اللواء محمد رشاد الوكيل السابق للمخابرات العامة يتحدث إلى “الأهالي” فى ذكرى “النصر”.. الحرب مع إسرائيل مستمرة حتى الآن

139

لا يزال لنصر أكتوبر المجيد روعته العظيمة، التي تحلق بالمصريين فى عنان السماء تحديًا وإصرارًا على قهر الصعاب والعبور إلى المستحيل، وقهره فى تلك الحرب العظيمة، وفى هذا السياق، أجرت”الأهالي” هذا الحوار مع اللواء محمد رشاد، الوكيل السابق للمخابرات العامة، ومسئول ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية فى عام النكسة، ورئيس مركز الوعي العربي للدراسات الاستراتيجية، عمل ضابطًا بالقوات المسلحة، بسلاح المشاة والاستطلاع، ثم التحق بالمخابرات العامة نقلا من الشرطة العسكرية عام 1966، واستلم العمل فى المخابرات العامة بعد نكسة 1967، ورئيسا لملف الشئون العسكرية الإسرائيلية حتى توقيع معاهدة كاب ديفيد 1979، وأيضا عمل فى مجال الحصول على المعلومات، اعتبارا من 1979، وخدم باليونان وتركيا قنصلا بالسفارة المصرية.. وإلى نص الحوار :

*ما الدور الذي لعبته المخابرات العامة خلال ثورتي 25 يناير و٣٠ يونيو؟
**منظمات المجتمع المدني وتدريب العناصر خارج مصر، أدى إلى صعوبة الوضع وعدم التمكن من متابعتها وبالتالي كانت النتائج مدمرة، لذلك لم تستطع المخابرات العامة السيطرة على الوضع، فى البداية، إلا أنها لعبت دورًا كبيرًا فى حماية الجبهة الداخلية خلال الأحداث.
*هناك بعض الدعوات تطالب المواطنين بالنزول للشارع يوم 11/11، بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار، فما تعليقك على هذا؟
**الدولة تقوم ببناء نفسها مرة أخرى، وبالتالي لابد من إعادة النظر فى السياسة العامة للدولة وإعادة هيكلة الدولة ككل، وأهمها إعادة سيطرة الدولة على كافة مرافق الحياة، بحيث لا يكون المواطن المصري هو ضحية كل هذه الأمور، وتحريك كل الدولة فى إطار ضبط كل الأمور، وأهمها الفساد ومحاربته، وتفعيل دور المؤسسات الرقابية لتحسين المنظومة.
*العمق
**ما تحليلك لإسناد الأعمال المدنية مؤخرًا للجيش، خاصة بعد تأكيد الرئيس السيسى أن الجيش قادر على الانتشار فى ربوع مصر فى ست ساعات؟
*الجيش مهمته هو حماية الأهداف الحيوية فى مصر، فهي تعتبر العمق الاستراتيجي للمجهود الحربي فى مصر، وبالتالي يجب تأمين كل المرافق الحيوية من الجيش كجزء من المجهود الحربي.
*سيمون بيريز
*ما تحليلك لعدم ذهاب الرئيس السيسي جنازة “شيمون بيريز”رئيس اسرائيل السابق، بالرغم من الضغوط عليه للمشاركة، ووجود عدد من القادة العرب كرئيس السلطة الفلسطينية؟
**هذا أمر طبيعي، فما زال يوجد بينا وبين إسرائيل مشاكل وقضايا لم تنته بعد، كالقضية الفلسطينية، وبالتالي يحق لأى رئيس أن يفوض من ينوب عنه فى هذا الموقف، وهو موقف يحسب لرئيس مصر.
*صراع حضارى
هل الحرب انتهت بين مصر وإسرائيل وما أشكال الحرب الجديدة؟
لا.. لم تنته بعد، فالصراع العربي الإسرائيلي لم ينته بعد، لكنه تحول إلى صراع حضاري، يحكمه التقدم التكنولوجي والقوة الاقتصادية، وقوة مسلحة تحمى كل هذه الاتجاهات، وهذا هو مستقبل العالم.. فإسرائيل تسعى فى 20 \ 20 إلى تطبيق مشروع النطاق الإسرائيلي، وهو نقل تبعية جميع الدول إليها اقتصاديًا، وبالتالي من يسيطر على الاقتصاد، يستطيع السيطرة على السياسة بسهولة.
*هل ثورات الربيع العربي كانت مخططًا أمريكيًا لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد ؟
**طبعًا، فالتطور الأمريكي لتفتيت العالم العربي، بدأ بالفوضى الخلاقة فى لبنان عام 2006، ثم انتقل إلى مرحلة التدريب وتسليح الشباب، والآن تستطيع التواصل معهم لتكون قوى محركة داخل الدول، وثورات الربيع العربي كلها مؤامرات أمريكية بدأت فى تونس ثم مصر.
*قاعدة معلومات
*ما أهم فترة للمعارك شهدتها المخابرات المصرية ؟
**أهم فترة فى المخابرات المصرية كانت إنشاء قاعدة معلومات إسرائيلية، فبعد النكسة أردنا معرفة الدروس المستفادة من حرب 1967 وتبين لدينا، أن أسباب نكسة 67 هي قصور المعلومات عن إسرائيل، لذلك كان من الضرورى البدء فى إنشاء قاعدة معلومات إسرائيلية، حتى نستطيع التعامل مع العدو طبقا للواقع، واستعنا بالنشرات والكتب التي صدرت عن حرب 67، بعد رفع إسرائيل الحظر الإعلامي عن كل المعلومات العسكرية لقواتها، وبالتالى استفدنا بشكل كبير من رفع هذا الحظر، وبدأنا فى تكوين قاعدة معلومات ومتابعة الموضوعات.كما قمنا بعمل غرفة خاصة عن المعلومات الإسرائيلية تضم كل الأهداف الإسرائيلية من مدن وموانئ ومطارات، وبالتالى عندما جاءت حرب 73 وجدنا كل المعلومات، التي أمدتنا بها القوات المسلحة عن إسرائيل مطابقة للواقع تمامًا، وهذا ما جعلنا نحدد هدفنا طبقا لإمكانياتنا المتاحة، فكان الهدف هو إدارة معركة مع إسرائيل بعيدًا عن الخروج من نطاق حائط الصواريخ حتى لا نعطى العدو، الفرصة لتدخل القوات الجوية،لأن القوات الجوية الإسرائيلية هي القوة الضاربة الرئيسية للقوات المسلحة الإسرائيلية. فبناء قاعدة المعلومات الإسرائيلية كانت من الفترات العصيبة، لأن فيها السباق للزمن وكان لا بد من تكوين قاعدة معلومات من لا معلومات.
*إضعاف العدو.
*هل العمليات التي كان يقوم بها الجيش المصرى داخل سيناء، المحتلة فى ذلك الوقت كانت من أجل إضعاف العدو أم تكتيكًا لتدريب القوات؟
**بعد هزيمة 67، إسرائيل كانت تعتبر مصر جثة هامدة، فكان لابد من إعادة الثقة للقوات المسلحة، بتنفيذ العمليات كـ”رأس العش وإيلات” وغيرهم، فالهدف من كل هذه العمليات، كان لإرجاع روح النصر والثقة لدى الجنود.
*وافقت مصر على وقف إطلاق النار بعد حادث الثغرة فهل هذا كان من المقدمات للجلوس على مائدة مفاوضة السلام ؟
**فى ظل عدم السيطرة على الموقف، اضطرت القيادة السياسية أن تقبل وقف إطلاق النار يوم 22، وتم تطبيقه فعلاً يوم 25، فاسرائيل حاولت ان تدخل قناة السويس وتستولى عليها، ليكون لديها القدرة على المساومة، لكنها فشلت فى تحقيق أى نتائج على الأرض خارج حدود الثغرة. ففى مرحلة الاستنزاف، المخابرات العامة قامت بقضيتين رئيسيين، الأولى هي منع دخول الحفار الإسرائيلى، لتنقيب عن البترول فى منطقة خليج السويس، والقضية الثانية هى قضية “هبة سليم” الجاسوسة المصرية التي جندتها إسرائيل لصالحها، فهذه القضية من القضايا الكبيرة، لأن حجم المعلومات المتوفرة فيها كانت على درجة عالية من السرية، وهذا يعنى أنها كانت تهدد أمن القوات المسلحة والأمن المصري، فكانت تتضمن طرفًا عسكريًا هو زوج هبة سليم الذي كان ضابطًا، فكان من الممكن أن نواجه صعوبات فى عبور القوات إلى قناة السويس ونعجز عن تحقيق ما حققناه من إنجازات فى 73، إذا استمرت هذه القضية حتى وقت الحرب.
*التجسس
*كل فترة تقوم المخابرات المصرية العسكرية بالكشف عن قضية جاسوسية جديدة فى ظل معاهدة السلام، فما تفسيرك لذلك؟
*العمل المخابراتى لا يخضع لاتفاقية السلام، فقاعدة المعلومات مستمرة وعمليات التجسس تنشط فى ظل السلام، فالعدو الان يركز على إختراق المجتمع المصرى، فالمجتمع يشعر بأنه غير مقبول شعبيًا، ويوجد الآن 7 مواقع إسرائيلية يقوم بإدارتها مصريين، لسهول اختراق المجتمع وتجنيد الشباب.
ومن هنا أحذر الشباب المصرى من اختراق اسرائيل للأمن القومى المصرى من خلال تجنيدهم، للعمل ضد الدولة المصرية .

التعليقات متوقفه