ماجدة موريس تكتب:الثأر.. والانتقام.. ومسلسلات رمضان

343

الثأر.. والانتقام.. ومسلسلات رمضان

ماجدة موريس

هل أصبح الثأر متجذرا في نفوسنا؟، وقادرا علي الظهور في أي وقت، ولأي سبب، لافساد حياتنا؟.

سؤال تطرحه علينا مشاهدة الحلقات الاولي من عدة مسلسلات جديدة بدأ عرضها مع بداية شهر رمضان.. والثأر هنا له صور متعددة وأساليب قد تفوق السبب الاصلي للصراع او الغضب ففي مسلسل «أمل فاتن حربي» تتحول العلاقة بين زوج وزوجته بعد طلاقهما الي قضية ثأر، وفي مسلسل «راجعين يا هوي» تتحول علاقة ابناء العمومة الي ثأر بسبب الميراث، وفي مسلسل «ملف سري» يتحول عمل القاضي في تحقيق العدالة الي سبب للثأر منه، وهذه ملاحظات علي الحلقات الثلاثة الأولى فقط من أعمال ممتدة لثلاثين حلقة، وقد تكون نفس الفكرة موجودة في أعمال أخرى من بين27 مسلسلا جديدا تعرض علي شاشاتنا هذا العام، وبالتالي سوف نكتشفها تباعا، لكن، يبقي السؤال مهما حول الافكار التي تطرحها علينا الدراما هذا العام، ومدي اتساقها «واتساع تطبيقها» مع ما يحدث في الواقع.

وفاتن أمل حربي

في «فاتن أمل حربي» وهو اسم بطلة المسلسل الذي جعله الكاتب إبراهيم عيسي والمخرج محمد العدل عنوانا له ينتهي صبر الزوجة «نيللي كريم» من سوء معاملة زوجها سيف «شريف سلامة» وانتقاده الدائم لأي أمر تقوم به الي طلبها الطلاق، وهو ما يشعل نار غروره فهي بالنسبة اليه ملكية خاصة «تونا دي بتاعتي.. ملكي»، ولا يهمه أمر ابنتيه الطفلتين، فليس فيهما ولد! ومن هنا يرفض الالتزام بدفع العدة، والنفقة أمام المأذون ويقول لها ان تأخذها بالمحكمة.. وفورا يبدأ في الثأر منها بطرق عديدة، اولها أن يستولي علي أثاث البيت وكل ما فيه في غيابها صباحا في عملها والبنات في المدرسة، وحين تذهب لتشكوه في قسم البوليس يطالبونها بالقائمة؟!. وهكذا تتوالي احداث، مأخوذة من سجلات الواقع، ومؤكدة من فريق خبراء استشاري للمسلسل، في إطار فني سلس قريب من الحياة في كل مكونات الصورة، أما في مسلسل «راجعين يا هوي» للكاتب محمد سليمان عبدالمالك والمأخوذ عن قصة للكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد سلامة فنحن امام فكرة مركبة عن العائلة، ورحيل أحد الاخوة «خالد النبوي» لسنوات طويلة بعد خلاف أسري، ثم عودته أخيرا، ومطالبته بنصيبه من الإرث الذي تركه الاب.. وهو ما رأينا مقدماته من خلال صورة الاسرة الان بعد ان تفككت، وتقاسمت الڤيللا، واصبح لكل جناح فريقه، وبدا القادم غريبا يحتاج لمواجهته بكل الطرق، وفي العمل الثالث «ملف سري» للكاتب محمود حجاج والمخرج حسن البلاسي فإننا نلمح مبكرا أزمة المستشار يحيي «هاني سلامة» مع قرب حكمه في قضية غسيل أموال تخص عائلة «المالكي» ذات النفوذ، ومحاولات ابعاده عنها، حتي يعتذر هو بنفسه، وهو علي المنصة يوم الحكم، بعد ان اكتشف ان محامي العائلة المتهمة هو شقيقه الاكبر «نضال الشافعي» والذي قبل هذا حتي يبعده عن الانتقام!. وبالتأكيد فإن فكرة الانتقام والثأر ليست غريبة علي مجتمعنا ولكن المواجهة هي الاهم، وهي ما سوف نعرفه عند نهاية هذه الاعمال، وغيرها، وتأمل الرسائل التي تركتها لنا.. ومدي قدرتها علي مخاطبة عقولنا، ومتغيرات زمننا، وهنا لا بد وان نشير الي مسلسل مختلف، يقف من بدايته في زاوية العلاقة بين الآباء والابناء هو «مين ..، قال» كتبته ورشة شباب بإشراف مريم ناعوم، واخرجته نادين خان، ويقوم ببطولته أب وأبنه، بأداء جمال سليمان واحمد داش، ويدور من حلقته الاولي حول اختلاف الاجيال، فالاب قرر ان يدخل ابنه كلية الهندسة بعد ان عرف مجموعه في الثانوية العامة، اما الابن، فقد كان له قرار آخر.. ويبدأ الصراع.

التعليقات متوقفه