فى حضور أسرته وقيادات التجمع والوفد.. ليلة فى حب رفعت السعيد داخل الكاتدرائية.. زكى: رفعت السعيد موسوعة كاملة ومن كبار رواد حركة التنوير فى مصر

97

نظمت أسقفية الشباب بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئاسة الأنبا موسى، حفل تأبين للدكتور رفعت السعيد الرئيس السابق لحزب التجمع، فى حضور أسرة الراحل وقيادات وأعضاء حزبي التجمع والوفد، وتحدث خلال الحفل المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، الدكتور مصطفى الفقي، والمستشارة تهاني الجبالي، والكاتب الصحفى نبيل زكي، وعدد من الحضور من محبي وتلاميذ رفعت السعيد.. فى البداية تحدث نبيل زكي، القيادي بحزب التجمع، ورئيس مجلس إدارة جريدة الأهالي، الذي وصف “السعيد” بـ”الشخصية الفذة” “غير العادية”، فكان زعيماً سياسياً ومفكرًا ومن كبار رواد التنوير فى مصر ومؤرخاً وأديباً وقائداً حزبياً.

افتتح نبيل زكى حفل التأبين قائلاِ: موسوعة كاملة تمثلت فى شخص رفعت السعيد. فكان رائداً فى الوحدة الوطنية لم يكف عن الدفاع عن الانتماء الوطني وعن مبدأ المواطنة والتسامح والإخاء الديني، وعشرات الكتب والمواقف التي سجلها واتخذها دفاعاً عن الوطن وأبنائه بصرف النظر عن إنتماءاتهم الدينية أو العقائدية أو المذهبية. فمنذ عهد قريب كان صوت رفعت السعيد يدوي فى هذه القاعة مفسراً وشارحاً للعديد من المواقف ومجيباَ عن أسئلة الحاضرين بصدر رحب وبلغة راقية.
وفى كتاباته التاريخية، ورغم علمه الغزير لكنه كان شديد التواضع، وكرر فى أكثر من كتاب أنه لا يدعي أن كل ما يقوله هو الحقيقة النهائية والمطلقة، وإنما لكي يشجع الآخرين من شهود الأحداث ليكتبوا هم أيضاً. وهناك مئات ممن كرسوا حياتهم وقضوا أجمل سنوات حياتهم فى السجون دفاعاً عن الوطن وقضاياه المجتمعية والسياسية، لم يجدوا من يرصد حياتهم وسيرتهم سوى رفعت السعيد فى كتاباته عن تاريخ الحركة اليسارية المصرية.
كنز من الوطنية والمحبة
من جانبه قال الأنبا موسى أسقف الشباب، إن رفعت السعيد بمثابة أخ له، وكان كتلة وكنزا من المحبة المتدفقة دائماً ولا تفرغ أبداً، فلا علاقة له باللون والدين والانتماء السياسي لمن يحاوره. “السعيد” أيضاً كان كنزا من الإبتسامة، وكان ذو وجه بشوش، على عكس ما يعتقده البعض بأن كبار القوم والسياسيين عابثي الوجه دائماً لما عُروف عنهم من جدية، وهناك كلمة لأحد القديسين تقول “الإبتسامة لا تُبرح شفاه المتواضعين” فالابتسام يأتي من الداخل لا من الخارج، وأن الله يسكن فينا جميعاً ويُشع فى أرواحنا بهجة وابتسامة، وهذا ما كان عليه دكتور رفعت السعيد، يغضب ويجادل ويُسجل مواقف ويعترض ثم يعود كما كان مبتسماً بصفاء غير عادي.
أيضاً “السعيد” كنز من الوطنية لم يخذل الوطن أبداً مهما خذله أحد، ولم يتغير فى محبته وفى وفائه لهذا الوطن الحبيب مصر. ومن يدرس رفعت السعيد، يدرس شخص وطني صادق حتى النخاع. أيضاً السعيد كنز من العلم والمعرفة، أي أنه بروفيسور من شهادات دكتوراه وكتب وأبحاث من أروع وأهم ما يكون، رغم كل ذلك احتفظ فى قلبه بالبساطة والتواضع، وهي معادلة صعبة، لكن السعيد جمع بين العلم والبساطة والتلقائية والشعبية، وكان ذلك سر نجاح اليسار فى مصر، وأصبح رفعت السعيد أيقونة لليسار وللوطنية والوحدة الوطنية والمحبة حتى آخر لحظة ولم يتلون أبداً.. وأختتم أسقف الشباب كلمته فى تأبين السعيد قائلاً: “أنا لن أقول ودعاً لرفعت السعيد لأنه حاضر فى قلوبنا وأفكارنا وحياتنا وأنشطتنا وأحزابنا، ولن ننسى تاريخك وإنجازاتك وحبك وعطائك أبداً، وعندما رأيت صورته المبتسمة بالقاعة توقعت أنا أجده وسطكم”.
شركاء فى الوطن
وتحدثت المستشارة تهاني الجبالي التي بدأت كلمتها قائلة: من الصعب على التحدث عن أستاذي الراحل العظيم دكتور رفعت السعيد، وقد تعرفت عليه وأنا أحبو فى عالم السياسة فى مرحلة مبكرة من عمري، فى الوقت الذي كان يبني فيه السعيد مع رواد اليسار مشروع التجمع الوطني الوحدوي، وكنت فى طنطا عندما ألتقيت به، فيما كنت أبحث عن قدوة وقيادة واستمعت إليه وهو يتحدث بملء القلب والعقل للعمال والفلاحين والطبقة الوسطى وعن حقوق فى وطن وليست منحة أو هبة من أحد. كانت كلماته جزءا لا يتجزأ من ضميري الوطني الذي كان يتشكل مبكراً فى هذه المرحلة، فيما بعد قرأت والتقيت برفعت السعيد عن قرب فى العمل السياسي والنقابي فيما بعد، تعرفت فيها على قيمة المثقف المنتمي للمشروع الوطني الذي يؤمن بالعلم ولا يحتفظ به فى غرف مغلقة مكيفة الهواء، وإنما يستخدمه من أجل التقدم بمجتمعه للأمام، السعيد كان يعرف كيف يحاور أعداءه وكيف يكسب الجولات ويخرج منها فى النهاية وهو يُشعر عدوه بأننا جميعاً شركاء فى الوطن لا فرقاء فى الوطن، وهي قضية من أصعب ما يكون لكن السعيد مثلها بإقتدار.
وتابعت الجبالي فى كلمتها عن رفعت السعيد قائلة، إنه إنتمى لفكر اليسار المصري الوطني، امتلك منهج قدرة التحليل العلمي للواقع الاقتصادي والاجتماعي وقام بتطبيقه بوطنية على وطن يغرس أقدامه فى طينه، فهناك فرق كبير بين من يقرأون الفكر ثم لا يعرفون كيف يصلون به لنخاج الوطن، ولم يكن رفعت السعيد من بين هؤلاء، لكنه عرف كيف يصل بأفكاره العلمية للمجتمع. وكان السعيد أبسط الجميع فى التعبير عن الرأي، وكان يصل بسهولة لكل القوى التي تنتظر أن تعي وتعلم، فكثير منا يتحدث ولا يفهمه أحد ولا يعي لكلامه أحد، والسعيد لم يكن من بينهم، فحينما كان يتحدث أو يجري حتى مكالمة تليفونية على الهواء يترك أثراً مباشراً فى جماهير بعينها هو يخاطبها، ثم يترك رسالة لمن بيده الأمر لا تخطئها العين، ولازلت أذكر كلماته الأخيرة وهو يحذر من الضغط على الفقراء والطبقة الوسطى وقوى الإنتاج، وحين يقول بملء الفم “ألا تسمعون صليل الخليل” ليكن ذلك إنذاراً لمن بيده الأمر، وليتهم كانوا يسمعون.
واختتمت الجبالي كلمتها قائلة: رفعت السعيد غادرنا فى ظروف حرجة، والوطن بأكمله فى حاجة إليه وإلى علمه، وأيضاً الأمة العربية والإسلام الحضاري بحاجة إليه ليرد على هؤلاء الذين انتهكوا حرمة الإسلام باسم الإسلام. غادرنا رفعت السعيد لكنه لا يزال باقياً بقيمته الفكرية والوطنية والسياسية. إلا أنني مازلت عاتبة على وطن بأكمله أنه لم يعد يعي قيمة من يغادرنا من رموز ولا يمنحهم حقهم فى الإحتفاء بهم بعد أن يغادرونا، ولا يقدمون لشبابنا وأطفالنا القدوة الحسنة. حزني شديد على جيل سيأتي لا يعرف من هم هؤلاء الذين صمدوا ومنحوا الوطن سنوات عمرهم الطويلة وقدموا الغالي والنفيس، فمن سنقدم للجيل القادم من قدوة إذا لم يعرفوا أمثال رفعت السعيد! علينا واجب من البقية الباقية من الملتزمين وطنياً والمثقفين أن يعوا ان من غادرونا كثيرين ونحن بحاجة إلى مشروع إحياء لرموزنا الوطنية والسياسية والتنويرية.
موضوعية وتواضع فى الكتابة
وفى كلمته تحدث دكتور عاصم الدسوقي، المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، عن رفعت السعيد من زاويتين الأولى من الدرجة الموضوعية المعروفة بين المؤرخ وبين السياسي المؤرخ. فقد دخل “السعيد” التاريخ من خلال إنتمائه للفكر الماركسي منذ أن كان طالباً جامعياً والتحاقه بحركة حدتو، وحصل على ليسانس الحقوق، ولعدم قدرته إعداد دكتوراه فى الاشتراكية لعدم تخصص دراسته، التحق بجامعة كارل ماركس بألمانيا الشرقية لدراسة تاريخ الحركة الاشتراكية فى مصر، وكانت رسالة الدكتوراه فى تاريخ الحركة الاشتراكية فى مصر من 1900-1925، والرسالة الأخرى “تاريخ اليسار المصري” 1925- 1945، وجمع الرسالتين معاً فى كتاب واحد “تاريخ الحركة الشيوعية فى مصر” سنة 1986، وفى هذا الكتاب نلمس الدقة فى جمع المادة وعرضها وكتابتها، وتجد نفسك لا تشعر بأنك امام سياسي منتمٍ يتكلم فى العلم، بينما العلم هو الأساس عنده، وكثير من الأحداث التاريخية التي سجلها رفعت السعيد فى كتبه للبرهنة على أهمية الفكر الاشتراكي والعدالة الاجتماعية، أصبحت فى وقت لاحق مصدراً ومرجعاً مهماً يُعتمد عليه من يتحدث عن التاريخ الاجتماعي المصري.
أيضاً كان رفعت السعيد لديه كتاب عن الأساس الاجتماعي للثورة العرابية، والتي تؤخذ بمفهوم سياسي فقط، لكن السعيد تحدث عن دور القوى الاجتماعية فى هذه الثورة التي كان لها أساس اجتماعي فى شكل التمصير، وهنا نجد أن رفعت السعيد كان باحثا فى التاريخ من الدرجة الأولى التي لا جدال فيها، ويٌعتمد عليه.
أما عن رفعت السعيد المؤرخ، والذي سجل أحدث الزمن منذ الخمسينيات ولا يكتفى بالتسجيل فقط، بينما كان يعطي رأيه فيما يسجله من أحداث، فجمع بين المؤرخ والباحث فى نفس الوقت وهي صفة نادراً ما تحدث لدى المؤرخين الذين يحجمون على الأقدام على البحث والكشف عن آرائهم.
لدى رفعت السعيد كتابات وأبحاث شملت الرأي من العنوان، مثل “محمد فريد الموقف والمأساة”، “سعد زغلول بين اليمين واليسار” وهنا كان يلفت نظر القارئ لنتيجة الكتاب. وبعض من كتابات رفعت السعيد التي كان حولها علامات استفهام كانت تُطبع فى لبنان ثم تصل مصر بعد ذلك.
كتب رفعت السعيد منتقداً الناصرية ووضع اسما آخر للمؤلف محمد شهدي فريد فى أواخر السبعينيات. وفى 1986 كتاب تأملات فى الناصرية.
تميزت كتابات رفعت السعيد فى الدفاع عن دولة الوطن الواحد والوحدة الوطنية، وهذا ما أدى لصدامه بالتيار الإسلامي، وعليها ابتكر السعيد كلمة “التأسلم” على التيار الإسلامي الذي تصادم مع الموروث الثقافى المصري الذي يجمع بين المصريين على مدى الزمن بحيث يصعب ان تشق صف المصريين مسيحيين ومسلمين. وكتب السعيد مهاجماً وكاشفاً هذه الجماعات المتطرفين والمتأسلمين، وظل على موقفه حتى أخر لحظة مدافعاً شرساً عن وحدة الوطن ورفض ما هو ضد الموروث المصري وعاداتنا وتقاليدنا.
وكشف دكتور عاصم الدسوقي فى كلمته عن موضوعية دكتور رفعت السعيد التي كانت سبباً من أسباب احترامه لدى الكثيرين، وقال الدسوقي “كتب مقالاً للنشر فى الأهرام بعنوان “العلمانية هي الحل” ولكن تم رفضه ولم ينشر، بعدها تم نشر المقال فى كتاب لسلسلة مقالات، وعندما قرأ رفعت السعيد الكتاب، قام بإعادة نشر المقال “العلمانية هي الحل” فى عمود جريدة الأهالي الصادرة عن حزب التجمع، وكتب فى نهاية المقال ياعزيزي لا تغضب ممن لم ينشروا هذا المقال لأنهم أضعف من أن يكتبوه”.
صيحة تحذير مبكرة
تحدث نبيل زكي عن تاريخ رفعت السعيد وبداية صدامه بالتيار المتأسلم، وقال منذ اكثر من 34 عاماً بدأ رفعت السعيد فى البحث فى قضية التأسلم السياسي والمتاجرين بالدين، كانت الاستجابة لهذه الدراسات هجوما عنيفا ضده حتى من أقرب المقربين ومن الكوادر فى صفوف حزبه، وطالبوه بالكف عن هذه الكتابة واتهموه باختراع عدو وهمي وبالمبالغة ووصل الأمر لحد تحميله كل أعباء ضعف البناء الحزبي وقلة الحصاد على حد تعبيره فى الانتخابات، وأصروا بحسب تعبيره أيضاُ على (استتابته) لكنه كان واثقا من نفسه ومن صحة مواقفه واستمر، وفى وقت لاحق تلقى دفعات متتالية ومتدفقة من كتابات ومكالمات تنم عن أسف وإعتذار عما سبق أن قالوه عنه فى هجومه على المتاجرين بالدين، ندم الجميع فكان الندم بعد فوات الآوان لأن محمد مرسي ممثل جماعة الإخوان قد جاء، ولم يستمعوا لصيحة التحذير التي أطلقها رفعت السعيد مبكراً.
وكتب رفعت السعيد مهاجماُ خلط السياسة بالدين، لأن ذلك خطيئة فى حق الدين وكتب أن الدين المعطى السماوي المقدس لا يجب أن يؤخذ سلعة فى السوق السياسي المليئ بالخلاف والاختلاف، لأن الدين يبقى دائماً وديعة إلهية فى قلوب وعقول البشر، والطموح لاستخدام هذا الدين ستار والزعم من جانب جماعة معينة بأنها وحدها التي تمتلك الفهم الصحيح لهذا الدين والحق فى التحدث بإسم السماء يشكل عبئأ بغيضاً على الدين وعلى المؤمنين، لأن توظيف الدين فى ساحة السياسة يمنح المتحدث السياسي باسم هذا الدين حصانة مزعومة.
التأسلم الزائف
وقال نبيل زكى إن رفعت السعيد استخدم “التأسلم” بمعنى التظاهر بالتمسك بالإسلام الصحيح، بينما الحقيقة أن المتأسلم يتجاوز حدود العقيدة الإسلامية الصحيحة ويبتعد عن الإسلام الصحيح ممارساً ما يعتبره رفعت السعيد بالإسلام الزائف. ويحذر السعيد قائلاً من الخلط بين الدين والفكر الديني، فالدين مقدس ومعطى سماوي، بينما الفكر الديني إنساني ونسبي الصحة، وخطأ تسييس الدين أو تديين السياسة. فالديم تسليماً بالإيمان، والرأي (السياسة) تسليماً بالخصومة فمن جعل الدين رأياً جعله خصومة ومن جعل الرأي ديناً فقد جعله شريعة، وهكذا فأن المتأسلم يدعي التعبير عن إرادة السماء بينما هو مجرد محاولة لتمرير أفكار خاصة وإقناع الجماهير بها على أساس إنها إرادة جماعية وهي فى الأساس إرادة فرد أو جماعة.
لقاء الرأسمالى باليساري
وذكر نبيل زكي موقف أثناء عزاء رفعت السعيد، أنه التقى اثنين فى وقت واحد لتقديم العزاء وهما الفنان عادل إمام، ورجل الأعمال محمد أبو العينين، وهنا كان تعليق عادل إمام بطريقته قائلاً “فى حد فى الدنيا يلتقي فى عزائه رأسمالي مع اليساريين!” وبسؤاله عن رأيه فى هذا المشهد قال عادل إمام “لأن هذا هو رفعت السعيد”.
مساندة ومناصرة المرأة
وفى كلمتها لفتت أمينة النقاش الكاتبة الصحفية ورئيس تحرير جريدة الأهالي، قائلة إنه بالحديث عن التاريخ الوطني المشرف للدكتور رفعت السعيد لن نستطيع إغفال من ساند هذا التاريخ، وكما يقال وراء كل رجل عظيم امرأة، فكان خلف الدكتور رفعت السعيد أسرة متماسكة ومتحابة دعمت اختيارته الصعبة فى كل الظروف كانت تقودها المناضلة العزيزة ليلى الشال، ولا يمكن أن نذكر هذا التاريخ دون تذكرها والتي لولاها لم نجد هذا النموذج الراقي والشامخ لرفعت السعيد. وكان السعيد أحد كبار المناصرين لحرية المرأة ومساوتها الكاملة، وفى أول مؤتمر عام لحزب التجمع ساند السعيد وبكل قوة أن يتم تدشين منظمة نسائية مستقلة داخل الحزب وكانت هي المنظمة الحزبية الوحيدة آنذاك، بالإضافة لكتاباته عن قضية العدالة الاجتماعية التي كان يعتبرها منقوصة بدون تحقيق مطالب حقيقية للنساء وتجلى ذلك فى مساندته لهن فى تولى مناصب قيادية متقدمة داخل الحزب ومساندته لكافة القوانين التشريعية لمساندة المرأة فى الحصول على حقوقها كاملة.. وتابعت “النقاش” أن رفعت السعيد كان يدير الحوار باحترام، وكان أيقونة للحوار، وكل الخلافات داخل الحزب وخارجه دائم المناقشة والابتسام حتى فى المواقف الكبرى، وكان لديه القدرة على إمتصاص التوتر الموجود لمنع التشويش على الأفكار.
أكثر من فضح خطايا الإخوان
وقال دكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن رفعت السعيد كان إنسانا رقيقا وموضوعيا ومثالا للإلتزام الوطني، ولم نكن نتوقع هذا الرحيل السريع. وفى إحدى المرات سألت خالد محيي الدين مؤسس وزعيم حزب التجمع عن رأيه فى الحزب ومجموعته، أجاب محيي الدين بأن رفعت السعيد هو أفضلهم على الإطلاق. أيضاُ كان رفعت السعيد مدافعاً قوياً عن الوحدة الوطنية ومؤمنا تماماً بحقوق الأقباط وهو أكثر من فضح فكر وخطايا الإخوان، ولم يحمل يوماً حقدا ضد أحد. واختتم قائلاً إن رفعت السعيد كان عربياً قومياً ناصرياً تحررياً يسارياً وفى النهاية كان يقف على أرض مصرية وهذه هي قيمة رفعت السعيد.
الحضور
حضر حفل التأبين كل من السيد عبدالعال رئيس الحزب، أمينة النقاش نائب رئيس الحزب، ومن القيادات حضر عاطف المغاوري، محمد سعيد، هيثم شرابي، عماد فؤاد، منى عبدالراضي أمينة المرأة بحزب التجمع، والكاتبة الصحفية أمينة شفيق، محمد فرج أمين لجنة الشباب، رفعت عراقي ودكتور محمد منير مجاهد، منى زكي مراد، عصام شيحة القيادي الوفدى، وعدد من السياسيين وتلامذة الدكتور الراحل رفعت السعيد.

التعليقات متوقفه