلم فكرة قديمة هي «من النيل للفرات» المستحيلة،، وهو ما يضعها في مواجهة مصر الكبيرة، وجيشها، وشعبها؟.

التعليقات متوقفه